أكد أن لـ”الصفارة” جزءاً ثانياً وسيتم الإعلان عن تفاصيله قريباً
الكتابة الكوميدية من أصعب أنواع الكتابة، وقد احترفها أحمد أمين منذ أن قدم برنامجه الكوميدي “البلاتوه” (مواقع التواصل)
الرهان الكوميدي في دراما رمضان ربما هو الأصعب على الإطلاق وسط منافسة قوية بين النجوم، وانتظار وشغف كبيرين من الجمهور الذي يتوقع أن يرى أعمالاً مبهرة. ونجح أحمد أمين في أكثر من تحدٍ منذ سنوات لكسب احترام وإعجاب الجمهور بأعماله، واستطاع أن يحقق المعادلة الصعبة هذا العام بمسلسل “الصفارة” الذي تصدر اهتمامات الناس والإشادات النقدية.
وتدور أحداث المسلسل حول مرشد سياحي يسرق صفارة أثرية من واحة سيوة راجعة للملك توت، ويعود من خلالها بالزمن ثلاث دقائق ليغير فيها ما يشاء، ثم يعود بعدها للحاضر ليكتشف ما سيجري متعرضاً لعديد من المفاجآت غير المتوقعة بسبب الصفارة.
وشارك في بطولة المسلسل طه دسوقي وآية سماحة وحاتم صلاح ومحمد رضوان ومحمود البزاوي وإنعام سالوسة وعدد كبير من ضيوف الشرف والوجوه الجديدة.
نظرية الفراشة
فكرة المسلسل بنيت على ما يسمى “نظرية الفراشة”، وهي مأخوذة عن رواية Sound Of Thunder، حيث ذكر “تأثير الفراشة” لأول مرة. وابتكر هذه النظرية إدوارد لورينتز في عام 1963. وتلخص النظرية فكرة أن رفرفة جناح فراشة صغيرة في الصين قد يتسبب في فيضانات وأعاصير ورياح في أبعد الأماكن في أميركا أو أوروبا أو أفريقيا.
وتشير النظرية إلى أن تغييراً بسيطاً شديد الضآلة يمكن أن يتسبب في حدوث تغيير أكبر لا يمكن توقع نتيجته النهائية. وتستخدم هذه النظرية في الفن والدراما للدلالة على أن اختيارات الإنسان هي ما يحدد مستقبله، حتى وإن كان اختياراً يبدو عديم التأثير، لأن العوامل المحيطة والقرارات والأفعال تتفاعل لتؤثر في الحياة. وأشرف على فريق كتابة المسلسل أحمد أمين ومحمود عزت، وأخرجه علاء إسماعيل.
تدور أحداث المسلسل حول مرشد سياحي يسرق صفارة أثرية من واحة سيوة راجعة للملك توت (مواقع التواصل)
تجربة مؤثرة
وفي حوار مع “اندبندنت عربية” تحدث أحمد أمين عن تجربة المسلسل والمنافسة مع أحمد مكي، وهل يمكن أن يعود إلى المشاركة كبطل ثانٍ بعد انطلاقه كبطل مطلق، كما كشف عن مشروعاته السينمائية وحسابات النجومية التي فرضت عليه بعد مشوار مهم من الأعمال المميزة.
تحدث أمين في البداية عن مشروع المسلسل وفكرته وكيف تبلورت، وقال “منذ فترة فكرت في تقديم مشروع يتناول نظرية الفراشة التي تؤثر عليَّ جداً، وأرى أنها مهمة جداً، فجميعنا يجب أن ندرك أن أصغر فعل قد يكون له تأثير كبير مع الوقت، وأنه لا شيء يمر دون وجود آثار مترتبة عليه، لذلك لا بد أن نفكر في اختياراتنا جيداً، وأحببت أن أقدم ذلك من خلال عمل كوميدي، حتى عثرنا على فكرة (الصفارة)، وحضرنا الفكرة، أنا وورشة الكتابة”.
