السودان ينافس رغم أزماته بـ “وداعاً جوليا” والأردن يشارك للمرة الأولى
يشارك المغرب بفيلم “كذب أبيض” في مهرجان كان (إدارة المهرجان)
تتجه أنظار عشاق وصناع السينما حالياً إلى مهرجان “كان” الذي انطلقت دورته الـ 76، وتستمر خلال الفترة ما بين الـ 16 و الـ 27 من مايو (أيار) الجاري.
تونس “بنات ألفة”
وعربياً يشارك عدد من الأفلام ببعض مسابقات المهرجان، إذ تدخل تونس المسابقة بفيلم النجمة هند صبري والمخرجة كوثر بن هنية “بنات ألفة”.
ويحكي العمل الذي يدور عن أحداث حقيقية وبطريقة سينمائية تجمع بين الوثائقي والدراما عن “ألفة” سيدة أربعينية بسيطة لديها أربع بنات، ويسلط الضوء على الفترة بين عامي 2010 و 2020 بما تحمله من صراعات سياسية واجتماعية ودينية، وتتصاعد الأزمة بسقوط الفتيات الأربع في مستنقع الإرهاب والتطرف وهربهن إلى ليبيا حيث انضممن إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وانتهى بهن المطاف في السجن، وتعتبر مشاركة تونس في مهرجان كان الأولى منذ 53 عاماً.
وكتبت بطلة الفيلم هند صبري على “تويتر”، “فخورة وسعيدة باختيار الفيلم التونسي الذي أشارك فيه في المسابقة الرسمية لمهرجان ’كان‘ أهم مسابقة في العالم”، مشيرة إلى أن “الاختيار” مهم في تاريخ السينما العربية.
ومشاركة هند في مهرجان “كان” هي الثانية خلال مشوارها الفني، إذ شاركت عام 1994 بفيلم “صمت القصور” للمخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي، وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية عن قسم نظرة.
أما المخرجة كوثر بن هنية فهذه أول مرة تنافس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” بعدما حققت إنجازاً سابقاً للسينما التونسية بالوصول إلى القائمة النهائية لترشيحات جائزة “أوسكار” أفضل فيلم دولي بفيلم “الرجل الذي باع ظهره” عام 2021.
وكتبت بن هنية تغريدة قالت فيها “يا لها من فرحة ويا له من فخر، فيلمي الوثائقي ’بنات ألفة‘ في المسابقة الرسمية لمهرجان ’كان‘ ورؤية اسمي بين كل هؤلاء المخرجين تجعلني أستوعب عظمة ما أعيشه”.
“عيسى” من مصر
وتشارك مصر بالفيلم القصير “عيسى” الذي تدور أحداثه حول المهاجر الأفريقي عيسى (17 سنة)، ويحاول أن يسابق الوقت بعد حادثة عنيفة لإنقاذ أحبائه ليلتقي بفتاة سودانية تعمل في الرعاية الصحية بمصر.
ويتتبع الفيلم رحلتها في عملها وتحركها من بيت إلى بيت لتقديم المساعدة للمرضى.
الفيلم بطولة كيني مارسيلينو وكنزي محمد وسيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف ومن إخراج مراد مصطفى.
وقال مخرج العمل مراد مصطفى “أنا ابن منطقة شعبية تعتبر أكبر تجمع للأفارقة في مصر، ودفعني لتقديم الفيلم شعوري بالحاجة إلى أن نروي الحكايات التي تدور في مصر من وجهة نظر غير مصريين، وهذا ما يعتمد عليه الفيلم، إذ إن البطلين الأساسيين غير مصريين ومهاجرين”.
وفي مسابقة مدارس السينما “لسينيف” تشارك مصر أيضاً بفيلم “الترعة” للمخرج جاد شاهين.
“كذب أبيض” من المغرب
ويشارك المغرب بفيلم “كذب أبيض” في مسابقة “نظرة ما” من إخراج أسماء المدير، والفيلم تروي مخرجته حكايتها الشخصية عندما ذهبت إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما في الانتقال إلى منزل آخر، وتبدأ في فرز كل أغراض طفولتها لتكتشف أسراراً كثيرة.
