بعد أن تكون قد تكدست الكيلوغرامات خلال فترة الحمل، من الطبيعي أن تشعري برغبة بالتخلص منها بأسرع وقت ممكن. ينصح اختصاصيو التغذية عادةً بعدم التسرع في اتباع حمية لأسباب عديدة، وأكثر بعد في حالة إرضاع طفلك لأن ذلك لا يشكل خطراً على صحتك فحسب بل عليه أيضاً. بحسب اختصاصية التغذية ميرنا الفتى، بعد الإنجاب هناك نظام غذائي يساعد على البدء بالتخلص من الكيلوغرامات الزائدة، ويمكن اتباعه سواء كانت الأم مرضعة أو لا لكن بشروط.
ما النظام الغذائي الذي يمكن اتباعه للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة بعد الحمل؟
تميز الفتى بين الحالة التي لا تنوي فيها الأم أن ترضع طفلها والحالة التي ترضع فيها.
في حال عدم إرضاع الطفل، يمكن السعي إلى خفض مستويات هرمون الحليب التي تكون مرتفعة عندها وهناك دواء خاص لذلك. أما إذا كانت ترغب بخفض وزنها فالشرط الأساسي هو اتباع حمية متوازنة وتحتوي على معدل معتدل من الوحدات الحرارية. فيُمنع أن تتبع حمية صارمة أو أن تتبع حمية ديتوكس. في المقابل، إذا كانت ترغب بالدء بخفض وزنها واستعادة رشاقتها فهناك أطعمة يجب أن تبدأ بالامتناع عن تناولها في هذه المرحلة ومنها:
– اللوز والجوز فيجب عدم تناولها بكميات زائدة
– البيض فيجب عدم المبالغة بتناوله
– الحليب واللبن لأنهما يرفعان مستويات هرمون البرولاكتين، وهذا ما لا تريده هي.
تشدد الفتى على ألا تسعى الأم بعد الحمل إلى اتباع حمية صارمة بل يجب أن يكون النظام الغذائي المتبع متوازناً، فلا تخفضها وزنها بسرعة، لأن ذلك يؤدي بالدرجة الأولى إلى خلل في معدلات الهرمونات بمعدل أكبر. من جهة ثانية، إذا كانت محمية في الحمل من مشكلات كتساقط الشعر ومشكلات الأظافر والبشرة، تبدأ بعد الولادة بمواجهتها فيجب ألا تزيد الضغوط على جسمها في هذه المرحلة عبر اتباع حمية صارمة أيضاً، ما يزيد من هذه المشكلات لديها.
انطلاقاً من ذلك، يمكن خفض الوحدات الحرارية التي تحصل عليها يومياً بمعدل 500 وحدة حرارية بالاستناد إلى نشاط عملية الأيض وقدرة جسمها على حرقها الوحدات الحرارية. بهذه الطريقة تبدأ بالتخلص من الكيلوغرامات الزائدة بمعدل كيلوغرام أو كيلوغرام ونصف كيلوغرام في الأسبوع لا أكثر.
أما بالنسبة إلى الأم المرضعة فتحتاج إلى 500 وحدة حرارية إضافية حتى تتمكن من إرضاع طفلها. وبالتالي تكون العملية معاكسة بالنسبة لها. في هذه الحالة، في حال إعطائها حاجة جسمها من الوحدات الحرارية وأضيفت إليها 200 وحدة حرارية من أجل الرضاعة بدلاً من الـ500 التي تتطلبها الرضاعة، بالاستناد إلى معدل نشاط عملية الأيض لديها. بهذه الطريقة، يمكن أن تستعيد رشاقتها تدريجياً فيما تستمر بإرضاع طفلها.
في هذه الحالة يجب التركيز على أطعمة معينة تعتبر ضرورية في مرحلة الرضاعة كمصادر الكالسيوم من حليب ومشتقاته وأيضاً الموز والشوفان والمكسرات والتمر والأفوكادو، فهي صحية وتساعد على در الحليب. لكن يجب تناولها باعتدال تجنباً لزيادة الوزن بسببها.
في المقابل، يجب أن تمتنع عن تناول أطعمة مسببة للغازات وإن كانت مفيدة في الأيام العادية وصحية كالبروكولي. فمن الأفضل مثلاً تناول الليمون البرتقال كمصدر للكالسيوم، إضافة إلى غناه بالسوائل.
وبالتالي ما تؤكده الفتى أنه يمكن أن تتبع المرأة بعد الحمل حمية لخفض وزنها، لكن الأسلوب يختلف عندها ويجب ألا تسعى عندها إلى التخلص من الكيلوغرامات الزائدة سريعاً حتى لا يحصل خلل في الهرمونات، ولإعطاء الوقت للرحم حتى يستعيد حجمه الطبيعي. قد يتطلب ذلك المزيد من الوقت، لكنها يمكن أن تستعيد رشاقتها تدريجياً.