هل يلجأ نتانياهو للخصوم لمواجهة اشتراطات حلفائه؟

1

كشفت تقارير إسرائيلية، عن اجتماعات مكثفة أجراها حزب “الليكود” الفائز بالانتخابات الإسرائيلية مؤخراً مع ممثلين عن كل من حزب “هناك مستقبل” الذي يترأسه يائير لابيد، و”معسكر الدولة” بزعامة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وذلك في مسعى لتشكيل ائتلاف واسع، في ظل تعثر جهود رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتانياهو للتوصل لاتفاقات مع أحزاب اليمين المتطرفة.

وقبل تكليفه بدأ نتانياهو في مشاورات موسعة مع الأحزاب اليمينية المتحالفة معه لتشكيل الحكومة المقبلة، لكن هذه المساعي قوبلت بعقبات حالت دون نجاح نتانياهو في إقناع حلفائه اليمينيين بالتخلي عن بعض اشتراطاتهم ومطالبهم وإقناعهم بتقديم تنازلات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

ورغم نفي “الليكود” إجراء مشاورات مع أحزاب خارج الكتلة اليمينية، إلا أن تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن نتانياهو قد يلجأ لمحاولة فحص إمكانية التحالف مع خصومه في أحزاب اليسار والوسط، لتحقيق جملة من الأهداف أهمها التخلص من الضغط الذي تمارسه بعض القوى اليمينية، فضلاً عن إرضاء الولايات المتحدة التي أرسلت رسائل عدة برفضها انخراط وزراء متطرفين في الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

مطالب الحلفاء
وتعثرت مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وألغى نتانياهو اجتماعات مع ممثلين عن حزب “الصهيونية الدينية”، وحزب “يهدوت هتوراة” كانت مقررة الأربعاء، من أجل مواصلة المفاوضات الائتلافية حول الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة، وبعد فشل سبل إيجاد حلول مناسبة.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” فإن موقف بتسلئيل سموتريتش، الذي يطالب بحقيبة الدفاع يمثل العقبة الرئيسية في المحادثات، حيث يفضل نتانياهو إعطاء المنصب لعضو كنيست لديه خبرة، ومن حزبه (الليكود).

وقال نتانياهو لسموتريتش، في لقاء سابق إنه: “لا يستطيع تسلميه حقيبة وزارة الدفاع، بسبب الحاجة إلى سلوك معتدل بشأن القضايا الأمنية حتى نهاية إدارة بايدن، وأن المرشح لشغل المنصب هو يوآف جالانت”.

في حين يطالب رئيس حزب “عوتسما يهوديت” ايتمار بن غفير، بمنصب وزارة الأمن الداخلي، ويشترط منحه صلاحيات واسعة بعضها مرتبط بوزارات أخرى، بما في ذلك هيئة تنمية المجتمعات البدوية في إسرائيل، التي قد تفجر سياساته أزمة واسعة في المجتمع العربي.

ضغوط أمريكية
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن الاجتماعات التي عقدت بين حزب الليكود وممثلين عن حزبي لابيد وغانتس، جاءت نتيجة الضغط الأمريكي المتزايد على نتانياهو، لاختيار وزراء يشغلون الحقائب الوزارية المهمة بعيداً عن أعضاء الكنيست المعروفين بمواقفهم المتطرفة.

وأضافت الصحيفة: “جرت المفاوضات في الأيام الماضية نتيجة التعليقات التي أدلت بها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي حذرت رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتانياهو من أنهم سيواجهون صعوبة في العمل مع العديد من أعضاء الائتلاف المحتمل من اليمين المتطرف”.

وبحسب ما أكده أكثر من مسؤول إسرائيلي، فقد طلبت الولايات المتحدة من نتانياهو، اختيار وزراء في حكومته يمكن لواشنطن التعامل معهم، في إشارة لاستبعاد المتطرف إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش الذي يطالب بوزارة الدفاع في الحكومة، والتي تشهد تعاوناً مستمراً ومكثفاً مع الولايات المتحدة.

ومنذ فوزه بالانتخابات، رجحت مصادر سياسية إسرائيلية، أن يحاول نتانياهو، إقناع رئيس الائتلاف الحكومي الحالي يائير لابيد، وبيني غانتس بالانضمام الى حكومة مقبلة برئاسته لتفادي عزلة دولية.

أزمات المعارضة
وتحرص الأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي الحالي في إسرائيل بقيادة يائير لابيد، والتي أصبحت أحزاب معارضة بناء على نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلية الأخيرة، على نفي إمكانية حدوث تحالف مع نتانياهو، خاصة مع وجود عقبات تهدد بإضعافها أكثر.

وبحسب “يديعوت أحرنوت” فإن الانقسام بين أحزاب ما كان يطلق عليها “كتلة التغيير” التي تضم لابيد وغانتس وليبرمان وأحزاباً يسارية، منع قدرتها على تكوين حتى معارضة صلبة أمام نتانياهو.

وأشارت إلى أن خيار التحالف مع نتانياهو قد يفجر انقسامات أكثر داخل هذه الأحزاب، وقد يهوي بشعبيتها بعد حملة التشويه الكبيرة التي أطلقتها ضد نتانياهو، والذي كانت تتهمه دائماً بأنه مرتبط بقضايا فساد.

كما أن غانتس، الأقرب لقبول “التحالف المفترض” مع نتانياهو، يواجه فشل تجربة سابقة في الشراكة مع نتانياهو عام 2019، إضافة إلى أنه يقود تكتل “معسكر الدولة” الناشئ عن انضمام حزبه وحزب “الأمل الجديد” الذي أسسه المنشق عن حزب “الليكود” غدعون ساعر.

التعليقات معطلة.