صندوق النقد :التنافس الأميركي الصيني يهدد الاقتصاد العالمي
الرسوم الجمركية المفروضة على بكين تنعكس سلباً على المستوردين
توترت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم بسبب قضايا من بينها الرسوم الجمركية وتايوان والملكية الفكرية (رويترز)
حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من مخاطر على الاقتصاد العالمي جراء التنافس بين الصين والولايات المتحدة، ووصفت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على الواردات الصينية بأنها تأتي بنتائج عكسية.
وقالت جورجيفا في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” نشرت، السبت 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، “ربما نكون نسير دون أن نشعر باتجاه عالم أكثر فقراً وأقل أمناً جراء ذلك”.
الحرب الباردةوأضافت جورجيفا التي ولدت ونشأت في بلغاريا، في المقابلة، “لقد عاصرت الحرب الباردة الأولى على الجانب الآخر من الستار الحديدي. ونعم الجو شديد البرودة هناك، وإقحام جيل جديد في حرب باردة ثانية هو أمر غير مسؤول على الإطلاق”.
ولم يحل الرئيس جو بايدن بعد القضية الرئيسة المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها سلفه على بضائع صينية وكلفت المستوردين الأميركيين مليارات الدولارات.
وعلقت جورجيفا على الرسوم التي تعود لعهد ترمب بالقول، “من المهم التفكير بتأنٍّ في الإجراءات وما قد تسفر عنه من أخرى مضادة، لأنه بمجرد إخراج الجني من المصباح، سيكون من الصعب إعادته”.ويكافح فريق بايدن منذ أشهر بطرق مختلفة لتخفيف كلفة الرسوم المفروضة على الواردات الصينية في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة كبح التضخم.
التوتر مع تايوان
وسبق أن قالت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” في أغسطس (آب) إن المناورات العسكرية التي تجريها الصين حول تايوان دفعت مسؤولي إدارة بايدن لمعاودة التفكير في شأن ما إذا كان سيتم إلغاء بعض الرسوم أو فرض رسوم أخرى على بكين.وتوترت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في السنوات الماضية بسبب قضايا من بينها الرسوم الجمركية وتايوان والملكية الفكرية والأمن الإلكتروني ومنشأ فيروس كورونا.
اقتصاد الصين نحو النمو
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ إن اقتصاد بلاده نما ثلاثة في المئة خلال الأرباع الثلاثة الماضية، وإنه يمضي في “اتجاه صعودي”، وتعهد بمواصلة دعمه بمجموعة من السياسات.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن لي أدلى بهذه التصريحات في اجتماع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، أمس السبت، على هامش قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كمبوديا.
عمليات السوقونقل البيان عن لي القول إن الصين تعمل جاهدة للحفاظ على استقرار عمليات السوق والتوظيف والأسعار.وأضاف، “سنواصل تعزيز التنفيذ الشامل لحزمة من السياسات والتدابير لتحقيق استقرار كامل في الاقتصاد. وسنسعى جاهدين إلى تحقيق نتائج أفضل على مدار العام”.
اقرأ المزيد
- بايدن: سنبقى ننافس الصين ولن ننجر إلى صراع معها
- هل تكسب أميركا صراع الفضاء مع الصين بتمكين القطاع الخاص؟
- رئيسا أميركا والصين يلتقيان في بالي “لإدارة الخصومة بشكل مسؤول”
- بكين: على واشنطن التوقف عن تحجيمنا
وعلى رغم سعي الحكومة لدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم بأكثر من 50 إجراء منذ أواخر مايو (أيار) تشير أحدث البيانات الصادرة من الصين إلى حدوث تباطؤ.وأظهرت أحدث البيانات انكماشاً غير متوقع في الصادرات والواردات وتباطؤ التضخم وتراجع القروض المصرفية الجديدة.وخففت الصين، الجمعة، بعض قيودها الصارمة ذات الصلة بالجائحة، الأمر الذي من شأنه أن يوفر متنفساً بعد أن خلف تمسكها باستراتيجية (صفر كوفيد) تداعيات على النشاط الاقتصادي والصناعي في البلاد.
معدل البطالة
وذكر لي أن الصين وفرت أكثر من 10 ملايين وظيفة جديدة في المناطق الحضرية في الأشهر الـ10 الأولى من العام. وتستهدف الصين إبقاء معدل البطالة في المناطق الحضرية دون 5.5 في المئة وإتاحة أكثر من 11 مليون فرصة عمل جديدة في المناطق الحضرية هذا العام.وأضاف لي، “يتعين على الدول تعزيز التعاون وتنسيق سياسة الاقتصاد الكلي من أجل تحقيق التعاون للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي ومنع الركود”.
وقال مصدران مطلعان، “إن الجهات التنظيمية في الصين طلبت من المؤسسات المالية تقديم مزيد من الدعم لمطوري العقارات لتعزيز القطاع”.وتناول إشعار للمؤسسات من بنك الشعب الصيني ولجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية16 خطوة، مثل تمديد سداد القروض، في دفعة كبيرة لتخفيف أزمة السيولة الكبيرة منذ صيف عام 2020.ولم يرد بنك الشعب الصيني ولجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية على الفور على طلبات وكالة “رويترز” للتعليق.