إطلاق النار على المتظاهرين و”داعش” يتبنى الهجوم على مرقد في شيراز
واشنطن: موسكو ربما “تقدم نصحاً” لطهران و12 وزيرة خارجية يستنكرن قمع الاحتجاجات
وكالات الخميس 27 أكتوبر 2022 1:32
متظاهرون يتجمعون خارج مقر الأمم المتحدة في أربيل احتجاجاً على وفاة مهسا أميني (أ ب)
أعربت الولايات المتحدة عن اعتقادها أن روسيا ربما تقدم نصائح لإيران حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها من جانب “شرطة الأخلاق“. وقالت المتحدثة كارين جان-بيار، إن البيت الأبيض “قلق حيال إمكان تقديم موسكو نصحاً لإيران حول أفضل وسيلة للتعامل مع الاحتجاجات، مستفيدة من الخبرة الواسعة في قمع” المعارضين.
قمع المحتجين
لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي كان أقل وضوحاً بشأن ما إذا أمر الكرملين بمثل هذه الخطوة. وقال “ربما يفكرون في نوع من الدعم لقمع المحتجين الإيرانيين“، وأضاف “نرى دلائل على أنهم ربما يفكرون في إمكانية التدريب. من المؤسف أن روسيا لديها خبرة”، كما كرر كيربي المزاعم بشأن وجود إيرانيين في مناطق أوكرانية محتلة لمساعدة القوات الروسية على استخدام طائرات مسيرة في عمليات تستهدف إلى حد كبير بنى تحتية مدنية. وتابع “أنهم الآن على الأرض في شبه جزيرة القرم للمساعدة في هذا الجهد”.
انتشرت قوات الأمن الإيرانية في أعقاب هجوم مسلح على مرقد ديني في مدينة شيراز (أ ف ب)
“داعش” والهجوم على مرقد في شيراز
على صعيد آخر، تبنى تنظيم “داعش” الهجوم المسلح الذي استهدف، الأربعاء 26 أكتوبر (تشرين الأول)، مرقداً دينياً في مدينة شيراز، جنوب إيران، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة آخرين، بحسب ما نقلت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم الإرهابي على “تيليغرام”.
ولفتت الوكالة إلى أن مقاتلاً من التنظيم نفذ الهجوم مستهدفاً “عدداً من عناصر الشرطة الإيرانية وحراس المرقد، ثم تجمعات الشيعة داخل المرقد، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شيعياً وإصابة عشرات آخرين”.
وكان مسؤولون إيرانيون أفادوا بأن الهجوم نفذه مسلح من “الإرهابيين التكفيريين” تم توقيفه، في وقت تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بـ”رد حازم” على هذه العملية.
إحياء ذكرى وفاة مهسا أميني
في هذا الوقت، أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار والغاز المسيل للدموع، وفق ما ذكرت منظمة حقوقية، على متظاهرين في سقز، مسقط رأس مهسا أميني، بعد تجمعهم لإحياء ذكرى الأربعين لوفاتها، الأربعاء. وقالت منظمة “هنكاو” غير الحكومية التي تراقب انتهاكات الحقوق في محافظة كردستان ومقرها في النرويج، على “تويتر” “أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وفتحت النار على الناس في ساحة زندان ببلدة سقز”.
وفي تحد للإجراءات الأمنية المكثفة تجمع إيرانيون، الأربعاء، في مقبرة في محافظة كردستان الإيرانية دفنت فيها الشابة أميني بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاتها.
اقرأ المزيد
- إيران تشتعل… 15 قتيلا في شيراز والمحتجون يجتاحون المدن
- المحتجون يعودون إلى شوارع إيران بكثافة وإضرابات تعم البلاد
- المعارضة الإيرانية المشرذمة تبدأ بالتوحد دعما لحركة الاحتجاجات
- “ضربة على الرأس”… تفاصيل ما حدث مع مهسا أميني
ورددت عشرات النساء والرجال الذين تجمعوا في مقبرة آيجي في كردستان، غرب إيران، “امرأة، حياة، حرية” و”الموت للديكتاتور”، بحسب أشرطة فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتوفيت أميني (22 عاماً) وهي إيرانية من أصل كردي، في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من “شرطة الأخلاق” أثناء زيارتها طهران مع شقيقها الأصغر، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران.
وأثارت وفاتها احتجاجات غير مسبوقة، منذ ثلاث سنوات، وهي متواصلة في مختلف أنحاء البلاد، تتقدمها في معظم الأحيان شابات وطالبات كثيرات منهن يقمن بإحراق حجابهن.
قطع الإنترنت
وذكر ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن أجهزة الأمن حذرت عائلة أميني من إقامة مراسم في ذكرى الأربعين والطلب من الناس زيارة قبرها وإلا “عليهم أن يقلقوا على حياة ابنهم”.
وقطعت السلطات الاتصال عبر الإنترنت في سقز بمحافظة كردستان، غرب إيران “لأسباب أمنية”، بعد إحياء الآلاف الذكرى.
قمع الاحتجاجات
وقد دانت 12 وزيرة خارجية بقيادة الكندية ميلاني جولي حملة القمع العنيفة للاحتجاجات المطالبة بحقوق المرأة في إيران والمستمرة منذ 40 يوماً.
وقالت وزيرات خارجية ليبيا وألبانيا وأندورا وأستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وآيسلندا وكوسوفو وليختنشتاين ونيوزيلندا والنرويج، في بيان مشترك، “بصفتنا وزيرات للخارجية، نشعر بمسؤولية إسماع أصوات النساء الإيرانيات”، وأعربن عن “تضامنهن مع الإيرانيات الشجاعات اللاتي يمارسن حقهن في التجمع السلمي والدفاع عن حقوقهن الأساسية”.
كما دانت الوزيرات “التطبيق العنيف” لقانون إلزامية الحجاب في إيران و”حملة القمع الجارية ضد المتظاهرين”.
أكثر من 141 قتيلاً
وأدت أعمال القمع التي قامت بها قوات الأمن بحق المحتجين على إثر وفاة أميني في مختلف أنحاء إيران إلى سقوط 141 قتيلاً على الأقل بينهم أطفال بحسب حصيلة جديدة أوردتها منظمة حقوق الإنسان في إيران.
من جانبها، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، الأربعاء، توجيه الاتهام الى نحو 300 موقوف على صلة بالتحركات التي تشهدها إيران، ما يرفع إلى أكثر من 1000 عدد الذين وجهت إليهم اتهامات مرتبطة بالاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني.