حسن فليح / محلل سياسي
بلا شك أن نتائج انتخابات ١٠/١٠ فاجئة النظام في ايران ومواليها في العراق على الرغم من المقاطعة الشعبية الواسعة لها ، وبعد مرور عام كامل من الجمود السياسي والشد والجذب بين المتخاصمين حتى وصل الامر الى الصدام المسلح بين التيار والاطار في المنطقة الخضراء ، ولتي كاد الصدر ان يتمكن من اسقاط الحكومة والعملية السياسية البائسة ويفرض خياراته ، ولكن التحرك الايراني كان الاسرع لحماية مواليه والعمل وبكافة الوسائل بعدم المساس بالمعادلة السياسية القائمة بالعراق ولتي قامت اصلا برعاية امريكية وبأشراف وادارة ايرانية ، قام النظام الايراني بدفع الحائري لابلاغ الصدر بتبعية ولاية الفقيه والضغط على المرجعية في النجف لممارسة دورها لحث الصدر للعدول عن توجهاتة الخطيرة بالنسبة للنظام في طهران وايقافة عن أستمرارة لتحقيق اهدافة التي تعتبرها ايران بالضد منها ، وبذلك تمكنت ايران بالعودة بالعملية السياسية الى سابق عهدها وابقائها تحت هيمنتها ولم تسمح للصدر وغيره من قلب المعادلة لغير صالحها وصالح حلفائها وافلات الوضع بالعراق من قبضتها ، ابتداءً من عزل التيار الصدري الفائز بالانتخابات والمتمرد علىيها وعلى التحالف الشيعي وابعادة من التأثير الديني والسياسي وتطويقة وبنفس الوقت تسعى جاهدة الان لاحتوائه من جديد والعودة به لبيت الطاعة لضمان عدم تكرار الامر مجددا ، وبذلك استطاعت ايران من تفكيك التحالف الثلاثي بين الصدر والحلبوسي ومسعود البرازاني من تشكيل حكومة اغلبية سياسية عابرة للطائفية والمحاصصة وقبل ان يرى ذلك المشروع ألنور ، والعودة بالعملية السياسية الى ماقبل عصر انتخابات ١٠/١٠ أي الى التوافقية والمحاصصة وتثبيت الفساد وبنجاح ساحق ، ماكان ذلك ينجح لولا خطاء التيار الصدري بالانسحاب من البرلمان التي اعطت الجرعة المنقذة للحياة والفرصة الاكيدة والسخية للاطارين ألتي احسنت ايران استخدامها ، كما ساعد التاثير الواضح لسياسة التخادم بين الولايات المتحدة الامريكية والنظام في ايران والرغبة الشديدة التي ابدتها ادارة بايدن في ابقاء الوضع على ماهو علية ودون المساس بقواعد اللعبة في العراق ، جميعها كانت ابرز العوامل التي ساعدة ايران من اعادة فرض هيمنتها ورغباتها على مسرح الاحداث السياسية داخل العراق ، ان ماحصل في يوم الاربعاء المصادف ٢٨ /١٠ في جلسة البرلمان من اعادة الثقة بالحلبوسي رئيسا للبرلمان والتي كشفت المناورة وبشكل رخيص زيف استقالته وانتخاب النائب الاول ، هي اللحظة الحاسمة لنجاح الانقلاب السياسي الذي قادته مع موليها في بغداد لصالحها ، كما انها استعدت لمرحلة ألمواجهة المقبلة ضد ثوار تشرين وتصفيتهم وملاحقتهم لقتل الامل عند العراقيين التواقين للتغير والتحرر من التبعية والقضاء على العملاء والفاسدين ، وشرعت بضرب اربيل بالصواريخ والمسيرات وهناك انباء مؤكدة لقيامها بهجوم بري لاجتياح اربيل عسكريا لاحداث مزيدا من الضغط على حكومة البرزاني ، وشرعت بأحتواء السنة عن طريق التجديد للحلبوسي رئيسا للبرلمان ، وهكذا قوة ايران موقفها التفاوضي مع العالم عن طريق تكريس هيمنتها بالعراق ، وسوقة نفسها الى العالم انها لازالت حاضرة والاعبة التي لايمكن تخطيها شرق اوسطيا مع ضمان ابقاء العراق دولة هشة وضعيفة ومنقوصة السيادة ومنطقة نفوذ لها تهدد من خلالة امن المنطقة والخليج العربي والعالم المترنح والفاقد للسيطرة والخاضع للمتغيرات وتهدده الازمات من كل حدب وصوب ، في حين ان العراق اليوم في اضعف حالاتة ، كنتيجة حتمية لسياسة امريكا ومشروعها الخبيث في العراق .