بواسطة حمدي مالك, مايكل نايتس
- English
عن المؤلفين
حمدي مالك الدكتور حمدي مالك هو زميل مشارك في “معهد واشنطن” ومتخصص في الميليشيات الشيعية. وهو المؤسس المشارك لمنصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. وقد شارك في تأليف دراسة المعهد لعام 2020 “التكريم من دون الاحتواء: مستقبل «الحشد الشعبي» في العراق”. ويتكلم العربية والفارسية.
مايكل نايتس مايكل نايتس هو زميل في برنامج الزمالة “ليفر” في معهد واشنطن ومقره في بوسطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج.تحليل موجز
Part of a series: Militia Spotlight
or see Part 1: How to Use Militia Spotlight
جهودٌ لإنشاء جماعات جديدة في المقاومة المناهضة للولايات المتحدة على الأراضي العراقية، في ظل محاولة الميليشيات السياسية النأي بنفسها عن الهجمات الحركية ضد الولايات المتحدة.
في الأسابيع الأخيرة، وجّهت الجماعة الواجهة، أصحاب الكهف، والقنوات التابعة لها على تلغرام تهديدات عدة ضد الوجود الأمريكي في العراق، بما في ذلك ضد تحركات طائرات الهليكوبتر، وأشارت إلى هجمات بالقنابل المزروعة على جانب الطريق. وتحدثت هذه الجهات عن بداية حقبة جديدة من المقاومة سيتم فيها “طرد المحتلين” من العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعة “أصحاب الكهف” قد روجت على ما يبدو ثلاث مجموعات واجهة جديدة بهدوء في خلال الأسابيع الأخيرة، في إطار نشاط إلكتروني مكثّف جدًا على شبكة الإنترنت. وفي حين أن الواجهات الثلاث الجديدة، “كتائب الصابرين” و”كتائب كربلاء” و”كتائب سيف الله”، لم تتبنَّ أي هجمات حتى الآن ولا تملك تخصصًا واضحًا (مثل التركيز الجغرافي أو أسلوب هجوم معين مثل العمليات المضادة للطائرات)، إلا أن القاسم المشترك بين الجماعات الثلاث هو انتقادها لفشل محمد شياع السوداني في تحديد جدول زمني للانسحاب العسكري الأمريكي.
“كتائب الصابرين”
في 2 حزيران/يونيو 2023، أعلنت “كتائب الصابرين” وجودها من خلال بيان تهديدي جاء فيه:
“نعلن إننا “كتائب الصابرين” عن بدء عملياتنا العسكرية ضد أي تواجد لقوات الاحتلال الأمريكي في عراقنا الحبيب والمنطقة بالكامل، بعدما تخاذلت الحكومة العراقية الحالية بجدولة انسحاب جيش الاحتلال الأمريكي من أرض عراقنا الأبي، وتهاونت كثيرًا مع الاحتلال وأصبحت في بعض الاتفاقيات عميلة له… إذ نؤكد إننا في المقاومة الإسلامية من الآن فصاعدًا لن نوقف عملياتنا أبدًا ولن تحميهم عن صولاتنا وعملياتنا لا قواعدهم ولا حصونهم ولا سياسيهم…”
“كتائب كربلاء”
في اليوم التالي، أعلنت “كتائب كربلاء” عن تشكيلها ببيان مماثل.
“في إطار التصدي والدفاع عن سيادة بلدنا الحبيب تعلن كتائب كربلاء عن جهوزيتها التامة لمواجهة الوجود الأميركي… خصوصًا بعدما تقاعست الحكومة الحالية حيث صدر بعض التصريحات والتي تُعتبر خذلانًا لشعبنا وإضرارًا بقضيتنا” (الشكل 2).
ويبدو أن البيان يشير إلى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أكثر من مقابلة أجريت معه في كانون الثاني/يناير 2023 وبدا فيها أنه يؤيد “وجود القوات الأمريكية لأجل غير مسمى”. وفي غضون ذلك، كانت المقاومة في العراق تتحدث عن هدنة تسمح لرئيس الوزراء السوداني بالتفاوض مع الولايات المتحدة على جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
“كتائب سيف الله“
في 5 حزيران/يونيو، أُنشئت جماعة واجهة أخرى تدعى “كتائب سيف الله”، وأصدرت هي أيضًا بيانًا مماثلًا استهلّته بانتقاد حكومة السوداني:
“في الوقت الذي تهاونت فيه الحكومة الحالية وتخاذلت عن تنفيذ قرار البرلمان بجدولة انسحاب القوات الأمريكية المحتلة من أرض العراق الطاهرة… نعلن استعدادنا التام وجهوزيتنا الكاملة لمقاومة العدو الأول لمذهب أمير المؤمنين (الامام على عليه السلام) بكل ما لدينا من إمكانات وقوة… فإننا نؤكد على بدء عملياتنا العسكرية ضد الوجود الأمريكي في كل شبر من العراق… كل من تعاون معهم سيكون في مرمى نيراننا… (الشكل 3).
تفسير رسائل “كتائب حزب الله”
على نحو غامض، أعلنت أيضًا “كتائب حزب الله” على نطاق واسع عن جماعة واجهة رابعة على الإنترنت (لم تُسمَّ بعد) قد تكشف بحسب التوقعات عن مفاجأة من شأنها “طرد المحتلين” (الشكل 4).
ما السبب وراء التصعيد في خطاب “كتائب حزب الله” ضد الوجود الأمريكي في العراق، وبالفعل ضد المساعي الدبلوماسية النشطة التي يبذلها السفير الأمريكي في بغداد؟ يبدو أن طفرة التهديدات تعود إلى تاريخ خطاب زعيم “حركة حزب الله النجباء”، أكرم الكعبي، في “يوم القدس” في 14 نيسان/أبريل.
ومنذ ذلك الحين، فصلت “كتائب حزب الله” موقف الفصائل المسلحة عن “الإطار التنسيقي”، إذ يبدو أن القادة أمثال هادي العامري، وقيس الخزعلي المصنّف على قائمة الإرهاب الأمريكية، وحتى حسين مؤنس من “كتائب حزب الله”، يمهِلون السوداني وقتًا أطول للحد من الوجود الأمريكي في نهاية المطاف. كما أن أبرز وسائل الإعلام التابعة للمقاومة (الميليشيا المدعومة من إيران) مثل “صابرين نيوز”، التي كانت تدعم بقوة جماعات الواجهة الجديدة، لم تقدم أي دعم يذكر للكتائب الثلاثة الجديدة المذكورة. وقد يعني ذلك تجزؤًا حقيقيًا للمقاومة، أو قد يكون جهدًا مخادعًا لتصوير الجماعات مثل “عصائب أهل الحق” و”حركة حقوق” على أنها جهات غير عنيفة، وهذا غير صحيح.