اقترح باحثان في مجال الفلسفة وعلم النفس، تفسيراً للحلول الإبداعية التي تأتي للعقل المتجول أثناء الانخراط في مهمة تساعد على “الشرود” مثل الاستحمام تحت الدش.
وفي ورقته البحثية التي سمّاها “تأثير الدش” قال زاك إيرفينغ أستاذ الفلسفة المساعد في جامعة فيرجينيا: “لنفترض أنك عالق في مشكلة”. “ماذا تفعل؟ ربما ليس شيئاً مملًا مثل مشاهدة الطلاء وهو يجف. بدلاً من ذلك، تفعل شيئاً يشغل نفسك، مثل المشي أو البستنة أو الاستحمام”.
ويفيد اقتراح البحث بأنه عندما نؤدي مهمة “غير متوقعة”، تميل أدمغتنا إلى الشرود؛ وعندما تميل أدمغتنا إلى الشرود، يميل الإبداع إلى التدفق.
وشاركت في هذه الورقة البحثية كيتلين ميلز أستاذة علم النفس بجامعة مينسوتا، ونُشرت في مجلة “سيكاتري”، واعتبرت أن الشرود يساعد في بعض السياقات على الوصول إلى تفكير نموذجي.
ولاختبار هذه النظرية، طلب إيرفينغ وميلز من المشاركين في الدراسة التوصل إلى استخدامات بديلة لمشبك ورق. وقاما بعد ذلك بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين لمشاهدة مقاطع فيديو مختلفة مدتها 3 دقائق، من شأنها أن تكون بمثابة نماذج احتضان للأفكار الجديدة للمشاركين، بينما شاهدت إحدى المجموعات مقطع فيديو “مملًا” لرجلين يطويان الغسيل.
وقال إيرفينغ: “ما أردنا معرفته حقاً لم يكن الفيديو الذي يساعدك على أن تكون أكثر إبداعاً”. “كان السؤال هو كيف يرتبط شرود الذهن بالإبداع أثناء المهام المملة والجذابة؟”
بعد مقاطع الفيديو، طُلب من المشاركين العودة بسرعة إلى عملية سرد الاستخدامات البديلة لمشبك الورق، والعمل من الأفكار التي تم تشكيلها أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو. وأبلغ المشاركون أيضاً عن مدى شرود أذهانهم، أي التنقل بحرية من موضوع إلى آخر، أثناء مقاطع الفيديو.
ووجد فريق البحث أن هناك ارتباط إيجابي بين مقدار شرود الذهن والأفكار الإبداعية المتولدة. ويعني ذلك أن شرود الذهن جعل المشاركين أكثر إبداعاً، كما أنه أدى إلى عدد أكبر من الأفكار.