“أوقفوا التصفّح. الآن استنشقوا ببطء، مع التركيز على توسيع رئاتكم، حتى العد إلى خمسة. قوموا بالزفير، ببطء وبشكل متعمّد، مع عدّكم إلى خمسة”.
هل تريدون معرفة فائدة هذا التمرين على المدى الطويل؟ إليكم تقرير “بي بي سي”:
قام باحثون بقياس مؤشرات حيوية في بلازما الدم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وخصوصاً أميلويد بيتا 40 و42. طُلب من نصف المشاركين البالغ عددهم 108 أشخاص محاولة إحضار أنفسهم إلى مكان هادئ من خلال تخيّل مشهد هادئ، والاستماع إلى أصوات استرخاء، وإغلاق أعينهم، أي بشكل أساسي، طُلب منهم التأمل الذهني. كان الهدف هو تقليل تذبذبات معدل ضربات القلب، وتشجيع معدل ضربات القلب على الحصول على نبضات أكثر ثباتاً واتساقاً.
اتّبعت المجموعة الأخرى تمريناً للتنفس على شاشة الكمبيوتر: عندما ارتفع مربع على مدار خمس ثوان، استنشقوا الهواء، وعندما هبط لمدة خمس ثوان، زفروا. تبيّن أن هذا النوع من التنفس العميق والبطيء زاد تذبذبات معدل ضربات القلب – مما يجعل الفاصل الزمني بين ضربات القلب أكثر تنوعاً (وبالتالي أصبح “تقلّب معدل ضربات القلب” أعلى). مارست المجموعتان هذه التقنية مرتين في اليوم، لمدة 20 إلى 40 دقيقة في كل مرة، ولمدة خمسة أسابيع.
مفاجأة
عندما نظر الباحثون إلى عينات دم المشاركين بعد أربعة أسابيع من التمرين، جاءت النتائج بمثابة “مفاجأة”، كما تقول مارا ماذر، أستاذة علم الشيخوخة وعلم النفس والهندسة الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا الجنوبية وهي مشاركة في تأليف الدراسة. تمارين التنفس التي تهدف إلى زيادة تقلب معدل ضربات القلب تقلل من مستويات الأميلويد بيتا. تمارين التأمل التي قللت من تقلب معدل ضربات القلب، جعلت تلك المستويات أعلى.
سموم
على الرغم من عدم تحديد سبب واحد قاطع لمرض ألزهايمر، تبيّن أنّ كتلاً من بروتين بيتا اميلويد هي واحدة من السمات الرئيسية للمرض. يمكن أن تكون أنواع معينة من هذا البروتين سامة بشكل خاص عندما تتجمع معاً داخل خلايا الدماغ، مما يتسبب في تلفها الذي يؤثر على وظيفتها الطبيعية.
لم تتوقع ماذر وفريقها أن “تتأثر مستويات الأميلويد بيتا بشدة”. وتابعت: “كانت التأثيرات كبيرة في كل من البالغين الأصغر سناً وكبار السن”.
“هذا اكتشاف مثير للاهتمام، لأنه لدى البالغين الأصحاء، ترتبط مستويات البلازما المنخفضة من الأميلويد بيتا بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لاحقاً” كما تقول. “قد يكون للتنفس البطيء فوائد ليس فقط للرفاهية العاطفية – ولكن أيضاً لتحسين المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض ألزهايمر”.
تفسيرات محتملة
إحدى الفرضيات هي أن التنفس البطيء والمتعمّد قد يحاكي بعض فوائد النوم العميق، والتي وجد البحث أنها قد تزيل النفايات العصبية السامة من المخ والجهاز العصبي بمعدل أسرع. يبدو أن تراكم هذه النفايات يلعب دوراً في تطور مرض ألزهايمر. https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.582.5_en.html#goog_16130811260 seconds of 0 secondsVolume 0%
ويبدو أن العامل الرئيسي هو كيفية تأثير كل تمرين على تقلب معدل ضربات القلب والذي يعكس مدى التذبذب بين ضربات القلب. أشارت الأبحاث إلى أن تقلب معدل ضربات القلب هو مقياس جيد لعمل الجهاز العصبي، وبالتالي فهو مؤشر على الصحة العامة. ومن المثير للاهتمام، أنّ المزيد من التقلب (أي نمط أقل اتساقًا) يبدو أكثر صحة، ربّما لأنه يُظهر قدرة الجسم على التكيف مع مثيرات الضغط
قد يفيد معظم الناس
تقول ماذر إنّه بغض النظر عن الآلية الدقيقة، يتبيّن أن الممارسة المنتظمة للتنفس المتعمد والبطيء الإيقاع شيء يمكن أن يفيد معظم الناس. “نحن لا نعرف حتى الآن ما هي الجرعة المثلى. ولكن ربما لا يجب أن تكون كل يوم – أعتقد في هذه المرحلة أن القيام بـ 20 دقيقة 4-5 مرات في الأسبوع سيكون له فوائد”، كما تقول.
“ما نعرفه هو أن التنفس بأي سرعة تتراوح بين 9 و 14 ثانية لكل نفس، والذي أدى إلى زيادة تذبذبات معدل ضربات القلب لدى الفرد، كان أكثر فعالية في تقليل مستويات بيتا أميلويد في البلازما”.
لم يتم تكرار البحث حتى الآن في أعداد أكبر من المرضى لتأكيد ما إذا كان يمكن رؤية تأثير وازن طويل المدى. كما أعرب بعض العلماء عن شكوكهم حول مدى فاعلية أو موثوقية تقنيات التنفس عند مقارنتها بالعلاجات الدوائية.
لكنها ليست الدراسة الوحيدة في السنوات الأخيرة التي وجدت فوائد صحية لتمارين التنفس بحسب التقرير نفسه. لقد خلصت دراسات، على سبيل المثال، إلى أن التنفس قد يقلل من ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع فيه، ويساعد في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب ويقلل من الأرق. في غضون ذلك، وجد تحليل تلوي حديث أنه يمكن أن يقلل من التوتر ويحسّن الصحّة العقلية.