بوتين للسفيرة الأميركية الجديدة: واشنطن مسؤولة عن “الأزمة الأوكرانية”
أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن بلاده مستعدة لتسليم كييف “مستقبلاً” كامل أسطولها من مقاتلات “ميغ-29” السوفياتية الطراز، وقال دودا في مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بولندا التي سبق أن زودت أوكرانيا بثماني مقاتلات “ميغ-29” على أن ترسل إليها قريباً ستاً أخرى، ستكون “مستقبلاً مستعدة لتسليم أوكرانيا كامل أسطولها من (مقاتلات) ميغ” أي ما مجموعه حوالى 30 طائرة، وأضاف أن هذا الأمر “رهن باتفاق مع حلفاء” بولندا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأوضح الرئيس البولندي أن وارسو بحاجة إلى ضوء أخضر لتسليم أوكرانيا هذا الأسطول لأن هذه المقاتلات التي ما زالت في حوزة سلاح الجو البولندي، “تم تكييفها مع معايير حلف شمال الأطلسي”، لا سيما في ما يتعلق بأنظمة الاتصالات والقدرة على تنفيذ مهمات مراقبة في المجال الجوي للحلف، وأردف أن بلاده “ستظل بحاجة” إلى مقاتلات “ميغ-29” في المدى المنظور، لكن مع تسلمها قريباً مقاتلات من طرازي “إف أي-50″ الكورية الجنوبية الجديدة و”إف-35” الأميركية، ستتمكن من تزويد كييف المقاتلات القديمة.
مواجهة جيوسياسية؟
في الأثناء، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي بـ “إشعال فتيل مواجهة جيوسياسية” مع روسيا، وذلك لدى تسلمه أوراق اعتماد سفير الاتحاد الجديد في موسكو الدبلوماسي الفرنسي رولان غالاراغ، وقال الرئيس الروسي في خطاب في الكرملين إن “الاتحاد الأوروبي أشعل فتيل مواجهة جيوسياسية مع روسيا”، معرباً عن أسفه لأن العلاقات بين موسكو وبروكسل “تدهورت بشكل حاد في الأعوام الأخيرة”.
“الأزمة الأوكرانية”
وحمل الرئيس الروسي لدى تسلمه أوراق اعتماد السفيرة الأميركية الجديدة لين ترايسي الولايات المتحدة مسؤولية “الأزمة في أوكرانيا”.
وجاءت تصريحات بوتين بعد أسبوع على توقيف المراسل الأميركي إيفان غيرشكوفيتش في روسيا وتوجيه الاتهام إليه بالتجسس، مما أثار ردود فعل غاضبة.
وقال بوتين خلال مراسم أقيمت في الكرملين تسلم خلالها أوراق اعتماد 17 سفيراً إن “العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة التي يتوقف عليها أمن العالم واستقراره، تمر مع الأسف بأزمة عميقة”، وأضاف “لا يسعني إلا أن أقول إن دعم الولايات المتحدة للانقلاب في كييف في 2014 أدى في النهاية إلى الأزمة الأوكرانية الحالية”، في إشارة إلى الثورة التي شهدتها أوكرانيا في 2014 وأسقطت النظام الذي كان موالياً لموسكو.
وترايسي دبلوماسية ناطقة بالروسية عملت في الجمهوريات السوفياتية السابقة جورجيا وكازاخستان وقرغيزستان وتركمانستان.
إدانة جرائم
إلى ذلك، أعلنت باريس أن القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية في موسكو جدد لدى استدعائه من قبل وزارة الخارجية الروسية “إدانة” فرنسا “للجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي في بوتشا وإربين ومدن أوكرانية أخرى”، وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن القائم بالأعمال صرح لدى استدعائه بأنه “على غرار ما قال رئيس الجمهورية في 31 مارس (آذار)، فإن هذه الجرائم يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب، وفرنسا تقدم لأوكرانيا، منذ بدء النزاع، كل الدعم الممكن لمكافحة الإفلات من العقاب”.
وكانت روسيا أعلنت عن هذا الاستدعاء أمس الثلاثاء للاحتجاج على “منشورات زائفة”، وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنها “احتجت بشدة على تصريحات نشرتها السفارة على شبكات التواصل الاجتماعي في شأن” جرائم منسوبة إلى الجيش الروسي، وبحسب الخارجية الروسية فإن “إطلاق اتهامات زائفة ضد عسكريينا هو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
واتهمت الخارجية الروسية فرنسا بـ”تزويد الجيش الأوكراني أعتدة عسكرية وذخائر وبذل كل ما أمكن من جهود لإطالة أمد الأعمال العدائية”.
مدينة بوتشا
وبحسب موسكو، تتعلق المنشورات التي يتمحور حولها الاستدعاء بمجزرة منسوبة إلى القوات الروسية في مدينة بوتشا الواقعة بالقرب من كييف، حيث عثر بعد انسحاب القوات الروسية على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد.
وتنفي موسكو أي ضلوع لها في مقتل هؤلاء الأشخاص وأشارت مراراً إلى أن الأمر من تدبير كييف.
وبحسب أوكرانيا قتل أكثر من 1400 مدني في منطقة بوتشا خلال الاحتلال الروسي بينهم 37 طفلاً، و637 من هؤلاء المدنيين قتلوا في المدينة.