( ازمة الدولار ستطيح بالنظام في طهران وحكومة الاطار )

1

حسن فليح / محلل سياسي

لايخفى على العراقيين ان الدولار يهرب الى ايران ليس الان وانما من تسعة عشر عاما مضت منذُ الاحتلال والى يومنا هذا ، أذن مالذي حصل ولماذا الان تفعل الازمة والماذا الان يجري الضغط على حكومة الاطار التي باركة امريكا عند تشكيلها ، ولماذا الان يُمنع على النظام الايراني من عملية التهريب للدولار من العراق في حين انها كانت متاحة وبشكل سلس وبدراية امريكية وامام أعينها طيلة الفترة التي اشرنا اليها ، الاجابة على ذلك يتطلب منا الحديث بشكل شمولي عن اسباب الازمة ودواعيها ولابد من المرور بالشأن العالمي ومايحصل حاليا ، من الواضح ان الحرب الروسية الاوكرانية غيرت من ميزان القوى العالمي وتنذر بحرب عالمية جديدة تهدد الحياة البيئية والبشرية وتهدد وجود الدول المتنازعة ان حدثت ، الامر الذي دفع بالولايات المتحدة الى التغيير في قواعد اللعبة التي كانت سائدة واعادة النضر في سياساتها المتبعة على الصعيد الدولي وخاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط والمنطقة العربية والعراق تحديدا لما تملكة منطقتنا من ثروات وعوامل ترجح كفة الميزان بالضفر بذلك الصراع العالمي ، ادركت امريكا الخطر المحدق بها وبحلفائها والخشية من تقرب الصين وروسيا للمنطقة الغنية بالبترول عن طريق البوابة الايرانية المتاخمة لدول الخليج والعراق تحديدا الذي يشكل مركز الشرق الاوسط ، لذلك نرى الان أن الولايات المتحدة تحث الخطى لتجاوز فشلها الذريع في العراق وعدم بنائها لتجربة سياسية رصينة وفشلها وخيبتها من تحالفها الخفي مع النظام الايراني على حساب العرب والعراق ، وفشلها في منع ايران من تشكيل حلف محوري مع الصين وروسيا اقتصادي وعسكري ، وكذلك فشلها في اقناع ايران واجبارها على الرضوخ للشروط الامريكية المتعلقة ببرنامج ايران النووي ، وفشل حصارها الاقتصادي المفروض على ايران بعد ان وجد النظام الايراني في العراق البوابة المشرعة على مصراعيها لكسر الحصار والحصول على العملة الصعبة منه وتجاوز اثار الحصار على النظام في طهران وادامة زخم سلوكه المزعزع لدول المنطقة وتغذية مليشاته ، كل تلك الاسباب والدواعي ماكانت ان تحصل لولا مهادنة امريكا لايران وترك المنطقة والعراق خاصةً للعبث بهما كما تشاء ، ان الاخطاء الكبرى لامريكا صعب معالجتها في الظروف الدولية المتشابكة والمعقدة التي نراها حاليا ، ولابد لها القيام باجراءات استثنائية سريعة لتدارك الامر هذا الشعور الامريكي دفعهم الى جملة اجراءات اهمها وضع اليد على البنك المركزي العراقي وتم حجب ٩٠٪ من الدولار الداخل للعراق من البنك الفدرالي الامريكي والأبقاء على ١٠٪ فقط للتداول اليومي ، الغاية هو حرمان النظام الايراني من الدولار المهرب له وحرمان قوى الاطار من التمكن والعبث بالمال العام كما كان متاحا لهما طيلة الفترة التي سبقت الازمة ، الامر الذي جعل الشعب العراقي امام ازمة حقيقية تمس جوهر حياته وقوته اليومي ، سعيا من امريكا لدفع العراقيين للتضاهر والرفض وربما المواجهه ضد حكومة الاطار التي فقدت تماما الحلول ومعالجة الامر والحيلولة دون تفاقم الازمة وتداعياتها المتسارعة ، تلك هي المقدمة لعملية التغير المتزامنة لحكومة الاطار والنظام في طهران وهكذا نكتشف ان الازمة سياسية وليست اقتصادية كما يشاع عنها ، وان عملية التغير في قواعد اللعبة جائت لكي تعيد الولايات المتحدة رسم خارطة سياسية جديدة وتجري الاستعدادات الان لتوجه ضربة عسكرية للنظام في طهران تمهد وتمكن الشعب الايراني المنتفض من تشكيل نظامة الجديد في طهران ، وسيتم ازدال الستار عن نهاية اللعبة القذرة التي كانت قائمة بين النظام الايراني والولايات المتحدة والتي استمرت قرابة العشرين عاما جعلت من العراق وشعبه الضحية وبلدا مستباحا دون رحمة .

التعليقات معطلة.