منوعات

تكشفه دراسة حديثة… اختبار دم ثوري يتنبأ بمخاطر تُهدد القلب

دراسة جديدة تكشف النقاب عن اختبار دم دقيق يتنبأ بمخاطر أمراض القلب

دراسة جديدة تكشف النقاب عن اختبار دم دقيق يتنبأ بمخاطر أمراض القلب

من بين الاختبارات الدورية الضرورية للاطمئنان على صحة القلب، إجراء اختبار مستويات الكوليسترول التقليدي، لكن دراسة حديثة عُرضت، أخيراً، في الجلسات العلمية السنوية للكلية الأميركية لأمراض القلب لعام 2023 في نيو أورلينز، تقول إنّ هذا النوع من الاختبارات قد لا يكون دقيقاً بما يكفي لاختبار مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وأن اختباراً بديلاً قد يكون أكثر دقة

والكوليسترول هو مادة شمعية توجد في جميع خلايا أجسامنا، لها العديد من الوظائف، منها: بناء خلايا الجسم، وتُنقل هذه المادة خلال مجرى الدم، وهي مرتبطة بنوع من البروتينات، تعرف بالبروتينات الدهنية.

ثمَّة نوعان من الكوليسترول: الأول كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، المعروف باسم الكوليسترول المفيد (HDL)، لأنه يخلص مجرى الدم من أشكال أخرى من الكوليسترول. ويرتبط ارتفاع مستويات الكوليسترول المفيد بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

أمَّا النوع الثاني هو البروتين الدهني المنخفض الكثافة المعروف بـ”الكوليسترول الضار (LDL)”، ويمكن للمستويات المرتفعة منه أن تتراكم في النهاية على جدران الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تضييق الشرايين، والحدّ من تدفق الدم، وفي بعض الأحيان قد تتكوّن جلطة تتسبب في نوبة قلبية أو سكتة دماغية. ولهذا يشار إليه بالكوليسترول الضار.

https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.561.0_en.html#goog_13618448460 seconds of 0 secondsVolume 0% 

تراكم الكوليسترول الضار يحدّ من تدفق الدم وتضيق الشرايين– صورة بترخيص المشاع الإبداعي

اختبار جديد

كشفت الدراسة الجديدة التي أعدّها باحثو مركز إنترماونتين الطبي بولاية يوتا الأميركية، أنّ اختبارات البروتين الدهني B-100 ApoB الذي يحمل جزيئات الدهون، بما في ذلك الكوليسترول النافع (HDL) والكوليسترول الضار (LDL) – قد يكون مؤشراً أكثر دقة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين القلبي الوعائي الناتج من تراكم لويحات الكوليسترول وضيق الشرايين.

في تصريحات خاصة لـ “النهار العربي” بشأن الاختبار الجديد، الذي تم الإعلان عن نتائج الدراسة الخاصة به الأحد، تحدث الباحث الرئيسي في الدراسة جيفري إل أندرسون، وهو الرئيس المشارك لأمراض القلب، والمدير المشارك لأبحاث القلب والأوعية الدموية في معهد القلب بمركز إنترماونتين الطبي، وهو أيضاً أستاذ الطب الباطني في جامعة يوتا.

يقول أندرسون إنّ “اختبار البروتين الدهني B-100 ApoB قد يكون بمثابة مؤشر خطر إلى الإصابة بأمراض القلب”، موضحاً أنّ “هذا الاختبار أفضل من الاختبار التقليدي لنسبة الكوليسترول الضار (البروتين الدهني منخفض الكثافة)”.

ويضيف أنّ هذا الاختبار يقيس عدد الجسيمات، وليس مستوى الكوليسترول كما في الاختبار التقليدي، أي أنّه يقيس عدد بروتين ApoB لكل جسيم.

ويوضح الرئيس المشارك لأمراض القلب أن “هذا الاختبار لا يزال غير شائع، لكنه متوافر في معظم المختبرات الجيدة. ويمكن أن يؤدي هذا الاختبار إلى منهجية أكثر دقة لاختبار المخاطر المتعلقة بالبروتين الدهني، مقارنة بالنهج التقليدي الذي نسلكه الآن”.

أكثر دقة ولكن!

انطلاقاً من أن مستويات بروتين ApoB تقيس أعداد جسيمات تصلب الشرايين، يشير عدد متزايد من الدراسات إلى أن أرقام الجسيمات تتفوق على مستويات الكوليسترول كمؤشرات لمخاطر الإصابة بالمرض.

يدعم هذه الفرضية نتائج تحصّل عليها الباحثون من سجّلات المرضى في الدراسة الجديدة، إذ اكتشفوا أنّ في كثير من الأحيان يكون لدى بعض المرضى مستويات طبيعية من الكوليسترول الضار، لكنهم يكونون بالفعل في دائرة الخطر، وفي هذه الحالة تكون مستويات بروتين ApoB أكثر فاعلية في كشف مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وفي الدراسة، فحص الأطباء السجّلات الصحية الإلكترونية للمرضى منذ عام 2010 إلى شباط (فبراير) 2022، ووجدوا أن عدد اختبارات بروتين ApoB ارتفع من 29 حالة في عام 2010 إلى 131 في عام 2021، وأن مستويات بروتين ApoB ترتبط ارتباطاً إيجابياً مع الكوليسترول الضار، لكن نسبة ApoB كانت أعلى من مقارنة بالكوليسترول الضار.

جيفري إل أندرسون (يسار) برفقة أحد معدّي الدراسة

من هذه النتائج استخلص الدكتور أندرسون فعالية وتفوق اختبار بروتين ApoB، في تقييم المخاطر، لا سيَّما لدى المرضى الذي يعانون من مستويات طبيعية من الكولسترول الضار، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، مثل: مرض السكري أو مقدمات السكري، أو انخفاض مستويات الكوليسترول المفيد، أو الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية.

ورغم أهمية هذا الاختبار ودقته، يقول جيفري إل أندرسون: “ثمة عقبات تقف في طريق انتشار هذا الاختبار على نطاق واسع، مثل ارتفاع تكلفته المالية، ورسوخ الاعتماد على الاختبار التقليدي للكوليسترول في الثقافة العامة والتوصيات الطبية”، ولتجاوز هذه العقبات يرى “ضرورة الاهتمام بالتثقيف بأهمية الفوائد التي تعود على الكثير من أصحاب الأمراض المختلفة”.