بايدن يودّع سمعة أمريكا الأخلاقية بالسماح لإرسال ذخائر عنقودية محرمة لأوكرانيا تحت ذريعة أن أوكرانيا تحترق، وفق ديفيد سميث، أحد الصحفيين المرموقين في الغارديان.
أثار قرار بايدن بإرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا ازدراء التقدميين في الكونغرس واستياء الجماعات الحقوقية. حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل ذخائر عنقودية كجزء من حزمة مساعدات أمنية بقيمة 800 مليون دولار إلى أوكرانيا. وعبرت كييف عن امتنانها بأن الذخائر “سيكون لها تأثير نفسي وعاطفي غير عادي”. والذخائر العنقودية محرّمة لأنها عندما تنفجر تنشر العشرات من القنابل الصغيرة على مساحة واسعة مع عدد كبير منها يدفن تحت الأرض ولا ينفجر، مما يشكل خطرا قاتلا على المدنيين وخاصة الأطفال.
ويتذرّع بايدن بأنه اتخذ هذا القرار الصعب على حد قوله بعد أن ناقشه مع الحلفاء والأصدقاء في الكابيتول هيل لأن ذخيرة الأوكرانيين تنفذ. والغاية تبرر الوسيلة فأوكرانيا تحترق والحرب وصلت إلى وقت عصيب والمال في واشنطن لا ينبع، وصبر الناس له حدود. وهناك قطبة مخفية؛ فالانتخابات القادمة قد تضع ترامب أو دي سنانتيس في المكتب البيضاوي، وكلاهما فاتران بما يخص أوكرانيا.
ومن المؤيدين لقرار بايدن ليون بانيتا، وزير الدفاع السابق الذي قال: لا يوجد سلاح يستخدم في الحرب ولا يحمل مخاطر قتل الناس. أما جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي فأكد “حرص كييف على استخدام الذخائر العنقودية بحذر”.
والجدير بالذكر أنه سبق أن وقعت 123 دولة على اتفاقية أوسلو لعام 2008 التي تحظر إنتاج وتخزين وبيع الذخائر العنقودية. لكن الولايات المتحدة، من بين دول أخرى، لم توقع الاتفاقية واستخدمت الذخائر العنقودية في أفغانستان والعراق. ويبدو أنه تم تجاوز كل الخطوط المرسومة في قضية دعم أوكرانيا؛ فالأسلحة التي لم تكن مطروحة على الطاولة أصبحت تنتقل إلى ساحة المعركة، وفق فيليب كراولي، مساعد سابق في وزارة الخارجية. وهذا يؤكد أن بايدن سيمنح أوكرانيا كل أنواع الأسلحة في الترسانة التقليدية.
المصدر: The Guardian