الثقافة والحياة
احتفت الصحف الموالية للنظام في إيران، اليوم الخميس 8 يونيو (حزيران)، بالانخفاض اليسير الذي حصل في أسعار الدولار والذهب في اليومين الأخيرين، معتبرة ذلك من ثمرات الاتفاقيات والتفاهمات الحاصلة بين إيران والدول الغربية والعربية على رأسها المملكة العربية السعودية.
الصحف الإصلاحية لا تنفي هذا التأثير الإيجابي على هذه التحركات الدبلوماسية، وأشارت صحيفة “اعتماد” إلى ذلك وعنونت بالقول: “التعاطي الإيجابي للدولار مع أخبار الانفراجات”، مشيرة إلى التطور الذي حدث في العلاقات بين إيران والدول العربية وكذلك الدول الأوروبية، والحديث عن التفاوض بين طهران وواشنطن حول ملف إيران النووي.
لكن هذه الصحف لا تزال مترددة حيال هذا التفاؤل، ونقلت صحيفة “اعتماد” عن محمد صدر، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، قوله إن حل مشكلات إيران الاقتصادية لا يتأتى إلا من خلال إصلاح سياسات إيران الخارجية وحل ملف الاتفاق النووي.
صحيفة “ابتكار” أيضا كتبت في تقرير لها بعنوان: “إيران أمام مفترق طرق للوصول إلى اتفاق”، إن حالة من فقدان الثقة تسود الأجواء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وإن مسيرة إحياء الاتفاق النووي تمر بمنعرجات كثيرة ومعقدة.
من القضايا الأخرى التي تناولتها صحف إيران اليوم هو التصريحات المهمة التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول كواليس القرارات والسياسات التي سارت عليها الدبلوماسية الإيرانية خلال عهد روحاني.
وقال ظريف في مقابلة عبر تطبيق “كلوب هاوس” إن تحركاته بشكل عام كانت مقيدة من قبل القيادة في طهران، حيث مُنع من مقابلة مع الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، بعد أن قدم هذا الأخير دعوة للقائه رفضها المسؤولون في طهران، وهو لقاء كان من الممكن أن يؤدي إلى حل مشكلة إيران النووية، وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية لولا تعنت صناع القرار في طهران.
صحيفة “مردم سالاري” لفتت إلى هذه التصريحات، وأشارت كذلك إلى كلام وزير خارجية إيران السابق حول روسيا، وكيف أنها كانت تحاول دائما وضع العراقيل أمام طهران، وإضعاف موقفها أمام الدول الغربية لتكون أكثر تبعية للقرار الروسي.
اقتصاديا أشارت صحيفة “كار وكاركر” إلى أزمة أسعار السكن في العاصمة طهران، مؤكدة أنها باتت تشكل الهاجس الأكبر للمواطنين دون وجود أي بوادر لحل الأزمة، بل بالعكس كل المؤشرات توحي بأن المستقبل سيكون أكثر سوءا وتحديا للمواطنين في طهران.
الصحيفة قالت كذلك إن أسعار السكن خلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت بنسبة 950 في المائة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
“اعتماد”: عودة إيران إلى السعودية
في مقالها الذي عنونته بـ”العودة إلى الرياض” تطرقت صحيفة “اعتماد” إلى إعلان إيران إعادة فتح سفارتها في العاصمة السعودية الرياض، وكتبت أن هذه الخطوة تأتي في وقت لا تزال المملكة العربية السعودية لم تعلن بعد عن هوية سفيرها لطهران.
ورأت الصحيفة أن عدم إعلان المملكة العربية السعودية حتى الآن عن سفيرها قد يكون مشابها للحالة البريطانية سابقا، وأن المملكة قد تكون هي الأخرى طالبت إيران بدفع تعويضات قبل إعادة فتح سفارتها، كما فعلت بريطانيا سباقا والتي اشترطت على طهران دفع 27 مليار تومان كتعويضات على الأضرار التي نجمت على الاعتداء على السفارة البريطانية.
كما لفتت الصحيفة إلى موقف الولايات المتحدة الأميركية من قرار طهران إعادة فتح سفارتها حيث رحبت بالخطوة، وقالت إنه ما دام إعادة افتتاح سفارة إيران قد يساعد على تحسين السلوك الإيراني وخفض التوتر في المنطقة فإن هذه الخطوة تكون إيجابية وفي الاتجاه الصحيح.
“جوان”: تأزم الوضع الاقتصادي يدفع الأطباء إلى العمل في مهن ثانية
أقرت صحيفة “جوان”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بتأزم الوضع الاقتصادي في إيران مما دفع الكثير من الأطباء إلى امتهان مهن أخرى غير الطب لتسديد حاجاتهم المعيشية.
وكتبت الصحيفة في مستهل تقريرها حول الموضوع: “العمل كسائقي أجرة، وحلاقين وسماسرة في سوق العملات الأجنبية هي المهن الجديدة التي لجأ إليها الأطباء في إيران، حسبما أعلن عنه رئيس جمعية الأطباء الإيرانيين”.
لكن الصحيفة هاجمت هؤلاء الأطباء واتهمتهم بأنهم يتظلمون ويفترون عند حديثهم عن الوضع المعيشي والتكاليف الاقتصادية المرهقة، وقالت إن في كثير من الحالات نشهد تهربا ضريبيا من هؤلاء الأطباء.
ونقلت جوان كلام رئيس جمعية الأطباء في إيران، إيرج خسرونيا، الذي قال إن “تكاليف إدارة عيادة طبية تكلف شهريا من 50 إلى 60 مليون تومان، وهو ما دفع الأطباء إلى بدء مهنة جديدة بجانب مهنة الطب لتوفير أساسيات الحياة، لأن الأطباء يواجهون مشكلات مالية صعبة، وإن رواتبهم لا تكفي لتوفير حاجاتهم المعيشية”.
“جمهوري إسلامي”: دعوة للأصوليين إلى مناظرة ظريف عبر برنامج تلفزيوني
صحيفة “جمهوري إسلامي” علقت على الهجمة الشرسة التي يشنها التيار الأصولي هذه الأيام على وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، بعد حديثه عن كواليس الاتفاق النووي، ودعت الصحيفة هؤلاء الأصوليين إلى قبول مناظرة تلفزيونية مع ظريف لمعرفة الكاذب من الصادق، وكيف أن كذب بعض هؤلاء الأطراف حمل البلاد الكثير من الخسائر والأضرار.
وكتبت الصحيفة: “ليجلس ظريف وبجانبه علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة النووية في عهد حسن روحاني، وليقابلهما من يريد من رجالات التيار الأصولي الذين يزعمون أنهم أهل ميدان وعمل لنعرف الحقيقة، وينكشف الصدق من الافتراء، لا أن يكتفوا بالمنابر التي تعبر عن صوت واحد ورواية مبتورة”.