وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيلاروس المجاورة التي استخدمت موسكو أراضيها لشن غزوها لأوكرانيا قبل قرابة 10 أشهر، في زيارة نادرة هدفها إجراء محادثات مع نظيره وحليفه ألكسندر لوكاشنكو.
وأتى وصوله إلى مينسك بعد ساعات من إطلاق القوات الروسية سلسلة من الهجمات بمسيّرات على بنى تحتية أساسية في كييف تسبّبت بقطع التيار الكهربائي.
ويسعى الكرملين منذ سنوات إلى توطيد أسس التكامل مع بيلاروسيا التي تعول على موسكو للاستحصال على قروض ونفط بأسعار مخفضة، غير أن لوكاشنكو ما انفك يعارض بشدة محاولات توحيد البلدين بالرغم من أنه حليف أساسي لروسيا في حربها هذه.
وقبيل زيارة الرئيس الروسي، تنامت التكهنات حول نيّته الضغط على لوكاشنكو لإرسال جنود إلى أوكرانيا كي يقاتلوا إلى جانب القوات الروسية التي تكبّدت سلسلة من الانتكاسات خلال نحو 10 أشهر من القتال.
ونفى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن يكون بوتين قد خطط لزيارة بيلاروس لإقناع مينسك بالمشاركة في النزاع في أوكرانيا، قائلاً إن هذه المزاعم “غبية” و”بلا أساس”.
وأتت هذه الهجمات بمسيرات والتي أسفرت عن إصابة 3 أشخاص في ضواحي كييف، في وقت أعلنت روسيا أنها أسقطت عدة صواريخ أمريكية الصنع في مجالها الجوي بالقرب من أوكرانيا.
وقالت الدفاعات الجوية الأوكرانية، إنها أسقطت 30 مركبة جوية قتالية، بما فيها طائرات “شاهد”، المسيرة الإيرانية الصنع التي استهدفت العاصمة في الأسابيع الأخيرة.
وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الإثنين، وقوع “انفجارات” في منطقتي سولوميانسكي وشفتشنكيفسكي بالعاصمة.
وكشف أن “أضراراً” لحقت بمرافق مهمة للبنى التحتية، لكن بدون ورود تقارير عن وقوع إصابات.
وأعلنت الشركة المشغلة للطاقة في أوكرانيا عن تقنين الكهرباء في العاصمة في أعقاب الهجوم.
وقبل وصول الرئيس الروسي إلى مينسك، أعلنت موسكو أن قوّاتها العسكرية تجري مناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً لمناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية تظهر جنوداً يقودون مدرعات ويتمرنون على ضربات مدفعية وقنص في ميدان كسته الثلوج.
وقال الوزير، “من الصباح إلى المساء، ما من لحظة صمت في ميادين التدريب في بيلاروسيا”.
وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أعلنت بيلاروسيا إنشاء قوّات إقليمية مشتركة مع موسكو انضم إليها آلاف المجنّدين الروس.
ولم توضح أين تقام المناورات العسكرية ومدة إجرائها.
وأثار نشر جنود روس في بيلاروسيا مخاوف من أن تنضم القوات البيلاروسية إلى العمليات العسكرية في أوكرانيا.
من جهته، دعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو إلى توثيق التعاون العسكري مع روسيا خلال زيارة نادرة للرئيس فلاديمير بوتين الذي أطلق غزوه لأوكرانيا من أراضي بيلاروسيا المجاورة.
وقال لوكاشنكو لنظيره الروسي، “الأوقات الصعبة تتطلب منا الإرادة السياسية والتركيز على تحقيق نتائج في جميع مواضيع جدول الأعمال الثنائي”.
وأضاف، أن “القضايا الرئيسية في الآونة الأخيرة هي قضايا الدفاع والأمن”.
وأكد لوكاشنكو، “روسيا وبيلاروسيا منفتحتان على الحوار مع الدول الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية. وآمل أن تستمع قريباً إلى صوت العقل”.