سقوط ثالث بنك في أميركا… نهاية “فيرست ريبابليك”

1

“جيه بي مورغان” يستحوذ على أصول وودائع المصرف كحل إنقاذي بعد فشل كل المحاولات

اندبندنت عربية ووكالات  

محاولات لإنقاذ بنك “فيرست ريبابليك” باءت جميعها بالفشل (أ ف ب)

نهاية عطلة أسبوع ماراثونية في الولايات المتحدة مع محاولات من السلطات الأميركية لإنقاذ بنك “فيرست ريبابليك” باءت جميعها بالفشل، وسقط البنك أخيراً ليكون ثالث انهيار للبنوك الأميركية بعد “وادي السيليكون” و”سيغنتشر”.

وقررت السلطات المالية في ولاية كاليفورنيا، حيث مقر البنك، وضع اليد عليه، إذ تم تسليمه إلى المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع ومهمتها التأكد من سلامة ودائع العملاء.

وفي الوقت نفسه تم إبرام صفقة مع أكبر بنك في أميركا “جي بي مورغان” بالاستحواذ على جميع ودائع البنك بما فيها المؤمنة وغير المؤمنة، وعلى أصوله كحل إنقاذي يضمن استمرار عمل البنك.

كيف بدأت الأزمة؟

وبدأت أزمة “فيرست ريبابليك” مع تراجع حاد في السيولة بعد أن كشف الإثنين الماضي بعد الإغلاق عن أن نحو 100 مليار دولار من الودائع سحبها العملاء في الربع الأول، مما أطلق جرس إنذار باحتمالية وجود أزمة سيولة لدى البنك.

وتضمنت صفقة الاستحواذ على البنك حصول “جيه بي مورغان” على 104 مليارات دولار ودائع وشراء 229 مليار دولار من أصوله، بينما ستتكبد المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع خسائر بـ13 مليار دولار.

وأصبح “فيرست ريبابليك” في بؤرة الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة في مارس (آذار) بعد أن بدأ عملاؤه من الأثرياء في سحب ودائعهم وتركوه يترنح. وانخفض سهم البنك بنسبة 75 في المئة منذ الإثنين الماضي 24 أبريل (نيسان)، وأصبح سعره 3.5 دولار نزولاً من 14.25 دولار في بداية الأسبوع، كما أصبحت القيمة السوقية للبنك عند 635 مليون دولار، وهو انهيار كبير للبنك الذي تجاوزت قيمته السوقية في ذروتها 40 مليار دولار كما في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

محاولة إنقاذ

وحاولت السلطات المالية إنقاذ البنك بعد هذه الانهيارات في البورصة، وقررت التدخل سريعاً يوم الجمعة للبحث عن إمكانية رفع رأسماله لتعويض خسائره من السيولة، لكن المستثمرين بما فيهم البنوك ومؤسسات التمويل قاوموا ذلك، وكان الحل ببيعه أخيراً لـ”جيه بي مورغان” يوم الأحد مساء بتوقيت أميركا، أي قبل افتتاح “وول ستريت”.

ومن بين الحلول التي ظهرت أيضاً إمكانية أن ينشئ “فيرست ريبابليك” شركة للأغراض الخاصة هدفها وضع الأصول السيئة، مما يترك البنك الأم نظيفاً وبعيداً من المشكلات، لكن هذه الخطة لم تلق تجاوباً من البنوك الكبرى.

وكان البنك أعلن عن خطة بعد إعلانه أرباحه عن الربع الأول الإثنين الماضي، إذ قال إنه يخطط لتقليص ميزانيته العمومية وخفض النفقات عن طريق خفض تعويضات التنفيذيين وتقليص مساحة المكاتب الخلفية وتسريح 20 في المئة إلى 25 في المئة من الموظفين في الربع الثاني، لكن كل ذلك لم يسعفه.

محاولات سابقة

وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها “جيه بي مورغان” ورئيسه جيمي ديمون لإنقاذ البنك، فقد قاد البنك تحالفاً من مجموعة من البنوك الأميركية بعد أزمة بنكي “وادي السيليكون” و”سيغنتشر” في مارس الماضي، حين بدأ المودعون في الهرب من البنك الشبيه للبنكين المفلسين، لكن سرعان ما استقرت أوضاعه بعد أن أودع التحالف المصرفي 30 مليار دولار. غير أن إعلان البنك الإثنين 24 أبريل عن خسارته ودائع بـ100 مليار دولار كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأصبح واضحاً عدم إمكانية قيام البنك من جديد.

تاريخ البنك

وبنك “فيرست ريبابليك” شبيه ببنك “وادي السيليكون” فهو متخصص في الخدمات المصرفية الخاصة التي تقدم إلى الأثرياء وشركات رأس المال الجريء. وكان البنك الذي أسس عام 1985 يحتل المرتبة 14 بين البنوك الأميركية مع 80 مكتباً في سبع ولايات، ولديه أكثر من 7200 موظف كما في نهاية العام الماضي.

وكغيره من البنوك التي تسمى إقليمية أو متوسطة الحجم عانى البنك ضغوط رفع الفائدة مع بداية مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع الفوائد في مارس من العام الماضي، إذ كانت لديه سندات طويلة الأجل بعوائد منخفضة، اشتراها قبل رفع الفوائد، وأصبحت قيمتها متدنية جداً نتيجة وجود سندات أخرى في الأسواق بعوائد أعلى بكثير. ومثلما حصل مع “وادي السيليكون” لم يستطع البنك بيعها من دون تحقيق خسائر. وعندما لمس المودعون هذا الوضع سحبوا أموالهم سريعاً في الأشهر الأخيرة.

التعليقات معطلة.