كيف يمكن لمريض السّكري تجنّب بتر الأطراف؟

1

تعبيرية

السكري مرض مزمن يتطلّب من المريض التأقلم معه والإلتزام بمتطلباته تجنّباً للمضاعفات التي يمكن التعرّض لها. فتضرّر الشرايين وبلوغ مرحلة بتر الأطراف ليسا نتيجة حتمية للسكري، كما يعتقد البعض، وفق ما تؤكّده رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري الدكتورة باولا عطالله. فبالإلتزام والمتابعة يمكن التعايش مع المرض، وإدارته بشكل افضل يمكن تجنّب مضاعفاته.

لماذا يمكن أن يُصاب مريض السكري بمشكلات في الشرايين؟

يمكن أن تنتج من السكري مضاعفات مع مرور السنوات، تؤدي في بعض الحالات إلى الحاجة لبتر الأطراف. والسبب لا يكون دائماً بسبب الإهمال في مرحلة الإصابة بالمرض بعد تشخيصه، بحسب عطالله. فغالباً ما يُشخّص المرض، وتحديداً السكري من النوع الثاني، بعد سنوات من الإصابة به. فلا يكتشف المريض أنّه مصاب بالسكري، فيما يحصل الضرر في الشرايين خلال هذه الفترة. علماً أنّه من المفترض ألّا يتخطّى السكري الـ 100 على الريق. أما إذا تخطّى المخزون 5,7 في المئة، فهذا يعني أنّ مستواه مرتفع. فالارتفاع المزمن للسكري خلال سنوات هو ما يسبّب تضرّر الأوعية الدموية، سواء كان المرض قد تشخّص أو لا، لأنّه يؤدي إلى أكسدة الشرايين، فتسبّب تضرّر الأعصاب وصولاً إلى انسداد الشرايين الكبرى والجلطات وأمراض القلب وغيرها من المشكلات. كما يؤثر ذلك على الشرايين الصغرى، ما قد يؤدي إلى تضرّر الكلى والعينين، والتعرّض إلى مشكلات فيهما كالقصور في الكلى وفقدان البصر. انطلاقاً من ذلك، يمكن أن تؤدي هذه المضاعفات والأضرار إلى البتر، عند تضرّر الشرايين والأعصاب بشكل كبير. وبالتالي يُعتبر التأخير في التشخيص مشكلة كبرى، إضافة إلى الإهمال على إثر تشخيص المرض طوال سنوات.

كيف يمكن لمريض السكري الوقاية من مشكلات الشرايين والمضاعفات التي يمكن أن تؤدي إلى بتر الأطراف؟

مع تضرّر الشرايين والأعصاب يمكن أن يصل المريض إلى مرحلة لا يشعر فيها بأطرافه، وهذا وما يمكن أن يشكّل خطراً عليها، وفق ما توضحه عطالله. ففي مثل هذه الحالات يمكن أن يتعرّض لإصابات والتهابات وجروح لا تلتئم، فيكون أكثر عرضة لمواجهة مشكلة البتر. لذلك ثمة إجراءات يمكن أن يتخذها، فتساعده في تجنّب مثل هذه المشكلات:

-يجب ألاّ يتعرّض المريض للحرارة الزائدة والسخونة في الأطراف، لأنّه عندها يمكن الاّ يشعر بالحرارة الزائدة ويعرّض نفسه لحروق.

-يجب ألّا ينتعل أحذية ضيّقة، بل يجب ان تكون مريحة دائماً له.

-يجب ألّا ينتعل حذاءً جديداً للمرّة الأولى لوقت طويل بشكل قد يعرّضه لجروح في القدمين.

-يجب أن يعتمد جوارب قطنية دائماً، وأن يتجنّب الرطوبة في القدمين، لأنّها تعرّضه للفطريات بسبب التعرّق، وإلى التهابات قد تتطور مع الوقت بسبب إصابته بالسكري، خصوصاً أنّ الجروح لا تلتئم بسهولة لديه بسبب المرض.

-يجب ألاّ ينتعل إلّا الأحذية الرياضية للمشي ولممارسة الرياضة.

-يجب الحرص إلى أقصى حدّ على العناية بالقدمين وتجنّب أي مشكلات فيهما.

ـ يجب ألاّ يمشي حافي القدمين أبداً.

-يجب استخدام الكريمات المرطبة للقدمين خصوصاً لأسفلهما.  

هل يمكن حماية الأطراف في حال اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية؟

ليست هذه الإجراءات وحدها ما تحمي الاطراف، بحسب عطالله، بل من الضروري الإلتزام بتناول الدواء بانتظام والتقيّد بالحمية المناسبة. ومن المهمّ أيضاً الامتناع عن التدخين، لأنّه يسبّب انسداد الشرايين لمريض السكري. كما يجب الحرص على ضبط مستويات ضغط الدم والشحوم الثلاثية والدهنيات عامةً. كما من الضروري التقيّد بالزيارات المنتظمة إلى الطبيب، وضبط مستويات السكري، ما يسمح بحماية الأطراف. لأنّ بلوغ مرحلة بتر الأطراف هو نتيجة الإهمال وارتفاع مخزون السكري بشكل متواصل، وهو ليس نتيجة حتمية للإصابة بالسكري.

التعليقات معطلة.