بقلم : شارل ابي نادر
لا شك ان لجميع معارك التحرير الناجحة في الشرق السوري، والتي خاضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة، أهمية كبرى على الصعيد الميداني والاستراتيجي، ولكن يبقى لمعركة تحرير مدينة البوكمال بالأمس طعم مختلف، وأهمية حساسة ومتميزة، لن يستطيع الأميركيون تجاوزها بسهولة، بالرغم مما يمتلكونه من امكانيات وعناصر قوة وقدرة على المناورة، فما المعطيات الفعلية التي تُقيِّد أو تَحُدّ من قدرة الأميركيين على المناورة لكي يتجاوزوا خسارتهم (مع داعش طبعا) مدينة البوكمال؟
بداية يمكن القول، إن هامش المناورة لدى التحالف الدولي الاميركي كان قد بدأ يتناقص ويضيق في الشرق السوري، منذ أن وضع الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة وبدعم روسي جوي وصاروخي واسع، قدما على سكة تحرير البادية والشرق والشمال الشرقي من داعش، انطلاقا من شمال شرق حلب، وتحديدا في مطار كويرس، والذي تم فك الحصار عنه بواحدة من اكثر عمليات الاختراق البعيدة، خطورة وحساسية في قتال الجيوش عبر التاريخ، الى ان وصلنا الآن الى تحرير مدينة البوكمال والتي تمثل آخر مدينة سورية حدودية مع العراق في عمق الشرق السوري، وكانت قد تمثلت مناورة الأميركيين لتأخير الدولة السورية في معركة تحرير الشرق السوري على الشكل التالي:
– تحت عنوان محاربة داعش، دعمت الوحدات الاميركية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودفعتها لمسابقة الجيش العربي السوري في محاور تقدمه في الشرق، فنفذت هذه الوحدات إنزالا واسعا في الطبقة غرب الفرات، وأمنت لقسد الحماية والقدرة والامكانيات للانتشار في مطارها وعلى المحاور والطرق التي تربط شرق حلب مع الرقة، وقطعت بذلك تمددا سريعا للجيش العربي السوري كان قد بدأ يتحقق نحو الرقة، وفي الوقت الذي كانت وحدات قسد المذكورة تتخبط في ارياف الرقة الشمالية والشمالية الغربية، اضطر الجيش لتعديل مناورته والتوجه جنوبا نحو ارياف حمص وحماه الشمالية، ما أخر عملياته وقتا لم يكن بسيطا، استغلته قسد وتمكنت من مسابقته نحو الرقة.
– بينما كانت أيضا تتخبط قسد في مدينة الرقة بمواجهة داعش، بعد ان استغرقت لطرد التنظيم منها اكثر من ثمانية أشهر، وحيث كان الجيش العربي السوري وحلفاؤه يحررون آلاف الكيلومترات في البادية ويفكون الحصار عن دير الزور ومطارها، ويطرقون أبواب سيطرة داعش شرق الفرات في محافظة دير الزور، عمد الاميركيون، وبمناورة مركبة، الى تأمين تسوية غريبة بين داعش وقسد، فدخلت الأخيرة مدينة الرقة، وانتشرت بسحر ساحر من خلال عملية تسلم وتسليم مع داعش في مواقع الاخيرة شرق دير الزور- والتي كانت مهددة جديا من دخول الجيش العربي السوري وحلفائه إليها – ضمنا حقول نفط العمر وكونيكو والتنك.
قوات سوريا الديمقراطية في الرقة
– بالتوازي مع تلك المناورة الغريبة في تسليم المواقع من داعش لقسد، اندفعت مئات العناصر من التنظيم الارهابي، الذي يقاتله مبدئيا التحالف حيث وُجِدَ لأجل ذلك، وانطلاقا من معابر قريبة من التواجد الاميركي في التنف وفي الركبان، وامام اعين طائرات التحالف، نفذت تلك العناصرهجوما معاكسا غريبا ايضا، من خلال ما وُضع بتصرفها من معلومات دقيقة وحساسة لا يمكن الحصول عليها الا عبر منظومة رصد ومراقبة جوية متطورة، واستطاعت عرقلة وتأخير جهود الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة بعض الوقت، كان كفيلا بالسماح لقوات سوريا الديمقراطية بتثبيت مواقعها شرق دير الزور، وكان كفيلا ايضا لداعش بتمتين مدافعتها عن وادي الفرات بين الميادين والبوكمال.
