زينب ربيع |..
حريةُ الصحافة نالها من الحكمة القائلة “كلمة حق يراد بها باطل” ما قد نالها، فكلما جرى الحديثُ عن تحديات حرية الصحافة والإعلام خرج البعضُ رافعاً شماعة “هسة أحسن لو قبل”. ومهما بذلت من جهد جهيد لاقناع اصحاب هذه المقولة بأننا لسنا بصدد المقارنة فانك تعود الى ادراجك خائباً حسيراً مستذكرا قول أمير البلغاء علي بن ابي طالب “ما حاججني جاهل الا وغلبني”.
لم تكن حرية الإعلام بعد 2003 منة ولا عطية من أحد ولا منجزاً يحسب للطبقة الحاكمة على الاطلاق لأنهم وجدوا انفسهم أمام استحقاق ضاغط لم يترك لهم خياراً سوى الرضوخ، لكنهم لم يسكتوا ففعلوا ما فعلوا من اجل قمعه واسكاته وتحييده أو جعل السلاح المنفلت يتولى اللازم.
“كن هادئاً يا هادي فلست الهادي ولست المهدي المبشر بما لا يعلمه قومك، وأنت يا أحمد كن أبكماً والا لن ينجيك منا الا الفرد الصمد”، حتى رسائل التهديد هذه من وحي خيالي فلم يحظى زملاء المهنة المغدروين برفاهية الاستعداد للموت أو كتابة وصاياهم الأخيرة، او ربما تركوا المهمة المؤجلة لنا.
وفي الرجوع الى شريط الأحداث سنرى أن استهداف حرية الصحافة (بشكل مباشر وغير مباشر) كانت على رأس الأولويات والأجندات، وبعدما كانوا يقومون بتطويع النصوص القانونية ذهبوا الى المواجهة المباشرة وما استهداف القنوات والمؤسسات الإعلامية واقتحامها واحتجاز الصحفيين واغتيال بعضهم وملاحقة آخرين الا أدلة تمثل نزر من يسر على ذلك.
أخيراً وليس آخراً يطل علينا قانون حرية التعبير الذي ليس من اسمه اي معنى ولا أثر والذي تم تفصيله على مقاييس جائرة وظالمة ومجحفة بشهادة نواب انفسهم، ولكن للحرية “ابطال” اختاروا ان يكونوا حائط صد متين وصخرة تتكسر عليها كل المخططات.