“الإقطاع الزراعي” يعود مجدداً.. مئات المزارعين في ديالى يستغيثون لإنقاذهم “الاستعباد”
2022-10-08
شفق نيوز/ وجه مزارعون في ديالى، يوم السبت، نداء استغاثة للحكومة العراقية والجهات المعنية لإنقاذهم من “الإقطاع والاستعباد” في كبرى مزارع المحافظة.
واكد مئات المزارعين ممن يقطنون قرى: الدوجمة العليا، والدوجمة السفلى، والناي (التربة، والأربعين، والخمسة وعشرين، والعشرين) والثلاثي، والزركانية العليا، شمالي قضاء الخالص، تعرضهم لـ”الاستعباد” جراء سياسة المزرعة التي تمنح المزارع أرباح 30% أو اقل من ذلك مع تحمل المزرعة نفقات الاستزراع فيما كان نظام العمل في المزرعة يقضي بمنح المزارع 50% من أرباح الموسم الزراعي.
وتبلغ مساحة مزرعة “الناي” نحو 30 الف دونم كانت تحت سيطرة السياسي المعروف صالح المطلك قبيل سقوط النظام السابق، وبعد سقوط النظام تم إعادة العمل بها بنظام الاستثمار واستئجارها من قبل مستثمرين.
وأشار المزارعون الى وجود احتكار لمساحاتهم من قبل جهات مستفيدة وفقا للعلاقات والمحسوبية وغياب العدالة في توزيع المساحات الزراعية وفقا للاولوية الجغرافية وقرب القرى من المزرعة.
أبو احمد الهيازعي، أحد المزارعين في المزرعة، ناشد الحكومة والجهات المعنية، عبر وكالة شفق نيوز، للخلاص من “نظام الاقطاعية الذي تمساره إدارة مزرعة “الناي” ومحاربة المزارعين الفقراء حيث أسست نظام أسمته إدارة المزرعة بالتنفيذ المباشر وهو سرقة وسلب حق المزارع ومنحه حصصاً رمزية من أرباح الإنتاج”.
وأضاف أن “سكان القرى المحيطة بالمزرعة كانت لهم صولات ضد فلول الإجرام بما يسمى تنظيم القاعدة الإرهابي في سنة 2007 و2014 قدمنا أكثر من 250 شهيداً دفاعاً عن أرضنا وأعراضنا وكرامتنا وحينها تم تفخيخ المضخات التابعة لمزرعة (الناي) من قبل تنظيم القاعد.ة بأكثر من 5 جلكانات مفخخة وتم تفكيكها بأيدي رجال عشيرة الغوالبة الا ان القائمين على المزرعة ضربوا التضحيات والمواقف بعرض الحائط”.
فيما وصف أبو ماهر العبيدي، احد الوجهاء والمزارعين القريبين من مزرعة “الناي”، سياسة المزرعة بـ”الاقطاع الجديد” واحياء لسيناريو مسلسل “مناوي باشا” العراقي الذي يتناول موضوع الإقطاع الزراعي.
العبيدي اوجز لوكالة شفق نيوز حجم الخسائر التي تكبدها مئات المزارعين جراء نظام العمل “المجحف” الذي يمنح المزارعين 30% من أرباح المحاصيل وهو امر أجُبر المزارعون على قبوله لكن المزرعة اعتمدت التنفيذ المباشر الذي قلص حصص المزارعين الى نحو 6 – 10% على ان يقوم المزارع بواجبات العناية والسقي بالمزارع.
وأضاف أن “مزرعة الناي كانت باباً معيشياً كبيراً لسكان المحافظات الوسطى والشمالية والجنوبية وحتى الكورد الا انهم هجروا المزرعة لاسباب كثيرة”، داعيا الى “انقاذ المزارعين ضمن سبع قرى من الاستغلال الإقطاعي ومنحهم مصادر معيشية تحفظ كرامتهم و تؤمن قوت أسرهم التي لا تملك أي مصدر معيشي سوى الزراعة”.
وبنفس ما ادلى به زملائه، برر خليل ماهر، احد المزارعين، أسباب قبول المزارعين بـ”الاستغلال الاقطاعي” الى عدم وجود سبل معيشية وشح المياه الذي حرمهم من استغلال مساحات زراعية خارج المزرعة التي تمتلك محطات ضخ موزعة على امتداد الأراضي وصولا الى نهر دجلة.
واكد ماهر لوكالة شفق نيوز، ان “مزرعة (الناي) تمنح الامتيازات والمنافع لوجهاء وشخصيات مقربة وشيوخ عشائر او افخاذ يسيطرون على الأشخاص والمزارعين البسطاء ويجبروهم على العمل في المزرعة تحت قيود اقطاعية مجحفة”.
وواصل “العوز المعيشي وانعدام فرص العمل اجبر المزارعين على العمل في مزرعة (الناي) رغم المناشدات والمطالب لانقاذهم”، كاشفا عن “مساعٍ لتنظيم تظاهرات واسعة لايجاد حلولاً لمعاناتهم المعيشية وانهاء النظام الاقطاعي الجديد”.
وذهب ماهر الى ابعد منذ لك بالقول “منعونا من رعي المواشي حتى في الأراضي غير المزروعة ما دفعنا لبيع المواشي وبخسائر جسيمة”.