اليوم، وبعد ان تم تحرير وادي الفرات من داعش بأغلب مواقعه الأساسية، من الميادين حتى البوكمال، وبعد ان تمدد الجيش العربي السوري من المحطة الثانية شرقا وشمالا، ومن الميادين جنوبا وغربا، حيث تتقلص وبشكل متسارع مواقع سيطرة داعش فيما تبقى له في البادية، وبعد ان تم تحرير القائم وراوة وكامل منطقة اعالي الفرات في غرب الانبار في العراق، نستطيع ان نقول ان التنظيم خسر اغلب كوادره ومقاتليه ما بين معارك التحرير في سوريا وفي العراق، وخسر ايضا الميدان الذي يُمكن للاميركيين ان يناوروا عبره.
وهكذا، بعد أن خسر الاميركيون أية إمكانية للمناورة الميدانية بهدف تأخير الجيش العربي السوري وحلفائه، ها هم اليوم ينظرون الى مواقع داعش تتهاوى بتسارع لافت في سوريا، وها هم ايضا ينظرون ايضا الى مشكلة الاعتراض القوي داخليا واقليميا على قوات سوريا الديمقراطية، في الرقة كما في منبج والباب وشرق دير الزور ..، فهل يؤسس ذلك، وطبعا رغما عن الاميركيين، لمناورة منتظرة من الجيش العربي السوري ومن حلفائه، يدخلون عبرها الى الرقة انطلاقا من جنوبها، والى منبج انطلاقا من جنوب غربها، حيث الروس والايرانيون يدعمون ذلك من ضمن دعمهم الواسع للدولة السورية، وحيث الاتراك لا يعارضون ذلك نكاية بالاميركيين وبالاكراد، وحيث السوريون العرب في تلك المناطق بدأوا يقتنعون بان مصلحتهم هي في وجود الدولة السورية، وليست في وجود كانتون كردي لن يكون مفهوما ارتباطُه واهدافُه واجنداتَه؟.
لا شك ان لجميع معارك التحرير الناجحة في الشرق السوري، والتي خاضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة، أهمية كبرى على الصعيد الميداني والاستراتيجي، ولكن يبقى لمعركة تحرير مدينة البوكمال بالأمس طعم مختلف، وأهمية حساسة ومتميزة، لن يستطيع الأميركيون تجاوزها بسهولة، بالرغم مما يمتلكونه من امكانيات وعناصر قوة وقدرة على المناورة، فما المعطيات الفعلية التي تُقيِّد أو تَحُدّ من قدرة الأميركيين على المناورة لكي يتجاوزوا خسارتهم (مع داعش طبعا) مدينة البوكمال؟
بداية يمكن القول، إن هامش المناورة لدى التحالف الدولي الاميركي كان قد بدأ يتناقص ويضيق في الشرق السوري، منذ أن وضع الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة وبدعم روسي جوي وصاروخي واسع، قدما على سكة تحرير البادية والشرق والشمال الشرقي من داعش، انطلاقا من شمال شرق حلب، وتحديدا في مطار كويرس، والذي تم فك الحصار عنه بواحدة من اكثر عمليات الاختراق البعيدة، خطورة وحساسية في قتال الجيوش عبر التاريخ، الى ان وصلنا الآن الى تحرير مدينة البوكمال والتي تمثل آخر مدينة سورية حدودية مع العراق في عمق الشرق السوري، وكانت قد تمثلت مناورة الأميركيين لتأخير الدولة السورية في معركة تحرير الشرق السوري على الشكل التالي:
– تحت عنوان محاربة داعش، دعمت الوحدات الاميركية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودفعتها لمسابقة الجيش العربي السوري في محاور تقدمه في الشرق، فنفذت هذه الوحدات إنزالا واسعا في الطبقة غرب الفرات، وأمنت لقسد الحماية والقدرة والامكانيات للانتشار في مطارها وعلى المحاور والطرق التي تربط شرق حلب مع الرقة، وقطعت بذلك تمددا سريعا للجيش العربي السوري كان قد بدأ يتحقق نحو الرقة، وفي الوقت الذي كانت وحدات قسد المذكورة تتخبط في ارياف الرقة الشمالية والشمالية الغربية، اضطر الجيش لتعديل مناورته والتوجه جنوبا نحو ارياف حمص وحماه الشمالية، ما أخر عملياته وقتا لم يكن بسيطا، استغلته قسد وتمكنت من مسابقته نحو الرقة.
