مواجهات ’علنية’ بين الخصوم في الإقليم.. واليكتي متخوف من ’صَدام جديد بزي ّكردي’
تقرير: اخلاص قحطان
يبدو أن تشكيل الحكومة الجديدة واختيار عبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية لم يكن حلاً موفقاً لأنهاء الأزمة السياسية في البلاد أو على الأقل بين الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان، بل كانت انطلاقة لمرحلة جديدة للصراع الكردي- الكردي على تقاسم المناصب في محافظات الإقليم ونينوى وكركوك.
مصادر رفيعة المستوى تؤكد أن المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني سيتمخض عنه مواجهات علنية بين رئيس الحكومة مسرور بارزاني ورئيس الاقليم نيجرفان بارزاني.
أزمة جديدة في الاقليم
خلافات كبيرة تحدث داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن المناصب لفروع الحزب في محافظات إقليم كردستان، هذا ماتحدث به مصدر لـ (بغداد اليوم).
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، إن “الديمقراطي الكردستاني يشهد صراعاً واقتتالاً بين القيادات والاعضاء بشأن مناصب مسؤولي الفروع للحزب في محافظات إقليم كردستان ونينوى وكركوك”.
وأضاف أن “هناك عدة أجنحة مختلفة داخل الحزب الديمقراطي وصراعات بين جبهتي رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، الأمر الذي جعل زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني يحضر انطلاق المؤتمر اليوم الخميس في محافظة دهوك، لرآب الصدع الموجود بين القيادات المختلفة”.
حيث انطلقت أعمال المؤتمر صباح اليوم بحضور الزعيم الكردي مسعود البارزاني، ونائب رئيس الحزب رئيس اقليم كوردستان العراق نيجيرفان بارزاني و800 مندوب للمؤتمر من قياديين وأعضاء من الحزب.
ويحمل المؤتمر شعار (التجديد _ العدالة _ التعايش) الذي رفعه الحزب الديمقراطي الكردستاني في مؤتمره الحالي بدهوك بهدف مواجهة التحديات الحالية التي تتعرض لها المنطقة بشكل عام.
وكان الحزب الديمقراطي قد أجري عملية انتخاب مندوبي المؤتمر في شهر آب المنصرم بمشاركة 600 ألف عضو في الحزب ادلوا بأصواتهم لاختيار 800 مندوب للمؤتمر الذي سيواصل على مدى ثلاثة أيام مناقشة النظام الداخلي وبرنامج الحزب للمرحلة القادمة اضافة الى اختيار رئيس جديد للحزب، ومجلس قيادة جديد للمرحلة المقبلة.
وجدد الحزب الديمقراطي الكردستاني، اليوم الخميس، الثقة لرئيسه مسعود بارزاني فيما انتخب كلاً من نيجيرفان بارزاني نائبا أولاً للرئيس، ومسرور بارزاني نائباً ثانياً.
جاء ذلك خلال اليوم الأول من إنطلاق أعمال المؤتمر الـ14 للحزب، و المنعقد في مدينة دهوك، والذي يستمر لمدة 3 أيام.
“صدام حسين جديد بزي ّكردي”
القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني فائق يزيدي، أكد أن انتكاسة الحزب الديمقراطي بملف رئاسة الجمهورية جعلته يخلق أزمات جديدة في الإقليم.
وقال يزيدي إن “هناك حالة تفرد ودكتاتورية في إقليم كردستان وتراجع في مستوى الديمقراطية، وهناك سيطرة وتحكم من حزب واحد في ثروات الإقليم”.
وأضاف في حديث لـ (بغداد اليوم)، أن “الاتحاد الوطني يؤكد على عودة إقليم كردستان لمساره الصحيح، وتضحيات شعب الإقليم لم تكن بهدف بناء إقليم يكون فيه دكتاتورية والحزب الأوحد التي دفناها بانتهاء حقبة البعث، ولا يمكن أن يكون هناك صدام حسين جديد بزي كردي”.
ونشبت أزمة كبيرة داخل البيت الكردي بشأن منصب رئاسة الجمهورية، بعد ان حسمت الكتلة الشيعية الأكبر موقفها بشأن منصب رئاسة الوزراء، الأمر الذي فرض على الكرد التنازل كلا عن تشبثه بمرشحه للمنصب ليتم فيما بعد اختيار عبد اللطيف رشيد مرشح تسوية من قبل الحزبيين الكرديين، لكن الامر لم يبقى مستقراً فترة طويلة حتى نشب الخلاف من جديد داخل البيت الكردي بشأن الوزارات الأربع في حكومة السوداني.
كسر الصمت الكردي
السياسي الكردي والرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني الكردستاني لاهورالشيخ جنكي، انه لا يمكن استمرار الأوضاع والأزمات على ما هو عليه الآن في إقليم كردستان.
وقال الشيخ جنكي الذي يزور العاصمة البريطانية لندن في لقاء مع عدد من الجالية الكردية أنه “لن يختار الصمت إزاء تقصير وتقاعس الأحزاب والقوى السياسية في إقليم كردستان”، مؤكداً أن “إقليم كردستان يترنح تحت وطأة الجمود والأزمات السياسية أحبطت الكثير من المواطنين إزاء نظام وشكل الإدارة وأداء الأحزاب الحاكمة في الإقليم”.
فيما أعرب جنكي عن “امتعاضه وسخطه الشديد حيال الأوضاع الراكدة في الإقليم، منوها إلى أنه “يراقب الأوضاع عن كثب ولن يختار الصمت بل سيكون له موقف إزاء تقاعس أحزاب السلطة والجهات المعنية بدعم ومساندة الشعب والمواطنين”.
مواجهات علنية بين القيادات الكردية
حصلت (بغداد اليوم) على معلومات مسربة تفيد بأنه تم اجراء انتخابات في شهر اب الماضي لاختيار (800) عضو مشارك في قيادة الديمقراطي الكردستاني.
المعلومات كشفت أن “مسعود بارزاني قدم قائمة ب 155 اسماً مشترطاً اختيار 55 شخصاً من هذه القائمة لعضوية المكتب السياسي”، في اشارةً الى أن “القائمة تضمنت 45 شخصاً من جماعة مسرور برزاني”.
في حين تضمنت القائمة 4 اشخاص فقط من جماعة نيجرفان برزاني، فيما تم استبعاد 30 شخصاً من جماعة نيجرفان بضمنهم شقيقه.
وفي غمرة الاصطفاف هذه لا يمكن الفهم من هذه المعطيات الا ان مواجهة علنية قد بدأت بين القطبيين الرئيسيين في أربيل نيجرفان ومسرور البارزانيين تعقب حرباً باردةً استمرت لسنوات.