وعن مشاركته في كتابة المسلسل وهل من المهم أن يشارك البطل في صياغة العمل وكتابته، قال أمين “هو شيء ليس سهلاً على الإطلاق، وأنا أفضل ألا أشارك في الكتابة حتى لا أتشتت كممثل لأن هذا عملي الأساسي، وليس الكتابة، ولكنني أحببت فكرة (الصفارة)، لذلك قررت أن أشارك في الكتابة والمساهمة في توصيل الفكرة للجمهور”.
الكتابة الكوميدية
الكتابة الكوميدية من أصعب أنواع الكتابة، وقد احترفها أحمد أمين منذ أن قدم برنامجه الكوميدي “البلاتوه”، وسألناه ما الصعوبات التي يجدها في خلق فكرة كوميدية مميزة، وما العناصر التي تجعل الكوميديا مميزة؟ فأجاب أن “أكبر صعوبة هي إدارة ورشة الكتابة والقدرة على تقديم فكرة ورؤية جيدة على رغم ظروف الوقت في غالب الأحيان، ويمكن أن تكون عناصر النص الكوميدي الجيد هو كونه جديداً ومرتبطاً بالناس ومشكلاتهم ويخلو من المبالغات والاستسهال في الإضحاك، وقبل كل شيء يجب أن تكون القصة جيدة ومثيرة”.
تعدد الشخصيات
خلال 15 حلقة من مسلسل “الصفارة” قدم أحمد أمين شخصيات متعددة بمعدل شخصية بكل حلقة تقريباً، وسألناه: هل فكرة تعدد الشخصيات مرهقة على الممثل؟ أم أنه أحب فكرة المغامرة بتعدد الأدوار لأنها تتيح التنوع وإشباع رغبة التمثيل؟ وهل تعدد الشخصيات وسيلة لكسر الملل لدى الجمهور متقلب المزاج؟ فرد أمين، “بالتأكيد تنوع الشخصيات مرهق جداً، وأنا لم أختر ذلك عمداً لأي أسباب من المذكورة، ولكن القصة هي التي تفرض الشخصية وعدد التحولات، بالتالي عدد الشخصيات التي تم تجسيدها، لكن بوجه عام أنا لا أفضل تقديم شخصيات متعددة كهدف في حد ذاته”.
وعن تقديم أحمد أمين وجوهاً جديدة في بطولة المسلسل معه مثل طه الدسوقي وآية سماحة وحاتم صلاح، وعدم استعانته بنجوم كوميديا كبار لمساندته في أول مسلسل كوميدي كبطولة مطلقة، قال “أعتبر أن كلمة وجوه جديدة كلمة ظالمة بعض الشيء للممثلين المشاركين في المسلسل، والحقيقة أن ترشيحات الممثلين كانت بناءً على طبيعة الشخصيات المكتوبة، فمثلاً يستحيل إيجاد ممثلة تجسد دور “وداد” الأم أفضل من الأستاذة إنعام سالوسة، ولا أخ أصغر لشفيق أفضل من طه دسوقي، وكذلك آية سماحة وحاتم صلاح”.
أسباب النجاح
مسلسل الصفارة نجح بشكل كبير واحتل اهتمام الناس والنقاد، وحول أسباب ذلك من وجهة نظره، قال أمين “لا أعرف ما هي أسباب النجاح، ربما احترم الناس الجهد المبذول، وربما أحبوا الموضوع، لا أعرف، وما زلت أبحث عن أسباب النجاح في كل تجربة، وفي النهاية اكتشف أني ما عليَّ غير تقديم ما أحب بإخلاص والعمل مع فنانين مخلصين موهوبين”.
كما ظهرت مجموعة كبيرة من ضيوف الشرف خلال مسلسل “الصفارة”، وعن قبولهم المشاركة وجمعهم في العمل، أوضح أمين أن “الأمر لم يكن صعباً، بل رحب الجميع بالمشاركة، وكانت أيام تصويرهم مبهجة ورائعة”.
