منوعات

ما شروط العناية بأسنان أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟

تعبيرية

إذا كانت العناية بالأسنان والحفاظ على صحتها ونظافتها أولوية للكبار والصغار، يعتبر ذلك أكثر أهمية بعد لمن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاعتبارهم قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الأسنان وللمضاعفات التي يمكن أن تنتج منها لأسباب عديدة. تشدد طبيبة الأسنان المتخصصة للأطفال الدكتورة نهلا بدر على أنه تتطلب العناية بأسنان ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً خاصاً ومقاربة مختلفة من قبل أطباء الأسنان المتخصصين، فيما تعتبر وعي الأهل وحرصهم على صحة أطفالهم في غاية الأهمية في هذه الحالة.

هل يعتبر ذوو الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة لمشكلات الأسنان فعلاً؟

بالدرجة الأولى تقسّم بدر ذوي الاحتياجات الخاصة وفق فئات معينة، يتم التعامل معها في العناية بالأسنان وفق ما تقتضيه كل حالة:

1-من يعانون مشكلات خلقية كمشكلات القلب أو التثلث الصبغي

2-من يعانون مشكلات سلوكية وإدراكية كالتأخر العقلي والتوحد

3-من يعانون مشكلات مرتبطة بالولادة كمشكلات الدماغ والشلل الدماغي والصرع أيضاً

هذا، وتشير إلى أن طبيب الأسنان المتخصص للأطفال يهتم بالعناية بأسنان ذوي الاحتياجات الخاصة من أطفال وراشدين، فيعمل على التنسيق مع الأطباء المعنيين بالحالة.

ويعتبر ذوو الاحتياجات الخاصة فعلاً أكثر عرضة لمشكلات الأسنان على حد قولها، لأسباب عديدة ومتنوعة:

-أدوية يتناولونها كل لحالته مثل أدوية الصرع وغيرها من الأدوية التي يمكن أن تزيد من إنتاج الجير ومن مشكلات اللثة.

-إهمال الأسنان وتراجع الاهتمام بنظافتها، خصوصاً أن ثمة حالات لا يعرف فيها الشخص المعني المضمضة مثلاً أو أنه لا يحتمل استخدام معجون الأسنان، خصوصاً في حالات التوحد والشلل العقلي.

-هناك حالات يفتح فيها الشخص فمه بشكل متواصل، ما يؤدي إلى تراجع معدلات اللعاب وزيادة احتمال تسوس الأسنان.

هل تختلف المقاربة العلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة؟

غالباً ما يكون العلاج لأسنان ذوي الاحتياجات الخاصة عدوانياً، ما يؤكد أهمية الوقاية أساساً. ففي حال تسوس السن وحصول التهاب في العصب، لا يمكن المماطلة واللجوء إلى حلول أخرى كما بالنسبة لأي شخص آخر. ففي مثل هذه الحالة يكون الحل في قطع العصب مباشرة. تشدد بدر على أهمية الوقاية لتجنب أي مشكلة قبل حصولها تجنباً لبلوغ مرحلة اقتلاع الأسنان في حال الإهمال. وهنا يأتي دور الأهل في العمل على الوقاية للحد من هذه المعاناة عبر الحرص على نظافة الأسنان وصحتها، خصوصاً أن تسوس الأسنان يعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً ومن الممكن أن يؤدي إلى التهابات. والهدف الأساسي بالنسبة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، من الناحية الطبية، هو تجنب الالتهابات  التي يمكن أن تنعكس على مشكلات صحية أخرى يمكن أن يعانوها. وتنطبق هذه المقاربة العلاجية على مرضى السرطان أيضاً للحد من الخطر.

هذا، مع الإشارة إلى أن ثمة لا يعرف فيها كيفية تحديد الألم، ما يؤدي إلى تأخير في تشخيص المشكلة.

أما في ما يتعلق بطريقة التعاطي مع ذوي الاحتياجات الخاصة في العيادة، فقد يكون التعامل مع بعض الحالات أكثر صعوبة بحسب بدر. في كثير من الحالات يمكن اللجوء إلى الـLaughing gaz، كما بالنسبة إلى من يعانون التوحد.

كما أن ثمة حالات يمكن اللجوء فيها إلى التخدير العام، بما يسمح بالعناية بكل الأسنان في جلسة واحدة. أما بالنسبة للذين لا يمكن اللجوء إلى التخدير لهم، فعندها يكون الحل في جلسات قصيرة جداً متعددة. مع ضرورة أخذ حالات الصرع أيضاً بعين الاعتبار، لاعتبار أنه من الممكن أن يكون المريض عرضة للتوتر ولنوبة صرع بسببه في حال عدم التعاطي معه بالشكل المطلوب في الجلسة. كما أن ثمة مواد لا يمكن أن تعطى له في التخدير.

ما النصائح التي يمكن أن يتقيد بها الأهل حفاظاً على صحة ونظافة أسنان أطفالهم الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

من الضروري الحرص على البدء بالعناية بأسنان ذوي الاحتياجات الخاصة من مرحلة مبكرة تماماً كما بالنسبة لأي طفل. فيجب زيارة طبيب الأسنان من عمر السنة والالتزام بالزيارة الروتينية كل 6 أشهر. على هذا الأساس يمكن الالتزام بتوجيهاته حفاظاً على صحة الأسنان.

وتوضح بدر أن بعض هؤلاء الأطفال غير قادرين على استخدام معجون الأسنان، فيكفي عندها تنظيف الأسنان بالماء.

ومن النصائح الأساسية التي لا بد من التقيد بها هو تجنب قدر الإمكان الأطعمة الغنية بالسكر، بما أن ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة لمشكلات الأسنان. ومن ضمن هذه الأطعمة الحلويات والسكاكر والمناقيش والتشيبس.