كيف يمكن خفض الوزن مع الاستمرار بتناول النشويات؟

2

تعبيرية

لطالما شكلت النشويات هاجساً لكثيرين لاعتبارها ارتبطت طويلاً بزيادة الوزن. في الواقع، تبين أن تناول النشويات يشكل جزءاً اساسياً من النظام الغذائي الصحي والمتوازن لخفض الوزن وهي لا تشكل عائقاً أبداً. وأكثر بعد قد تحصل ردة فعل معاكسة في الجسم في حال الامتناع التام عن تناولها. إنما لذلك شروط لا بد من التقيد بها لخفض الوزن بفاعلية، تتحدث عنها اختصاصية التغذية مايا شقرا.

ما هي أنواع النشويات التي يجب التركيز عليها في الغذاء؟

تعتبر النشويات من المجموعات الغذائية الأساسية التي يجب التركيز على تناولها إلى جانب البروتينات والدهون. وتشير شقرا إلى وجود النشويات بين تلك المركبة التي تشمل مصادر الحبوب الكاملة الغذاء والبقوليات بأنواعها وبعض الخضراوات التي تحتوي على النشويات كالذرة والبطاطا وهي النشويات الصحية المفضلة والتي يجب التركيز عليها. هذا إضافة إلى النشويات البسيطة في الحليب والعسل والفاكهة وبعض أنواع الخضراوات. هذا من دون أن ننسى مصادر السكر في الأطعمة المصنعة والحلويات أيضاً والتي تصنف ضمن النشويات أيضاً.

ما هي أهمية الحصول على النشويات في الغذاء؟

تعتبر النشويات ركناً أساسياً في نظام غذاء صحي ومتوازن ومن الضروري الحرص على الحصول عليها، تماماً كما يجب الحرص على تناول البروتينات والدهون الصحية. وتضيف شقرا أن اهمية النشويات في أنها أيضاً مصدر أساسي للطاقة ويمكن الاعتماد عليها لتأمين الطاقة للجسم. فالنشويات التي يتم تناولها تتحول إلى غلوكوز كمصدر للطاقة لتأمين وظائف كافة الأعضاء في الجسم. هذا ما يؤكد على أهمية تناولها يومياً.

من جهة أخرى، تشكل النشويات المركبة التي تعتبر من الأغذية المثلى، مصدراً مهماً للألياف لتأمين الإحساس بالشبع ما يسمح بتجنب اللقمشة غير الصحية ويساعد على الحد من كميات الأطعمة الأخرى التي يمكن تناولها. إضافة إلى أهميته في تحسين وظائف الجهاز الهضمي وصحته.

هل يمكن وقف تناول النشويات بشكل تام لخفض الوزن؟

في حال التوقف بشكل تام عن تناول النشويات أو خفض معدلاتها في النظام الغذائي إلى حد كبير، لا يعود الغلوكوز كمصدر للطاقة متوافراً في الجسم، فيستخدم العضلات لتأمين الطاقة ما يسبب الأذى للعضلات ويؤدي إلى خفض معدل الكتلة العضلية في الجسم. كما قد تستخدم الدهون، وفي حال خفض معدل النشويات إلى أقصى حد واستخدام الدهون بنسبة كبرى يمكن أن يؤدي ذلك إلى تكوّن الكيتونات الحمضية التركيبة التي لا تعتبر صحية للجسم. قد يحصل ذلك مع من يمارسون الرياضة بمعدلات زائدة أو لدى أي شخص يمكن أن يخفض إلى حد كبير كميات النشويات في الغذاء.

بشكل عام، يؤدي خفض معدلات النشويات في الغذاء أو الإمتناع عن تناولها بهدف خفض الوزن الى أعراض عديدة كآلام الرأس والتعب وتراجع القدرة على التركيز لعدم توافر مصدر للطاقة والإمساك بسبب تراجع معدلات الألياف في الغذاء. كما يمكن أن يؤدي ذلك الى رائحة نفس كريهة وإلى نقص في الفيتامينات والمعادن، بما أن النشويات تعتبر من المصادر المهمة للفيتامينات في الجسم وهي من المجموعات الغذائية الأساسية التي لا يمكن الامتناع عن تناولها.

ما هي الشروط المطلوبة لخفض الوزن مع الاستمرار بتناول النشويات؟

لا تنصح شقرا بالامتناع عن تناول النشويات ضمن حمية، ولو في حال الرغبة بخفض الوزن. قد تصف خالية من النشويات وتحتوي على البروتينات أحياناً لأسبوع أو اثنين فقط في الحالات التي يصبح الوزن فيها ثابتاً ولا يعود قابلاً للانخفاض أكثر. لكن هذا النوع من الحميات غير محبذ ولا يعتمد إلا لفترة محدودة وفي حالات نادرة لأن النشويات ضرورية للجسم وكمصدر للطاقة. في المقابل، من الأفضل الاعتماد على نظام غذائي متوازن يحتوي على نسبة 50 في المئة من النشويات. لكن من الشروط المطلوبة:

– تحسين اختيارات النشويات وتجنب تلك المصنعة والغنية بالسكر، بل التركيز على المصادر الطبيعية للسكر كالفاكهة بأنواعها من توت وتفاح وإجاص وكيوي وموز وليمون وبرتقال وبطيخ.

– التركيز على النشويات المركبة كالحبوب الكاملة الغذاء والشوفان والرز الكامل والكينوا والخبز الكامل الغذاء.

– يمكن تناول البطاطا الحلوة والبازيلاء والجزر والذرة كمصادر للنشويات.

– الامتناع عن تناول مصادر النشويات من الأطعمة المصنعة الغنية بالسكر المضاف الذي لا يعتبر ضرورياً للجسم.

– يمكن تناول البقوليات كمصادر للبروتينات والنشويات في الوقت نفسه.

– يمكن تناول الحليب ومشتقاته كمصدر للدهون الصحية والنشويات.

في مثل هذه الحالات، يمكن تأمين حاجة الجسم من النشويات والطاقة فيما يمكن خفض الوزن في الوقت نفسه. ويبقى الاعتدال ضرورياً كقاعدة أساسية يجب الاعتماد عليها.

ما هي الحالات التي يمكن اتباع حمية البروتينات الخالية من النشويات فيها لخفض الوزن؟

قد يكون من الممكن اتباع حمية البروتينات لكن لفترة قصيرة ومحدودة، خصوصاً أنه من الصعب الالتزام بهذا النوع من الحميات الصارمة لفترة طويلة. أما عند وقفها، فيكون من السهل استعادة الوزن سريعاً وبمعدلات كبرى لدى تناول النشويات من جديد. وبالتالي من غير المحبذ إلغاء مجموعة غذائية بشكل تام، ولو ساعد ذلك في خفض الوزن سريعاً، ففي كل الحالات سرعان ما تعود الكيلوغرامات الزائدة لتتكدس بسهولة وتزيد صعوبة التخلص من جديد عندها. لذلك من الأفضل الأكل باعتدال وبشكل متوازن ومن دون إلغاء مجموعات غذائية وأطعمة صحية يحتاجها الجسم. بهذه الطريقة يمكن خفض الوزن بفاعلية وللمدى البعيد.

التعليقات معطلة.