اخبار سياسية منوعات

اتّجاهٌ جديد… ما هي ‘تكتكة‘ وسائل التواصل الاجتماعيّ؟

شعارا ثريدز وتويتر (أ ف ب)

هل لاحظتم تقلّص عرض أخبار أصدقائكم على وسائل التواصل الاجتماعيّ؟ هل لاحظتم أو قلّ اهتمامكم بنشر نشاطاتكم على تلك المواقع؟ لستم وحدكم. ما يحصل أنّ هذا جزء من اتّجاه جديد تساعد هذه الوسائط على صناعته. وقد يطال تأثير ذلك، في أحد جوانبه، أعمال البعض ومنهم الصحافيّون. إيلين مور في صحيفة “فايننشال تايمز” تشرح ما يحصل:

قضى مارك زوكربيرغ هذا الصيف وهو يشارك أفكاره حول مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي. بالنظر إلى أنه أطلق للتوّ التطبيق الأسرع نموّاً على الإطلاق، يصغي الناس إليه. “ثريدز”، شبكة “ميتا” الاجتماعية الجديدة، سجّلت 100 مليون اشتراك في الأيام الخمسة الأولى لها. ليس الأمر سيئاً بالنسبة إلى نسخة مخففة من “تويتر”. وفقاً لزوكربيرغ، تكمن الفكرة في إنشاء تطبيق محادثات عامة لمليار شخص. لكنّ هذا ليس بالضبط ما يعنيه زوكربيرغ.

مسرح

“ثريدز” هو مسرح أكثر من كونه ساحة عامّة في المدينة. لا يريدنا أن نكون جميعاً جزءاً من المحادثة، هو يريدنا من الجمهور. شبكات التواصل الاجتماعي ليست اجتماعية للغاية هذه الأيام. الخوارزميات تعني أنك ترى ما تريد التطبيقات أن تظهره لك. بعدما انضمت الكاتبة إلى “ثريدز”، رأت الكثير من العلامات التجارية والمشاهير. لم تستطع رؤية ما ينشره أصدقاؤها ولكن أمكنها الحديث عن أفكار نجمة الواقع بيثيني فرانكل حول فيلم “باربي” الجديد. ذات مرة، انضم الأشخاص إلى شبكات التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض. تم استبدال ذلك الآن بمحتوى ينشره غرباء.

نادراً ما تنشر الكاتبة اليوم أيّ شيء. بالنسبة للكثيرين، إن الهدف من تيك توك وإنستغرام ويوتيوب وتويتر ليس تحميل المنشورات الخاصة أو إلقاء نظرة على ما يفعله الأصدقاء ولكن مشاهدة عدد صغير من صنّاع المحتوى المشهورين. “بدلاً من التحدث مع بعضنا البعض، أصبحنا في الغالب متفرجين صامتين”.

“التكتكة”

هذا هو نتيجة “تكتكة” TikTok-ification وسائل التواصل الاجتماعي. خصّص “تيك توك” المحتوى ليستهلكه أكبر حشد ممكن. ما يعنيه هذا كله هو أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد تعتمد على تأثير الشبكة في العلاقات الواقعية والذي جعل فيسبوك مقنعاً للغاية في المقام الأول. كانت هناك بالتأكيد موجة من التطبيقات الجديدة في العامين الماضيين. ولكن ثمّة ملاحظة: لجذب الجمهور، أنت بحاجة إلى أسماء مشهورة.

هذا هو السبب في أنّ المواضيع تبدو كما هي عليه اليوم، مع علامات تجارية وحسابات معروفة يُروَّج لها بكثافة. وهذا هو سبب تقسيم إيلون ماسك للجدول الزمني على “تويتر” إلى قسمين أحدهما هو “من أجلك” ويقوم على الخوارزميّة. هذا هو سبب أنّ “سناب شات” أضاف خاصّيّة منشئ المحتوى إلى أجزاء أكثر من التطبيق، وسبب أنّ عرض منشورات بحسب التسلسل الزمني لم يعد الخيار الأساسيّ على “فيسبوك”. أدّى هذا التحول إلى تغيير الدينامية بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والشركات.

كيف؟

إنّ المحتوى الذي كان مجانياً في يوم من الأيام أصبح مكلفاً. إذا كنت تريد أن يترك MrBeast  الـ167  مليون مشترك في موقعه على “يوتيوب” للانتقال إلى منصة الوسائط الاجتماعية الخاصة بك، فستحتاج إلى جعل الأمر يستحق العناء. ومن هنا توسّعُ مخططات تقاسم الإيرادات وتمويل أصحاب المحتوى.

مع زيادة قوة منشئي المحتوى، يتّسع تأثيرهم ليشمل المزيد من المجالات بما فيها الأخبار. في الماضي، حاولت غرف الأخبار مساعدة الصحافيين على أن يصبحوا نجوماً على وسائل التواصل الاجتماعي وحققوا نجاحاً متبايناً. لكنّ تحويل المبدعين إلى صحافيين يعني المزيد من المشاهدات. كانت علاقة وسائل التواصل الاجتماعي متصدعة مع الأخبار، وألقي اللوم عليها في السلبية وجدالات غير مرغوبة.

تدريب

أنشأت “ميتا” مشروع  “صحافة فيسبوك” سنة 2017 لكنها قالت مراراً إنها قد تختار إزالة الأخبار. يقول المدير التنفيذي آدم موسيري الذي يترأس شركة “ثريدز” إنّ التطبيق الجديد لن يفعل أي شيء لتشجيع السياسة و”الأخبار الصلبة”. تريد الأنظمة الأساسية الأخرى دمج الأخبار بشروطها الخاصة وأن تكون أكثر ملاءمة لمنشئ المحتوى.

لدى شركة The News Movement  في لندن، وهي شركة إخبارية ناشئة شارك في تأسيسها الرئيس التنفيذي السابق لـ”داو جونز” ويل لويس شراكة مع “سناب شات” وتقدّم لصناع المحتوى الشباب تدريباً أوليّاً على الصحافة، وتساعدهم على تحديد التحيز والمعلومات المضللة، على سبيل المثال.

قد يخافون… إنّه عصرٌ جديد

يتم تشجيع صنّاع المحتوى بعد ذلك على إضافة “سناب شات” إلى قائمة الأنظمة الأساسية التي يستخدمونها. حصد ميكاياه مايلز، الشاب الأميركيّ صاحب أكثر من 58000 متابع على “تيك توك”، مليون مشاهدة على “سناب شات” لمقطع الفيديو الخاص به الذي يشرح اختفاء غواصة “تيتان”. قد يجفل الصحافيون المهنيّون. لكن المشاركة العالية تعني أنّ المعلنين سيكونون سعداء. أدّى تباطؤ نموّ الإعلانات السنة الماضية إلى إعلان نهاية عصر وسائل التواصل الاجتماعي. في الواقع، نحن نشهد فقط موت التشابك الاجتماعيّ. هذا هو عصر صنّاع المحتوى. دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترفيه الإعلاميّ الرقميّ قد بدأ للتو.