وتابع أمين الحديث وكشف عن صعوبات تصوير العمل وقال إن “ظروف التصوير في بعض الأحيان مثل الجو والرغبة في الانتهاء من العمل وضغط الوقت كانوا أكثر الصعوبات أثناء التنفيذ، لكن لا يوجد مشهد واحد أو أي عائق حدث أثناء التصوير، وتم العمل بهدوء وسلاسة وتفاهم بين الجميع”.
تحدث أمين في البداية عن مشروع المسلسل وفكرته وكيف تبلورت وقال إنه يتناول نظرية الفراشة (مواقع التواصل)
رسائل مقصودة
في كل حلقة من حلقات المسلسل كانت هناك رسالة موجهة بشكل غير مباشر، فهل كان هذا متعمداً في خطة أحمد أمين؟ وهل يمكن أن يقدم عملاً من أجل الضحك فقط دون رسائل وقضايا؟ أجاب “فعلاً، ضم المسلسل بعض الرسائل التي أردنا توصيلها كما قلت في إطار نظرية الفراشة التي أحببت تناولها ومتعلقة بالفعل والاختيار وما يترتب عليهما، وطبعاً من الممكن أن يكون الضحك في حد ذاته رسالة، والقصة الجيدة رسالة، وليس ضرورياً أن تكون رسالة العمل مباشرة مثل الصفارة”. وأكد أمين أن للعمل جزءاً ثانياً بالفعل وسيتم الإعلان عن تفاصيله قريباً.
أزمة الكوميديا
من ناحية ثانية، تحدث أحمد أمين عن الأزمة التي تمر بها الكوميديا حالياً، ورأيه في أن بعض الأعمال الكوميدية معتمدة على “الإفيهات” والتنمر، فقال “أنا أفضل كوميديا الموقف وأرفض الكوميديا التي تعتمد على التنمر”. وأكد أن “الكوميديا تمر بأزمة ليس في مصر فقط، ولكن في كل العالم خصوصاً في ظل انتشار السوشيال ميديا، وتزداد صعوبة أزمة الكوميديا في مصر تحديداً لأن الشعب المصري خفيف الظل بطبعه، وليس من السهل إيجاد أفكار وطرق لإضحاكه، ولكن الحل هو الإدارة الجيدة للمواهب، وأعتقد أن هذا هو الذي يمكن أن يحدث فرقاً في الصناعة وجودتها”.
كثير من نجوم الكوميديا الكبار نجحوا في أداء شخصيات معينة وأحبهم الجمهور فيها، ولكنهم لم يستطيعوا الخروج من إطار هذه الشخصيات، ولذلك يعيدون استخدامها من الحين للآخر، إلا أن أمين قال معلقاً على هذه النقطة “طبعاً هي معضلة وأزمة، والنجوم يلجأون لتكرار شخصيات ناجحة من باب الاطمئنان. فالخروج من المنطقة الآمنة الناجحة أمر صعب”.
اقرأ المزيد
- أزمة سكن الشباب في الدراما: من الكوميديا إلى الواقعية المريرة
- أبعد من الكوميديا… “الكبير” يقفز فوق التابوهات
- لماذا صارت الكوميديا وجبة خفيفة في الماراثون الدرامي؟
منافسة أحمد مكي
وعرض مسلسل “الصفارة” وسط منافسة شرسة مع أحمد مكي في مسلسل “الكبير” الجزء السابع، فهل قلق بطل “الصفارة” من المغامرة؟ أجاب أحمد أمين “لا يوجد أي فرد من فريق عمل مسلسل (الصفارة) اعتبر ولو مرة أنه ينافس مسلسل الكبير، لأنه كما يقال (الكبير في حتة لوحده)، فهذا المسلسل له مكانة خاصة جداً ومحببة عندنا جميعاً، وأحمد مكي حجز مساحة في قلوب الجمهور خارج المنافسة، وحتى الآن نحن نتعلم منه”.
