البصرة (قندهار العراق) وصراعات احزاب اسلامية عليها

1

 

تعتبر مدينة البصرة ثالث اكبر مدينة في جمهورية العراق كما تعتبر العاصمة الاقتصادية للعراق حيث تضم حقول النفط كحقل الرميلة و حقل الشعيبة وتعتبر الميناء الاوحد للعراق و منفذه البحري الرّئيس الى الخليج السومري وبحكم موقعها الجغرافي تعتبر من المراكز المهمة لزراعة الرز والحنطة والشعير والدخن و الطماطم و التمور و الرقي (البطيخ).
عانت البصرة في زمن النظام المقبور و تعرضت لتهميش واهمال مقصود و قد ولى ذاك الزمن. لكن بعد عام 2003 م اي بعد سقوط الطاغية تضاعف هذا التهميش و الاهمال و تحولت الى قندهار ثانية! صارت اشبه بمدينة اشباح لا وجه للحياة فيها ابدا؛ حيث تفشّى الجوع و الفقر و البطالة، و كثرت العصابات وعمليات السطو و السلب والقتل و غاب القانون عن المدينة تماما و اصبحت تحت حكم ورحمة نظام عشائر سيئة الصيت واحزاب اسلامية – طالبان الجنوب- فنشروا الرعب والخوف، وصارت عشائر سيئة الصيت تسلب وتنهب وتقتل بدوافع مادية او بسبب نزاعات فيما بينها وسط صمت مطبق من قبل القانون و تمادت بطغيانها وعنجهيتها وصار القوي يأكل الضعيف كقانون الغاب، اما احزاب اسلامية – طالبان – فمنذ بداية سيطرتها على مدينة البصرة هدمت دور السينما واغلقت النوادي الليلية ومحال الخمور ونشرت مظاهر الدين (المرائي) وقتلت المئات من المخالفين لاجراءاتها التعسفية، ووزعت منشورات تهدد النساء غير المتلزمات بالحجاب الاسلامي وتحرّض على قتلهن وتصفيتهن.
وفي عام 2005 قُتل اكثر من 200 امرأة تحت ذرائع واهية وهناك احصائيات موثقة لمن اراد التحقق من ذلك. حتى ان كل الاقليات غادرت البصرة منذ ذلك الوقت كالمسيحيين و الصابئة و غيرهم بسبب تضييق الخناق عليهم و فرض الحجاب بالاكراه واغلاق النوادي والمسارح و دور السينما، وكذلك التضييق على الفنانين والمطربين، و من يريد ان يتأكد مما اقول فليسأل اي مواطن مسيحي او صابئي بصري و يتحقق منهم مباشرة و هم الان اغلبهم في استراليا و امريكا و اوروبا و الاردن.
صارت احزاب تتدخّل بكل صغيرة وكبيرة فارضين قذارتهم بالقوة على الجميع. في الاعوام الماضية وفي بداية فرض سيطرتهم ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الشباب و النساء حتى وصل بهم الحال الى تدخلهم بالجامعات والكليات الاعتداء على الطلبة بالضرب و القتل. في عام 2005 تحديدا دخلوا الى جامعة البصرة – كلية الهندسة -بملابس سوداء ولحاهم و في ايديهم عصي و اسلحة نارية فاعتدوا على اكثر من 50 طالبا في كلية الهندسة ضرباً بالعصي و بقسوة حتى توفي 3 طلبة من اثر الضرب و اصيب اخرون بعضهم بعاهات مستديمة، مبررين كل ذلك بحجة ان الاختلاط حرام وانّ الدين يحرمه!
كانوا يجولون في شوارع البصرة بسيارات مظللة و في ايديهم مكائن حلاقة (شحن) يهينون كل شاب طويل الشعر و يحلقون رأسه امام المارة وسط الشارع.
وان رأوا زوجين او حبيبين او صديقين بمكان ما على الكورنيش او في متنزه عام او ماشابه يأتون مسرعين بملابسهم السوداء و لحاهم وعصيهم طالبين عقد الزواج باسلوب همجي قذر لا يوصف. انا اكتب الان و اتذكر جرائمهم التي رأيتها بأم عيني فقط وليس كل ما فعلوه، فجرائمهم لا تعد و لا تحصى.
