اخبار سياسية

محلل سياسي: هناك رغبة جامعة لدى معظم الأطراف العراقية لتصفير الأزمات

بواسطة «المجلة»

بغداد: زار وفد مفاوض عن إقليم كردستان العراق، خلال الأسبوع الماضي، العاصمة العراقية بغداد، بهدف إيجاد حلول لملفات وقضايا شائكة بين الطرفين. وتتمثل أبرز تلك الملفات في إدارة ما يعرف بـ«المناطق المتنازع عليها»، وأهمها كركوك، إلى جانب ملف النفط والغاز، ورواتب موظفي الإقليم وإدارة المطارات والمنافذ البرية مع دول الجوار، التي تعتبرها بغداد ملفاً سيادياً من تخصصها وفقاً للدستور. ويأتي ذلك في وقت يعيش فيه الإقليم أزمة سياسية داخلية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، وسط تهديد الأخير بسحب مسؤوليه من حكومة الإقليم. للاطلاع أكثر على هذه المفاوضات، قامت «المجلة» بمحاورة المحلل السياسي علي البيدر.

برأيك، هل ستنجح  المفاوضات بين حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية؟

– هذا التحرك يأتي في إطار زيادة الوعي السياسي في البلاد ورغبة جامعة لدى معظم الأطراف بتصفير الأزمات، لذلك فإن البرنامج الذي يتعلق بفرض واقع جديد عنوانه معالجة إخفاقات الماضي كان من ضمن المنهاج الوزاري لحكومة الرئيس محمد شياع السوداني، خصوصاً فيما يتعلق بإنهاء الخلاف بين المركز والإقليم. فمحاور الخلاف الرئيسية التي ركز الوفد عليها سواء كانت تتمحور حول المناطق الحدودية أو ملف النفط أو رواتب الموظفين في الإقليم، لم تُلاقِ اعتراضات كبيرة مثل ما كان يحصل سابقاً. فالفلسفة السياسية باتت ترى ضرورة إنهاء تلك الخلافات التي لن يكون بها منتصر أو مهزوم سواء كانت لصالح الإقليم أو المركز، فالإقليم جزء من البلاد، والعقلية السياسية باتت ترى الأمور من منظور مختلف.

* الوعود التي تلقتها القوى الكردية ليست جديدة، فما هي العوامل التي قد تساعد على تنفيذها هذه المرة؟

– المشهد السياسي وصل إلى درجة الانفجار بسبب كثرة الأزمات، ولم يعد يحتمل الكثير. ففي السابق كانت عقلية السلطة الجمعية تنظر إلى تلك القضايا على أساس أنها مصالح حزبية. ويجب علينا أن لا ندخل المواطن العراقي سواء كان في إقليم كردستان أو في المناطق المتنازع عليها أو في بقية المناطق العراقية في الأزمات السياسية ونجعله جزءا من الأزمة، على هذا الأساس فإن موظفيالإقليم يشبهون موظفي العراق ويجب حل مشكلتهم وإنهاء هذه الأزمة الدائرة منذ 8 سنوات، فرواتبهم ليست منّة من قبل الحكومة المركزية أو حكومة الإقليم، ويجب إبعاد ملف رواتبهم عن الأزمة.

كيف يمكن أن ينعكس الخلاف السياسي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني على هذه المفاوضات؟

– حتى  لو كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني  والاتحاد الوطني الكردستاني ولكن ما يجمع الأحزاب الكردية بشكل عام أكثر مما يفرقهما، فهناك مصير ومصالح مشتركة وجغرافيا وديموغرافيا مشتركة، وجميع هذه الأمور تجبرهم على أن يتواجدوا في خندق واحد كونهم يدركون تماماً أن ضعف أي طرف من الأطراف هو ضعف للمطالبين بحقوق الإقليم، لذلك يمكن أن تحدث بعض الأزمات، ولكن سيتم نسيانها في المفاوضات مع بغداد.

في حال عدم التزام السوداني بهذه الوعود، هل يمكن أن تتحول القوى الكردية إلى معارضة الحكومة الحالية؟

– أعتقد من الصعب على من اعتاد الوجود في منظومة السلطة الذهاب إلى المعارضة كما فعل التيار الصدري، كون الوعي الاجتماعي في البلاد ينظر إلى السلطة أكثر من نظرته إلى قوى المعارضة ويفسر العمل السياسي على أنه رديف للسلطة دون التوجه إلى خانة المعارضة التي قد تكون أكثر فائدة في حال كان المجتمع لديه وعي سياسي كبير.