حسابات البطولة المطلقة
بعد أكثر من بطولة مطلقة تتغير حسابات الممثل، ولذلك سألنا أحمد أمين عن حساباته بعد البطولة، وهل يمكن أن يقبل مشاركة نجم كوميدي كبير معه مثل أكرم حسني الذي شاركه بطولة مسلسل “الوصية”، أم تغيرت الأوضاع؟ فصرح أمين مازحاً، “لو تقصدين حساباتي في البنك بعد البطولة فلم يتغير أي شيء، ولكن البطولة غيرت إحساسي بالمسؤولية، فمع كل عمل أحب أن أكون على قدر المسؤولية ليخرج العمل بشكل جيد، وأشتغل على نفسي بقدر المستطاع حتى أكون على نفس قدر الوضع الذي أصبحت فيه، ولكن في البدايات لم أشعر بهذه المسؤولية، وكنت أشعر أنني أجرب وأتعامل مع المتاح فقط، وحالياً أشعر أنني قادر على فهم عيوبي وقدراتي، وأعلم جيداً ما الذي يجب تطويره في المرحلة المقبلة”.
وبالنسبة إلى المشاركة مع نجم كوميدي كبير أو كبطولة ثانية، قال “طبعاً أحب جداً أشارك الفنان أكرم حسني في أي وقت لأنه حبيبي بمعنى الكلمة، وطالما هناك قصة وفكرة جيدة ستضيف لنا ونضيف لها، وممكن أن أشارك كبطل ثانٍ أو أقدم نصف مشهد فقط في عمل وأمشي وأنا راضٍ جداً طالما مع ممثل أحبه وفي عمل جيد بقصة مهمة وستعجب الناس”.
“جزيرة غمام”
نجح أحمد أمين كممثل بعيد عن الكوميديا في مسلسلين هما “جزيرة غمام”، و”ما وراء الطبيعة”، وتحدث عن وقع التجربتين عليه قائلاً “استفدت كثيراً، وتعلمت من تجربة العمل على شخصيات مختلفة مع ممثلين مختلفين مميزين، ومخرجين بجودة وجمال المخرجين الذين رزقت بالعمل معهم في التجارب المذكورة”. وكشف أمين عن أنه لم يدرس التمثيل نهائياً، ولكنه تعلم من المشروعات الفنية التي شارك فيها.
وعن مدى صحة مقولة إن “التراجيديا هي التي تظهر إمكانات المثل الحقيقي وليس الكوميديا”، تابع بقوله “أنا دائماً أقول إن الكوميديا والتراجيديا تقريباً مهنتان منفصلتان، بدليل أن هناك ممثلاً لديه القدرة على تقديم إحداهما دون الأخرى، والحقيقة أن معظم الأعمال الكوميدية لا تتطلب مشاهد مركبة، ويستثنى من ذلك الكوميديا السوداء، وهي نوعي المفضل، لذلك لا يحتاج الممثل إلى الوصول إلى درجات معقدة من الانفعالات على عكس الأعمال الدرامية التراجيدية التي تفرض على الممثل كثيراً من المشاهد المركبة”.
وجود سينمائي
وعن السينما وهاجس الإيرادات وعدم اقترابه منها حتى الآن، قال أحمد أمين “أحضر حالياً لفيلم (سوبر زيرو) مع الفنان هشام ماجد. أما عن هاجس الإيرادات بالنسبة إلى المنتجين فهو موجود طبعاً في السينما، لكن بالنسبة إلى المنتج بالدراما فهو ليس بنفس عبء السينما، فمن الممكن أن ينجح العمل الدرامي بشكل معقول، وليس كما يقولون (يكسر الدنيا)، وفي الوقت نفسه لا يخسر مادياً، بل يخرج المنتج بمكسب معقول، ويستطيع أن يستكمل المشوار وينتج عملاً آخر، لكن في السينما الوضع مختلف”.
وعن النجاح بالنسبة إلى الممثل قال إن “تقدير النجاح بالنسبة إلى الممثل مختلف، فكل عمل يقدمه وينجح، تزداد ثقة الناس فيه، بالتالي تمنح له فرص جديدة لتقديم أعمال أكبر وأهم، والممثل إذا فقد ثقة الناس فيه بسبب أكثر من عمل ضعيف على التوالي يمكن أن يخسر مكانته ويتعطل إذا لم يصلح نفسه بسرعة”.