حدث قبل عدة اشهر من عامنا الحالي -2017 – ان قام مجموعة من التابعين لاحد التيارات الاسلامية بتفجير اكثر من 15 مقهى بعبوات ناسفة ليلا، وفجروا اكثر من 5 محال لتجهيز الاعراس وتزيين السيارات ايضا وهذه كلها موثقة في وكالات الاخبار ومواقع قوقل. ربما لم يكن عليّ ان اذكر هذه الجرائم لانني اخشى فيما لو ذكرت عشر جرائم او عشرين او مئة جريمة فانني سأحجم الكارثة و اقلصها و يُخيل للقارئ ان هذه هي مجمل جرائمهم و قد يراها بسيطة و قليلة.
ان من المؤلم ان هؤلاء الاوباش قد عرفوا نقطة ضعف الشعب او المجتمع الجنوبي تحديداً فألهوه و خدروه بشعارات دينية مقدسة و قالوا للشعب لكم حريتكم بممارسة الطقوس لانهم يعلمون جيدا ان الشعب متعطش لممارسة الطقوس و اللطم و المواكب باعتبارها كانت ممنوعة في زمن النظام البائد حتى صار كل طموح و هم المواطن متى يأتي عاشوراء ويلطم! و صوروا لهم ان الحرية فقط باللطم !!
يقول الباحث الاجتماعي و الديني الايراني علي شريعتي : ((ان الاكتفاء بالبكاء على الحسين هو مايتمناه طغاة اليوم))،
و هذا ماحصل و يحصل فعلا. سرقوا نفطنا و ثرواتنا ومنعونا من ابسط حقوقنا و حرياتنا الشخصية و سرقوا احلامنا و امانينا. كنا والله نأمل بعراق جديد يعمه الامن و الامان و الحرية الحقيقية و تحسن الخدمات و توفير ابسط حقوقنا التي تحولت الى امنيات و احلام بسبب الاحباط و اليأس ! للاسف لقد ارجعوا البصرة الف قرن للوراء، نعم نجحوا بخداعنا لانهم وجدوا شعباً هالكاً اغلبيته غارقون بالجهل و الاميّة. لقد حكم صدام العراق لاربعين عاماً و حرمهم من ابسط حقوقهم كالستلايت و الانترنت و التلفون و فجاة ازاحت امريكا نظام صدام و قدمته على طبق من ذهب لاحزاب و مافيات دينية (طالبان الجنوب)، التي قضى رؤوساؤها نصف عمرهم في اوروبا و امريكا فعرفوا كيف يخدعون هذا الشعب المسكين و من اي ثغرة يدخلون له و يخدروه حتى صار من السهل عليهم ان يتلاعبوا بعقول السذج باسم الدين و المذهب مستغلين جهلهم و ضعفهم و هوسهم بالدين.
اغلب الناس اليوم هم بلا شعور و لا احساس؛ تشبعوا بروائح نتانتهم و عهرهم ففقدوا الشعور و الاحساس بالظلم والاهانة فيخيل لهم ان هذا المستنقع (البصرة) هي جنات عدن، كالذبابة المتشبعة بروائح و منظر الازبال تظنها جنة الله في ارضه.
صدق الفيلسوف الاماني كارل ماركس حينما قال :
(الدين افيون الشعوب)
اعذروني على بعض المفردات التي سيعتبرها البعض بانها انتقاص او اهانة لكن هذا واقعنا بل انّي مقصر بوصف الكارثة و المهزلة و الوضع الذي يعيشه ابناء البصرة الغنية بالنفط و الموارد و بما أن الشعب مخدر بحقنة الدين و المذهب فعلينا و من واجبنا ان نوبخه لكي يستقيظ و ينتفض على نفسه و يصحو، فلا مجال للمثاليات و زخرفة الكلام الان، و علينا ان نضع النقاط على الحروف.
* يقول الدكتور الاجتماعي علي الوردي: [ أن الإحساس بالظلم لدى الفرنسيين هو الذي دفعهم إلى القيام بالثورة ضد لويس الرابع عشر ،و ان السبب في تنامي هذا الشعور لدى الفرنسيين ،هي مؤلفات روسو ،ومنتسيكيو وغيرهم من الأدباء ].
و ينقل الدكتور عن المؤرخين أن أحوال الفرنسيين كانت أفضل بكثير من أحوال الشعوب المجاورة مثل روسيا ،و لذا يقول أن الشعور بالظلم أهم من وجود الظلم نفسه فقد يكون الظلم موجودا ولكننا لا نشعر به.
مغزى و مفاد كلام علي الوردي ان الظلم وحده غير كاف للقيام بثورة او انتفاضة بل لا بد من الشعور بالظلم و الاحساس به ،
الاحساس يأتي عن طريق التوبيخ و النقد و التوعية لان الشعب نائم تماما كالطفل الذي يولد بغرفة معينة و تغلقها عليه طوال عمره سيظن ان هذه هي حدود الكون،
يقول ارثر شوبنهاور :
[كلٌ منا يعتبر أن حدود مجال رؤيته هي حدود العالم.]
