“سرايا الخراساني” ميليشيا “إيرانية” مهمتها استهداف التحالف الدولي بالمسيّرات
“سرايا الخراساني” في استعراض عسكري.
A+A-تعمل قيادة “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا على تعزيز نفوذ الميليشيات التابعة لها في مناطق جديدة في الشرق السوري، وذلك في إطار سعيها الدائم لامتلاك أدوات تمكّنها من الضغط على حلفائها وخصومها لتحصيل مكاسب ميدانية وسياسية مختلفة. وتحدث، في هذا السياق، عدد من المواقع السورية المعارضة عن مساعٍ إيرانية لتعزيز دور ميليشيا “سرايا طلائع الخراساني” في محافظة الحسكة، واعتمادها كقوة ضاربة ضد قواعد التحالف الدولي المنتشرة في المنطقة، من خلال منحها دوراً قيادياً في ملف تشغيل الطائرات المسيّرة. ونشطت “سرايا الخراساني” في سوريا منذ سنوات طويلة، ولكن نشاطها كان متمركزاً في محيط العاصمة دمشق مع وجود مقار لها في ريف حلب الجنوبي، ولم يُتّخذ قرار توسيع دورها إلا في الصيف الماضي، حيث أنشأت أول مقرّ لها في مدينة الحسكة تمهيداً على ما يبدو لمخطط طويل الأمد يستهدف جعل هذه الميليشيا بمثابة رأس حربة في مواجهة القوات الأميركية في سوريا، لا سيما بعد النكسات العديدة التي تعرضت لها في العراق وأدت إلى اعتقال بعض أبرز قادتها وافتضاح مشاركتها في قتل المتظاهرين. وقد نجحت إيران في افتتاح المقر الأول لـ”سرايا الخراساني” في الحسكة بعدما تمكنت من استقطاب عدد من قادة الدفاع الوطني إلى صفوف ميليشياتها وأبرزهم عبد القادر حمو الذي لعب دوراً رئيسياً في إدخال “سرايا الخراساني” إلى الحسكة. ومؤخراً، بدأت “سرايا الخراساني” بالتجهيز لافتتاح عدد من المقارّ في الحسكة لفتح باب التطوع في صفوفها حيث تسعى إلى استقطاب مئات الشبّان من مناطق شمال شرقي سوريا وضمهم إلى صفوفها، بحسب ما ذكر موقع “نداء الفرات” نقلاً عن مصادر خاصة. وأضافت المصادر أنّ اجتماعات مكثّفة تجري حاليّاً في مدينتَيْ دمشق والحسكة لتجهيز المقار الجديدة، والتنسيق لنقل الأسلحة والمعدّات اللوجستية عبر مطار القامشلي في الأيام المقبلة، وذلك بتنسيق مع “الحاج مهدي” القيادي في ميليشيا “حزب الله”، والمشرف على مراكز الحزب في الشرق السوريّ. وتختصّ “سرايا الخراساني” بالطائرات المسيّرة حيث استخدمتها في العراق لاستهداف القواعد الأميركية المنتشرة هناك، وكذلك المنطقة الخضراء وسط بغداد، وقد وجّهت إليها اتهامات عديدة بالمسؤولية عن الهجمات التي طاولت هذه الأهداف في السنوات الماضية. وتنسّق “السرايا” بشكل حثيث مع مجموعات “حزب الله” اللبناني في سوريا، حيث ذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أن الحزب يتولى مهمة تدريب عناصر “سرايا الخراساني” على استخدام الطائرات المسيّرة في مطار الديماس بريف دمشق. https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.546.0_en.html#goog_4783411300 seconds of 30 seconds, Volume 0% ويعتقد مراقبون للوضع في شرق سوريا أن توسيع نفوذ “سرايا الخراساني” إلى شرق سوريا قد يكون الهدف منه بناء مراكز لتجميع الطائرات المسيّرة التي تمكّن إيران من تهديد مصالح قوات التحالف الدولي لا سيما في ظل خوض الميليشيات الإيرانية أكثر من جولة مواجهة وتبادل القصف مع القوات الأميركية المتواجدة في قاعدتي حقل العمر والتنف. وتُعتبر “سرايا الخراساني” الذراع العسكرية لحزب “الطليعة” الإسلامي في العراق الذي يمتلك عدداً من النواب في البرلمان العراقي. وتعود نشأتها إلى عقود طويلة منذ عام 1986 حيث كانت تنشط تحت اسم “سرايا الكرّار” وتتبع للمجلس الأعلى الإسلامي بقيادة محمد باقر الحكيم. ثم انتقلت للعمل تحت مسمى “سرايا الطليعة” منذ العام 2004.وقد أخذ الجنرال الإيراني حميد تقوى على عاتقه مهمة إعادة هيكلة هذه المجموعات وأسس على أنقاضها، عام 2013، ما بات يُعرف حالياً “سرايا الخراساني” وذلك استجابة لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي القاضية بدعم جبهتي سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. وقتل حميد تقوى عام 2015 بعملية أعلن “داعش” مسؤوليته عنها. ويبلغ عدد مقاتلي “سرايا الخراساني” في سوريا ما يقرب من 1500 عنصر. وتنتشر في مناطق عدة من دمشق وضواحيها مثل ضاحية حرستا ودوما وباب توما، إلى جانب مقار كبيرة في السيدة زينب، وفي أحياء الجزماتي والراشدين وبستان القصر والراشدين بمدينة حلب. وتعمل ميليشيا “الخراساني” على تجنيد الشباب السوريين المقيمين في سوريا والعائدين من لبنان، وذلك بعد التنسيق معهم وتقديم وعود لهم بعدم تعرض المخابرات السورية لهم عند عودتهم، ثم بعد ذلك يتم تدريبهم بإشراف مدربين عسكريين إيرانيين، أبرزهم: الحاج جهاد غافر البهام، الحاج أرهان جبريل، الحاج إسلام شاهين، حسبما كشف موقع “عين الفرات” في تقرير منشور عام 2021. وتجري الميليشيا تدريبات لعناصرها في معسكرات كثيرة، أهمها: معسكر يعفور التابع للفرقة الرابعة غرب دمشق، ومعسكر مدرسة ميسلون التابع للمخابرات العسكرية بالريف ذاته، ومعسكر السيدة زينب جنوب دمشق، ومعسكر نجها التابع لمخابرات أمن الدولة، إلى جانب معسكر شهيد المحراب ومعسكر الزهراء بمدينة حلب، والتي تخصص مع بقية المعسكرات المذكورة للدورات التدريبية العسكرية والدورات العقائدية على حد سواء، وفق التقرير السابق. وتُتهم “سرايا الخراساني” مع ميليشيات عراقية أخرى، بقتل نحو 100 متظاهر بنيران قناصة اعتلوا أسطح البنايات المجاورة لساحة التحرير وسط بغداد في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2019، في محاولة لقمع الحراك الشعبي. ووثقت مقاطع الفيديو شهادات المتظاهرين، بأن القناصين الذين اعتلوا أسطح المباني العالية قرب المنطقة الخضراء شديدة التحصين، ويستهدفون تحركات المحتجين، هم مقاتلون في “سرايا الخرساني”. ونقلت تقارير صحافية في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019، عن شهود عيان قولهم، إن “معلومات موثقة من أعضاء في البرلمان العراقي، تؤكد نزول ميليشيا سرايا الخراساني إلى الشوارع في بغداد، ولديها الضوء الأخضر من إيران، وتحديداً من قائد فليق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني في إطلاق الرصاص وقتل المتظاهرين الذين يريدون إسقاط دولة الحسين”.الكلمات الدالة