طرأت تطورات عديدة في السنوات الأخيرة في مجال التلقيح الاصطناعي لزيادة فرص الإنجاب، لكثيرين ممن يواجهون مشكلات معيّنة في الخصوبة، أو في القدرة على الإنجاب. ما توصلت إليه دراسة جديدة، هو أنّ ثمة توقيتاً هو الأنسب للجوء إلى التلقيح الاصطناعي لزيادة فرص الإنجاب، كما نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز”.
ما الذي يزيد فرص نجاح عملية التلقيح الاصطناعي؟
تلعب عوامل عديدة دوراً في زيادة فرص نجاح عملية التلقيح الاصطناعي، مثل عمر الزوجين ونمط الحياة. حتى أنّ الحظ يمكن أن يلعب دوراً في ذلك. لكن وفق ما توصلت إليه دراسة جديدة، فإنّ الموسم الذي يتمّ اللجوء فيه إلى التلقيح الاصطناعي يلعب دوراً أيضاً في زيادة فرص نجاح العملية.
ويبدو أنّ الموسم الذي تؤخذ فيه البويضات ويتمّ تخصيبها، له أثر في فرص نجاح العملية، حيث أنّ موسم الصيف هو التوقيت الأنسب لذلك، وتزيد فرص النجاح عندها، بالمقارنة مع الحالات التي تُجرى فيها في موسم الخريف، وإن كان الباحثون قد دعوا إلى تكرار التجارب مع مجموعات مختلفة في مناخات عدة.
تناولت الدراسة 3500 عملية تلقيح اصطناعي في أستراليا. ويتساءل الباحثون ما إذا كانت هناك عوامل فيزيولوجية قد تلعب دوراً من حيث اختلافها في ظروف مناخية متعدّدة، حتى أنّ التغييرات على مستوى الهرمونات التي تحصل في مختلف أوقات السنة، يمكن أن يكون لها أثر على نضج البويضات.
وكانت دراسات سابقة قد أُجريت في هذا المجال، ولم تتوصل إلى نتيجة، بسبب عنصرين أساسيين يجب أن يؤخذا في الاعتبار، هما التوقيت الذي يُجرى فيه التخصيب، وتوقيت العملية، وهما عنصران يصعب فصلهما.
في الدراسة تبيّن أنّ البويضات التي أُخذت في الخريف عاشت بنسب 26 في المئة، بالمقارنة مع نسبة 31 في المئة لتلك التي أُخذت في الصيف. لكن لم يتأكّد الباحثون من الأسباب التي أدّت إلى ذلك، وقد اعتبروا أنّ السبب قد يكون في ارتفاع معدلات الميلاتونين في الشتاء، فيما تنضج البويضات في الصيف. وعلى رغم ما توصلت إليه هذه الدراسة، لا ينصح الباحثون باللجوء إلى عمليات التلقيح الاصطناعي في موسم الصيف حصراً، بالاستناد إلى نتائج الدراسة.