“الفساد المالي” أكبر العقبات أمام الحكومة القادمة في العراق… هل تتصدى له؟
© AFP 2022 / FABRICE COFFRINIتابعنا عبريعتقد البعض أن انتخاب البرلمان العراقي لسلطة جديدة في البلاد سوف ينهي الأزمات المتراكمة الاقتصادية والسياسية والفساد المالي المتغلغل في مفاصل الدولة الذي تحرسه المصالح الشخصية للأحزاب والمليشيات، وهذا ما يخالف الحقائق على أرض الواقع.هل تنجح الحكومة الجديدة في العراق في غلق منافذ الفساد وتضر بمصالح القوى والأحزاب التي أتت بها… أم تغض الطرف عنها وتدع تلك الملفات لحكومات قادمة… وكيف يستمر العراق بتلك الحالة؟العراق… القضاء يستدعي موظفين حكوميين كبار للاشتباه في قضايا فساد18 أكتوبر, 12:27 GMTبداية يقول الخبير المالي والاقتصادي العراقي، الدكتور صفوان قصي: “من الواضح أن عملية إعادة إصلاح النظام المالي من خلال هيكلة وزارة المالية وفرض قيود على الأنظمة المحاسبية بما ينسجم مع التطبيقات الدولية، هى فرصة للحكومة القادمة لتقليل منافذ الفساد، خاصة أن العراق يتطلع إلى الانضمام للاقتصاد العالمي”.تحديات كبرىوأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أنه إذا كانت هناك جدية للاندماج مع العالم، فإن العراق بحاجة إلى التحول إلى معايير المحاسبة الدولية ونظام الإبلاغ المالي الدولي، كنافذة للسيطرة على جميع منافذ الفاسدين.وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن عملية الاندماج بالتأكيد سوف تساهم في زيادة رفاهية الأفراد في العراق وهو ما يعني الاستثمار في جودة الحياة، لأن عملية بناء مجتمع تحتاج إلى إعادة النظر في الركائز التي تقوم عليها الدول من تعليم وصحة وخدمات.وأوضح قصي أن العراق فرصة استثمارية وكان يفترض أن يكون جاذبا للاستثمار الاستراتيجي في جميع القطاعات، لذا فإن هناك تحديات كبيرة تنتظر الحكومة القادمة التي يجب عليها التصدي لها بحسم.إيران تنفي الرسالة المنسوبة إلى وزير خارجيتها حول إلغاء إقامة مقتدى الصدر على أراضيها24 سبتمبر, 10:36 GMTمن جانبها تقول، الباحثة الاقتصادية في مركز بابل للبحوث والدراسات المستقبلية بالعراق، حوراء الياسري إن: “نهاية وحلحلة الأزمة السياسية الاقتصادية في العراق، لن يكون بحكومة اعتاد أربابها الفساد والسرقة، لأن ساسة العراق توغلوا في طريق اللاعودة، وادعائهم بأن حكومة المشاريع والأعمار قادمة ماهي إلا إضافة شيئا من الطعام إلى قصعة هذا الشعب المحاصر في سجن كبير”.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك” أن “أي حكومة قادمة وفقا للنظام الذي أدخل البلاد في هذا النفق المظلم والأزمات التي لا تظهر لها أي حلول، سوف تساهم في تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي بصورة أكبر، العراق يعاني من عدة أزمات ولو حاولت الحكومة القادمة التصدي لها وحلها ستؤثر على المصالح السياسية والاقتصادية للأحزاب التي أتت بالحكومة ورئيسها إلى السلطة”.قانون الأمن الغذائيوأشارت الياسري إلى أن الإسراع بترشيح السوداني لرئاسة الوزراء جاء لحاجتهم الماسة لتقنين الإنفاق الحكومي من خلال تقديم خطة موازنة قبل إنتهاء هذا العام بسبب قانون الأمن الغذائي الذي تبناه التيار الصدري والذي ينتهي العمل به نهاية شهر كانون الأول من العام الحالي، لذا هم بحاجة ملحة لتشكيل الحكومة والكل مجبر على “بلع لسانه وطي سلاحه” لتمرير موازنة تشرعن الفساد لسنة أخرى من عمر العراق، كما أشارت بلا سخارت لأول مرة في تقريرها حول الموقف المالي للعراق، بأن الإنفاق الحكومي سيتوقف نهاية العالم الحالي.أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، اليوم الخميس، “البراءة من أي تشكيل لمجاميع عسكرية تخرق الشرع والقانون”.
ونقل صالح محمد العراقي المعروف بوزير الصدر، قول الأخير في بيان عبر حسابه على “تويتر”: “أعلن أن هذه ليست أفعالنا ولا أخلاقنا ولا طريقتنا في التعامل حتى مع الفاسدين فضلا عما سواهم”، معلنًا “البراءة منهم أمام الله تعالى وأمام الشعب العراقي الحبيب”.ودعا الصدر “الجميع إلى التعاون بالإبلاغ عنهم من جهة وعدم الانخراط معهم من جهة أخرى”، لافتًا إلى أن “أعمالهم مخالفة لكل القوانين السماوية والوضعية والنظم الأخلاقية والاجتماعية بل قاطعوهم ولا تعينوهم على أفعالهم المشينة”.وكلف عبد اللطيف رشيد الرئيس العراقي المنتخب، مساء الخميس الماضي، محمد شياع السوداني، بتشكيل الحكومة الجديدة.العراق يستعيد 675 من رعاياه المحتجزين في مخيم الهول شرقي سوريا18 أكتوبر, 17:29 GMTوذكرت وكالة الأنباء العراقية أن رشيد كلف السوداني بتشكيل الحكومة بمجرد الإعلان عن انتخابه رئيسا للجمهورية من قبل مجلس النواب.من جانبه، استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تكليف الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد لمحمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ترشيحه من قبل الإطار التنسيقي (الذي يضم أحزابا وقوى شيعية) الذي يعد خصم التيار الصدري.ووجّه المتحدث باسم مقتدى الصدر صالح محمد العراقي، في بيان، انتقادا لاذعا للحكومة، معتبرا أن السوداني بدأ يشكل “حكومة ائتلافية تبعية ميليـشياوية”.