أكدت المستشارة النفسية والأسرية والخبيرة التربوية الدكتورة هبة شركس على أهمية معرفة احتياجات الأطفال النفسية والتدريب على آليات تلبيتها، مشيرةً إلى أهم احتياج لهم، وهو الحب غير المشروط، بالإضافة إلى حاجتهم للأمان، والقبول، والدعم والتشجيع، وغيرها من الاحتياجات التي يؤثر عدم تلبيتها في تكوين شخصية الطفل، وإدمانه للسلوكيات السلبية، مثل الإدمان الإلكتروني، وإدمان الكذب وغيرها.
وأشارت من خلال برنامج “تطبيقات تعديل سلوك الأطفال” الذي تقدمه مؤسسة التنمية الأسرية ضمن خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة، إلى ضرورة فهم احتياجات وسلوكيات الأطفال وآليات التعامل معهم في مرحلة الطفولة المبكرة.
وقالت: “يضم برنامج تعديل السلوك ثمان مستويات لتمكين الآباء، وينطلق من معرفة أهم احتياجات الأطفال النفسية، والتدريب على آليات تلبيتها بطريقة صحيحة، ومن ثم فهم ما يدور في عقل الطفل، وكيفية تلبية احتياجات الطفل المعرفية، وتعزيز مهارات الاستكشاف وحب الاستطلاع لديه، و ضرورة وضع قواعد وقوانين الأسرة بمشاركة الأبناء، وكيفية تنمية مهارات حل المشكلات لديهم”.
وتابعت: “يركز المستوى الثالث من البرنامج على مهارات فهم وتحليل شخصيات وسلوكيات الأطفال وفق خمسة أبعاد (مستوى النشاط، والتركيز، والتفاعل مع المواقف الجديدة، ومستوى الانتظام، وحدة المشاعر)، وهو ما يعزز لدى الأهل مفهوم فردية الطفل، ويجعلهم قادرين على التعامل مع الفروق الفردية لدى الأبناء”.
ويعتمد المستوى الرابع في برنامج تعديل السلوك للأطفال على التطبيقات العملية القائمة على المعارف والمهارات التي اكتسبها المشاركين في المستويات السابقة، لبناء علاقة سليمة مع الأبناء.
ودعت شركس الآباء إلى التعرف على أنماط الوالدية المختلفة، وأثر كل نمط على شخصيات وسلوكيات الأبناء، إعمالا بمبدأ التواصل قبل الإصلاح، وقالت: “برنامج تعديل السلوك يقدم أدوات تربوية فعّالة ومفيدة للآباء، لتساعدهم في فهم نمط شخصيتهم كآباء، بالإضافة فهم سلوكيات الأبناء، والرسائل التي تحملها، و التي هي بحاجة إلى استيعاب وفهم وتحليل، حتى يفهم الآباء ما وراء سلوك أبنائهم، ويتعاملوا معه بحكمة، ويساعدوا أطفالهم على تنظيم مشاعرهم والاستفادة منها، ومن هنا أدعو الآباء إلى الاستفادة من خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة التي تقدمها مؤسسة التنمية الأسرية لتمكين الآباء وتنمية مهاراتهم التربوية”.