فعلينا ان نوقظهم و على كل فرد منا قادر على الكتابة ان يعمل من مكانه و موقعه و يوظف قلمه لصالح الشعب المخدوع.
لكن للاسف اغلب مدعي الثقافة في بلدي منشغلون بالغزل والمشروبات و النكات و الانتقاص من الاخر و السخرية وعدم الاكتراث والاهمال و اللامبالاة !!
بعضهم مختبئ برداء العلمانية و يعبر عن احقادة و امراضه باسم العلمانية او الشيوعية او المدنية مدافعا عن نظام شوفيني لا يقل خطورة عن الاحزاب الاسلامية و هو البعث المقبور.
مع كامل احترامي لمثقفينا المحترمين الاحرار ، فلابد من العمل لكي نجني ثمار عملنا وجهدنا. على كلٍّ منا ان يعمل قدر المستطاع من اجل اجيالنا القادمة او ابنائنا على الاقل، فالثورة الفرنسية لم تقم لو لا كُتب فلاسفتهم ومفكريهم وكُتّابهم ، و على كل فرد منا ان يتحمل المسؤولية تجاه هذا السرطان (احزاب اسلامية) الذي تسلط علينا سواء في البصرة او غيرها من مدن العراق. علينا بالتوعية والتثقيف وهذا اخطر سلاح يخافه السراق الطغاة لذلك تعالت قبل ايام اصوات نباحهم سويا رغم اختلافاتهم فيما بينهم ضد العلم والثقافة و العلمانية متهميننا بشتى التهم مستخدمين اسلوب القذف و التهم الجاهزة والاكاذيب المفضوحة التي مللنا من سماعها، فخرج بعض رموز أحزاب إسلامية من سياسيين و رجال دين متهمين العلمانية بالطائفية وتفكيك المجتمع!!
لا ادري ما علاقة العلمانية بالطائفية وخراب المجتمع ؟! من الذي يحكم العراق منذ اربعة عشر عاماً، هل هي العلمانية ام انتم و احزابكم الاسلامية يابهاليل؟
فعلى من تضحكون !؟
ان كنتم تظنون ان قسماً من الشعب عبارة عن قطيع من الامعات يصدق بدجلكم و نفاقكم فانتم محقون بذلك، لكن يوجد في هذا الشعب اناس احرار يرون الاشياء كما هي دون غشاوة و لن تؤثر فيهم حقن افيونكم و اكاذيبكم الغبية المكشوفة.
ومن جهة اخرى أتهم سياسيٌّ إسلامي معروف في احد الاحزاب الاسلامية العلمانية بالعمالة لامريكا!! و نسي زياراته و علاقته بواشنطن وةعلاقة حزبه القوية بامريكا و تناسى ان امريكا لها فضل كبير عليه و على كلابه،
فلولا امريكا لم و لن ترى شكل العراق الا في التلفاز، انتم و احزابكم اتيتم على ظهور الدبابات الامريكية لولاها لم يعرفك احد و لم تتسلم منصب كناس في ارض العراق و لبقيتم متسولين في الخارج تعتاشون على مساعدات اليو ان. كما قد تناسى هذا الكذاب وضع الورود و الزهور على قبور القتلى من الجنود الامريكان!!؟
فمن العميل لامريكا اذن؟
هل هو المواطن البسيط الذي رفض عهركم و دجلكم بأسم الدين و المذهب و حفاظا على دينه طالب بفصل الدين عن السياسة لانكم دنستموه بقذارتكم ام انت؟
بالله عليكم تخيلوا مدى استهزائهم بعقولنا !!
