دار نشر الكتاب تنبه القراء إلى محتوى الكتاب “الإشكالي”
جايكوب ستولوورثي كاتب في القسم الثقافي
يروي الفيلم قصة حب تدور أحداثها خلال الحرب الأهلية الأميركية (مترو غولدن ماير)
وصف ناشرو رواية “ذهب مع الريح” Gone with the Wind الكتاب بأنه “مضرّ” و”عنصري” في رسالة تنبيه جديد [في مطلع الرواية].
وتحتوي طبعة جديدة من رواية مارغريت ميتشل الملحمية – الصادرة عن دار “بان ماكميلان” للنشر Pan Macmillan – على تنبيهٍ في بدايتها، يحذّر القرّاء من محتواها “الإشكالي [الشائك]”.
وأفادت ملاحظة الناشر بأن الرواية لم يعاد كتابتها لإزالة المحتوى المسيء فيها، مشيرةً إلى أن الكتاب يتضمّن عناصر [مسائل] “عنصرية”، هي “مؤذية أو ضارّة بالفعل”.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب الذي نُشر للمرة الأولى في عام 1936، يروي قصّة حبّ تدور أحداثها خلال الحرب الأهلية الأميركية، عندما حارب الجنوب [الأميركي] الذي يشرّع العبودية، دعاة إلغاء عقوبة الإعدام برئاسة أبراهام لينكولن في الشمال.
سكارليت أوهارا الشخصية الرئيسية في الرواية التي لعبت دورها فيفيان لي في فيلم “ذهب مع الريح” المقتبس عن الكتاب في عام 1939، هي إبنة مالك إحدى المزارع.
وفي ما يأتي البيان التحذيري كاملاً الذي أدرج في مقدّم الكتاب، كما أوردته صحيفة “ذا تليغراف”:
إن “ذهب مع الريح” هي رواية تتضمّن عناصر إشكالية من ضمنها تمجيد [إعلاء شأن] حقبة صادمة [مروّعة] في تاريخنا وأهوال العبودية.
تتناول الرواية تجسيداً لممارساتٍ غير مقبولة، وصوراً عنصرية ونمطية، ومواضيع مثيرة للقلق، وشخصيات منمطة، وقوالب لغوية وصورية [تنميطية وعنصرية].
“يظل نصّ هذا الكتاب أميناً للأصل في كل جوانبه، ويعكس اللغة التي كُتب بها النص الأصلي، والفترة الزمنية التي وُضع فيها”.
“نودّ تنبيه القرّاء إلى أنه قد ترد عبارات ومصطلحات مؤذية أو ضارّة بالفعل، كانت سائدةً في زمن كتابة هذه الرواية، والتي تصحّ في سياق المشهد التاريخي للرواية”.
“إن دار ’بان ماكميلان‘ للنشر، تعتقد أن تغيير النص كي يعكس صورة عالم اليوم، من شأنه أن يقوّض أصالة النص الأساسي، لذلك اختارت تركه كما كان عليه بالكامل”.
“غير أن ذلك لا يشكّل بأي حال تأييداً للتوصيف [لتنميط الشخصيات] الوارد في الكتاب أو المحتوى أو اللغة المستخدمة فيه”.
وتتضمّن الطبعة الجديدة أيضاً مقالاً للكاتبة فيليبا غريغوري (روائية إنجليزية من أشهر أعمالها “فتاة بولين الأخرى” The Other Boleyn Girl)، تعتبر فيه أن كتاب مارغريت ميتشل “روّج بشكلٍ أكيد لوجهة النظر العنصرية لمالكي المزارع في ما يتعلّق بتاريخ الجنوب الأميركي”.
وتضيف غريغوري أن الكتاب “يدافع عن العنصرية”، و”يبجّل تفوّق العرق الأبيض ويؤيّده”، وكذلك “يخبرنا بشكلٍ لا لبس فيه أن الأفارقة ليسوا والبيض من جنس واحد”. ثم تقول المؤلفة إن “هذه هي الكذبة التي تفسد الرواية”.
وتشير دار “بان ماكميلان” للنشر، إلى أن الاختيار وقع على غريغوري لكتابة المقال، “لأننا رأينا أن من المهم ألا يُطلب من أي مؤلّف يتحدر من خلفية أقلية، تحمل أعباء تفسير الأمور للغالبية [إدراج المحتوى المسيء في إطاره الزمني]”.
يأتي هذا التحذير والمقال بعد إعادة الفيلم المقتبس عن الرواية إلى خدمة البث التلفزيوني “أتش بي أو ماكس” HBO Max مع عرض فيديو تقديمي مماثل [للتحذير] في بداية الفيلم.
يُشار أخيراً إلى أن “اندبندنت” اتّصلت بدار “بان ماكميلان” للتعليق على الموضوع.