اقرأ المزيد
- “إن شاء الله ولد” أول فيلم أردني يخوض “كان” بجرأة
- جوني ديب يفتتح مهرجان كان بـ”جان دو باري”
- انتعاش المهرجانات الفنية في جنوب الجزائر بين تنمية ثقافية وتهدئة سياسية
ويمثل المغرب أيضاً في هذه الدورة فيلم “الثلث الخالي” لفوزي بنسعيدي في قسم “نصف شهر المخرجين”، وفي مسابقة مدارس السينما “لسينيف” يشارك الفيلم الأمازيغي القصير “أيور” (القمر) للمخرجة زينب واكريم.
أما الجزائر فتشارك بفيلم “عمر الفراولة” في قسم عروض منتصف الليل للمخرج إلياس بلقدار، ويتناول قصة محتال هارب في شوارع الجزائر وما يواجه من مواقف غير متوقعة.
وينافس المخرج الجزائري – البرازيلي كريم عينوز في مهرجان “كان” السينمائي بفيلم “فايربراند” ضمن المسابقة الرسمية، ويتنافس على السعفة الذهبية للمهرجان.
وتدور أحداث الفيلم في القرن الـ 16 حول كاثرين الزوجة الأخيرة للملك هنري الثامن قبل وفاته التي يقال إنها كانت متفوقة عليه على رغم وجود الأخطار في كامل أركان البلاط الملكي.
“إن شاء الله ولد”
“إن شاء الله ولد” هو اسم الفيلم الذي تشارك به الأردن بقسم أسبوع النقاد، وتدور أحداث الفيلم حول “نوال” التي تتعرض للمعاناة الشديدة بسبب خطر ﻓﻘدان منزلها وحصول عائلة زوجها الراحل عليه بحسب قانون الميراث المتعارف عليه في الأردن، ويتعرض الفيلم لمشكلات ونتائج بعض القوانين، بخاصة ما يتعلق بالميراث في حال إن لم يكن للمرأة من زوجها طفل ذكر يرث بعد وفاة أبيه.
“وداعاً جوليا”
وعلى رغم المشكلات السياسية التي يتعرض لها السودان إلا أنه يواصل تألقه السينمائي في المهرجانات العالمية، إذ يشارك في مهرجان “كان” بمسابقة “نظرة ما” بفيلم “وداعاً جوليا”، ليكون أول فيلم سوداني يشارك في تاريخ المهرجان، وهو فيلم روائي يسرد قصة امرأتين تمثلان العلاقات المعقدة والاختلافات بين مجتمعات شمال وجنوب السودان، وتدور أحداث القصة في الخرطوم خلال السنوات الأخيرة قبل تقسيمه.
وشارك في بطولة “وداعاً جوليا” الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل نزار جمعة وقير دويني.
وعبّر مخرج الفيلم ومؤلفه محمد كردفاني عن سعادته بمشاركة الفيلم في “كان”، وقال في بيان، “أعتبر ’وداعاً جوليا‘ دعوة للتصالح، كما أنه يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال الجنوب”.
ويشار إلى أن الفيلم إنتاج مشترك بين دول عدة منها مصر والسودان، ومن منتجيه الأساسيين المخرج السوداني أمجد أبو العلا الفائز بجائزة “أسد المستقبل” في مهرجان البندقية عام 2019 عن فيلمه “ستموت في العشرين” الذي كان عرضه الشرق الأوسطي والشمال الأفريقي الأول في الجونة، قبل أن يفوز بجائزة النجمة الذهبية في ختام الدورة الثالثة.
أما السينما السعودية فشاركت هذا العام بالمهرجان في الإنتاج المشترك فقط مع فرنسا، إذ أسهمت في إنتاج فيلم الافتتاح “جان دو باري” للمخرجة الفرنسية مايون وبطولة جوني ديب.
اتجاه صحيح
وحول المشاركة العربية بمهرجان “كان” قال الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ “اندبندنت عربية” إن “وصول هذا العدد من الأفلام للمشاركة بمسابقات المهرجان المختلفة أمر مشرف، ويعني أن السينما العربية تسير في الاتجاه الصحيح وتصحح المسار، فخلال سنوات عدة لم تكن هناك أعمال تليق بمهرجان ’كان‘ ولا أي مهرجان عالمي”.
وأشار الشناوي إلى أن السينما السودانية على رغم ما تعانيه البلاد من مشكلات وأزمات على المستوى السياسي تنطلق بقوة في السينما وإنتاج الأفلام ذات المواضيع الجيدة.
وأضاف، “تعتبر مشاركة السودان في مهرجان (كان) أمراً رائعاً، بخاصة أنها حققت نجاحات مميزة في مهرجانات أخرى على المستوى العالمي”.