– بينما كانت أيضا تتخبط قسد في مدينة الرقة بمواجهة داعش، بعد ان استغرقت لطرد التنظيم منها اكثر من ثمانية أشهر، وحيث كان الجيش العربي السوري وحلفاؤه يحررون آلاف الكيلومترات في البادية ويفكون الحصار عن دير الزور ومطارها، ويطرقون أبواب سيطرة داعش شرق الفرات في محافظة دير الزور، عمد الاميركيون، وبمناورة مركبة، الى تأمين تسوية غريبة بين داعش وقسد، فدخلت الأخيرة مدينة الرقة، وانتشرت بسحر ساحر من خلال عملية تسلم وتسليم مع داعش في مواقع الاخيرة شرق دير الزور- والتي كانت مهددة جديا من دخول الجيش العربي السوري وحلفائه إليها – ضمنا حقول نفط العمر وكونيكو والتنك.
قوات سوريا الديمقراطية في الرقة
– بالتوازي مع تلك المناورة الغريبة في تسليم المواقع من داعش لقسد، اندفعت مئات العناصر من التنظيم الارهابي، الذي يقاتله مبدئيا التحالف حيث وُجِدَ لأجل ذلك، وانطلاقا من معابر قريبة من التواجد الاميركي في التنف وفي الركبان، وامام اعين طائرات التحالف، نفذت تلك العناصرهجوما معاكسا غريبا ايضا، من خلال ما وُضع بتصرفها من معلومات دقيقة وحساسة لا يمكن الحصول عليها الا عبر منظومة رصد ومراقبة جوية متطورة، واستطاعت عرقلة وتأخير جهود الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة بعض الوقت، كان كفيلا بالسماح لقوات سوريا الديمقراطية بتثبيت مواقعها شرق دير الزور، وكان كفيلا ايضا لداعش بتمتين مدافعتها عن وادي الفرات بين الميادين والبوكمال.
اليوم، وبعد ان تم تحرير وادي الفرات من داعش بأغلب مواقعه الأساسية، من الميادين حتى البوكمال، وبعد ان تمدد الجيش العربي السوري من المحطة الثانية شرقا وشمالا، ومن الميادين جنوبا وغربا، حيث تتقلص وبشكل متسارع مواقع سيطرة داعش فيما تبقى له في البادية، وبعد ان تم تحرير القائم وراوة وكامل منطقة اعالي الفرات في غرب الانبار في العراق، نستطيع ان نقول ان التنظيم خسر اغلب كوادره ومقاتليه ما بين معارك التحرير في سوريا وفي العراق، وخسر ايضا الميدان الذي يُمكن للاميركيين ان يناوروا عبره.
وهكذا، بعد أن خسر الاميركيون أية إمكانية للمناورة الميدانية بهدف تأخير الجيش العربي السوري وحلفائه، ها هم اليوم ينظرون الى مواقع داعش تتهاوى بتسارع لافت في سوريا، وها هم ايضا ينظرون ايضا الى مشكلة الاعتراض القوي داخليا واقليميا على قوات سوريا الديمقراطية، في الرقة كما في منبج والباب وشرق دير الزور ..، فهل يؤسس ذلك، وطبعا رغما عن الاميركيين، لمناورة منتظرة من الجيش العربي السوري ومن حلفائه، يدخلون عبرها الى الرقة انطلاقا من جنوبها، والى منبج انطلاقا من جنوب غربها، حيث الروس والايرانيون يدعمون ذلك من ضمن دعمهم الواسع للدولة السورية، وحيث الاتراك لا يعارضون ذلك نكاية بالاميركيين وبالاكراد، وحيث السوريون العرب في تلك المناطق بدأوا يقتنعون بان مصلحتهم هي في وجود الدولة السورية، وليست في وجود كانتون كردي لن يكون مفهوما ارتباطُه واهدافُه واجنداتَه؟.