يمكن للبراكين الخارقة تغيير المناخ الأرضي تغييرا جذريا في حال ثورانها، ما سيؤثر بدوره على الحيوانات والبشر، وقد يؤدي إلى انقراضها.
وجاء في مقال نشرته مجلة “Earth and Planetary Science Letters” العلمية أن الباحث جونتان روجيه في جامعة بريستول البريطانية أعلن أن زملاءه “نشروا عام 2004 تقييما يفيد بأن ثوران البراكين الخارقة يحدث كل 45-700 ألف عام. أما حساباتنا فتدل على أن ذلك يحدث مرة كل 17 ألف عام”.
وحاول روجيه وزملاؤه حساب عدد ثوران البراكين الخارقة استنادا إلى مبدأ رياضي بسيط، يفيد بأن تعدد ثوران البركان يتوقف على قوته (كلما تقل القوة كلما تكثر حالات ثوران البركان)، وقاموا بمعالجة المعلومات الخاصة بثوران آلاف البراكين. وذلك في إطار مشروع “LaMEVE”.
واتضح أن البراكين الخارقة تنفجر بعد كل 5-49 ألف عام، أي بالمتوسط بعد كل 17 ألف عام.
ويعني ذلك أن بركانا خارقا ما يمكن أن ينفجر في أي لحظة لأن جوف الأرض لا يعمل وفقا لجدول زمني ما. إلا أن البشرية قد تدمر نفسها قبل انفجار بركان خارق.
وتعد براكين الأرض من أهم العوامل الضابطة للمناخ في كوكبنا. وبوسعها رفع درجة الحرارة على سطحه عن طريق قذف كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الاحتباس الحراري، أو تخفيضها عن طريق ملء الغلاف الجوي للأرض بجسيمات من الرماد وقطرات تعكس أشعة الشمس وحرارتها.
وواجهت البشرية على مدى تاريخها بضع كوارث من هذا النوع. ومنها ثوران بركان “توبا” الخارق الذي حدث منذ 70 ألف عام، وأدى إلى حلول ما يسمى بـ”الشتاء البركاني” الذي دام عدة أعوام، وتسبب في الاختفاء التام، تقريبا، للبشر من وجه الأرض.
وحدثت ظواهر مماثلة منذ 240 ألف عام في نيوزيلندا ومنذ 760 ألف عام في كالفورنيا.