تخوض إيطاليا، اليوم الأحد، انتخابات تشريعية يأمل اليمين المتطرّف بتحقيق انتصار تاريخي فيها بوصول جورجيا ميلوني، أول امرأة إلى رئاسة الحكومة في تاريخ بلادهم بعد الحرب العالمية الثانية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى فوز التحالف الثلاثي اليميني في إيطاليا، الذي يقوده “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) بقيادة ميلوني بأكثر من 60% من مقاعد البرلمان.
ودعت مجلة “ايكونوميست” البريطانية أوروبا إلى الإطمئنان وعدم القلق من تولي ميلوني الحكومة، مضيفة أنها ستكون مقيّدة بالسياسة والأسواق والمال.
حزب ذو جذور فاشية
وأوضحت المجلة أن حزب “إخوة إيطاليا” له جذوره في الفاشية الجديدة، وزعيمته ميلوني معادية للهجرة، وتتّهم الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في “الاستبدال” العرقي، وتدافع عن فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر الشعبوي وهي معجبة به.
واعتبرت أن فوز ميلوني عقب نجاح الديمقراطيين السويديين الأسبوع الماضي، في أن يكونوا ثاني أكبر حزب في البلد، وحصول مارين لوبان في فرنسا على 41% من الأصوات في سباقها ضد إيمانويل ماكرون في أبريل (نيسان) الماضي، مؤشرات على تحوّل قوي في الميزان الأوروبي نحو اليمين القومي “المتشدد”، حيث سئم الناخبون من إخفاقات الأحزاب القائمة.
صعوبة تنفيذ سياسة الهجرة
ورجّحت المجلة أن لا تستطيع ميلوني تنفيذ تعهّداتها التي قطعتها خلال الحملة الانتخابية؛ إذ من المتوقّع أن تختلف مبكراً مع حليفيها سيلفيو بيرلسكوني وماتيو سالفيني.
ومن المؤكد أن ميلوني ستشنّ حملة على الهجرة غير المنظمة، ولكن عندما كان سالفيني في الحكومة بين 2018 و2019، وعد بالأمر ذاته، ليجد أن التزامات القانون الدولي وقواعد الاتحاد الأوروبي فرضت قيوداً على ما يمكنه فعله.
وأضافت المجلة أن ميلوني ستجد أنها مقيدة بعدة طرق، بينها الأدوار التي يلعبها الرئيس الإيطالي المنتخب بشكل غير مباشر، ورئيس المحكمة الدستورية، وهما من الوسطيين المعتدلين. وستحد قيوداً مماثلة من مقدار الضرر الذي قد تلحقه ميلوني بالاتحاد الأوروبي، حتى لو أرادت ذلك.
التعاون مع الاتحاد الأوروبي
وأوضحت أنه على إيطاليا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي يدعم خطة الإصلاح في بلادها والتي تهدف لمواجهة ديونها الهائلة البالغة 2.7 ترليون دولار، ومشاكل عمل الشباب والتعليم والتدريب.
وذكرت المجلة أن ميلوني، على عكس سالفيني وبيرلسكوني، أو لوبان وأوربان، ليست من المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فمنذ الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت صوتاً ثابتاً وقوياً في دعم أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وختمت المجلة بأنه يتعيّن على أوروبا أن تقبل بهدوء قرار إيطاليا الديمقراطي بانتخاب ميلوني ومساعدتها على النجاح، بينما تحذرها سراً من الضرر الذي قد يلحق بكل من إيطاليا والاتحاد الأوروبي.