و ليس وحده من خرج نابحاً ضد العلمانية، فهناك معمم سياسي معروف بحجم فساده الخلقي و هوسه بالنساء وسرقاته وجرائمه ودجله الواضح الصريح نسي ان اباه كان صديقاً مقرباً من جورج بوش و ايضا لولا امريكا لا هو و لا غيره من الاسلاميين كانوا ليروا العراق وما كانوا ليمتلكوا كل هذه القصور والمناصب والجاه و الخدم والحشم، وانتم اول من تحالف معها فالشعب ليس مصاباً بالزهايمر يا لصوص الله، فعلى من تضحكون؟
تخيلوا مدى استغبائهم و استحمارهم لنا!! كلهم يحملون جنسيات اوروبية و استرالية و امريكية و عوائلهم و ابناؤهم مترفون في دول العلمانية (الكافرة) كما يسمونها لكنهم يحاربونها داخل بلدهم من اجل ضمان بقاء عروشهم وامتيازاتهم و قصورهم لا غير، فلولا الدين وتسييسه لن يصل هؤلاء الرعاع لسدة الحكم فهم يدافعون عن مناصبهم و ليس حبا بالدين، جميعنا يعلم بافعالهم و فسادهم المكشوف للعيان و غير المكشوف و مدى ابتعادهم عن الدين، هم اكثر الناس بعدا عن الدين و عن الله، فأفهموها يا شعب العراق
هي ليست معادلة كيميائية يصعب حلها لكي تنتظروا و تتاملوا بعد كل هذه السنوات التي عشناها معهم. هم لم يقدموا شيئا لنا سوى انتشار الجهل و الامراض و الفقر و البطالة و القتل و الخناق و تكميم الافواه و تردي الخدمات و منع الحريات الشخصية.
لا ادري الى اين نحن متجهون و الى متى سيبقى الشعب في سباته ؟ لا يكترث الا للامور التافهة التي يختلقها السياسيون بانفسهم من اجل الهائه بها؟
افتحوا موقع اليوتيوب وشاهدوا البصرة في السبعينات و الستينات و حتى الثمانينيات و لاحظوا بام اعينكم اين كنا و اين صرنا!
انا ارى صور والدي ايام شبابه في البصرة و اركز على الشوارع و الحدائق و المدارس و الجامعات كم هي نظيفة و جميلة و حتى ملابس الناس في ذلك الوقت من رجال ونساء، يختلفون عن حاضرنا تماما علما اننا تقدمنا عنهم في الزمن 40 عاماً و اكثر !!
اتحسر و تدمع عيني و اقول مع نفسي يا رب لما خلقتني في هذا الزمن؟
كم اتمنى لو انني لم اولد، او عشت في زمن اخر لم ار فيه حزب إسلامي، اه كم هي جميلة بصرتنا لولا هؤلاء اللصوص المحتالين؟ هؤلاء الاسلاميون الذين هربوا من العراق لأوربا و أمريكا وكندا و إستراليا و لبنان وغيرها، و كانوا محرومين حتى من ممارسة طقوسهم وعقائدهم في بلدهم (العراق)، هناك مارسوا كل طقوسهم بكل حرية، و بقوا على معتقداتهم معززين مكرمين و هم يعيشون وسط البارات و الملاهي و الشرب و الغناء و الموسيقى!
لكن.. بعدما رجعوا و حكموا العراق، حاربوا كل شيء كانوا يعيشون في وسطه مع عائلاتهم ، حتى الموسيقى و الغناء !
هم بداخلهم لا يحاربونها و يعلمون بانها حريات شخصية و انعكاسات محاربتها و عواقبها سلبية على المجتمعات كلنا يعرف نتيجة الكبت و التضييق و الخناق ، بل هم حتى “يلطون عرگ” و يعاشرون الفتيات و يفعلون سرا ما لا يفعله ابليس، لكنهم هنا ظاهريا يحاربون العلمانية حرباً اعلامية توافقا مع ارادة المجتمع الساذج لينالوا بها رضاه عنهم كي يحققوا مايريدون من سلطة و مناصب و أموال ونفوذ.
بالتأكيد هم مرتاحون لموضوع الملاهي و البارات و الموسيقى في ( بلاد برّه)،
لكن رفضهم لهذه الاعمال في العراق هي من مستلزمات العمل كي يعتقد بسطاء القوم السذج ان هؤلاء هم فعلا ً( اولاد الله) وفي الحقيقة انهم لايعرفون الله الا فيما يحقق مطامحهم.
ذات مرة قرأت رواية باسم مزرعة الحيوانات او ماشابه لم اتذكر بالضبط أعتقد انها لجورج اورويل، مفاد روايته :
توجد مزرعة و في هذه المزرعة ابقار لم تتعلم القراءة و الكتابة، و خنزير.
لكن هذا الخنزير متعلم يستطيع ان يتهجأ الحروف و يقرأ و يكتب.
اما المسؤول عن هذه المزرعة فهو فلاح سكير و مهمل لم يوفر لهن الماء و الطعام و كان ظالماً في نفس الوقت، يعاملها بعنف و قسوة بالضرب ، وذات يوم قررت هذه الحيوانات التخلص من الفلاح بقيام ثورة ضده من اجل الحرية و الخلاص، فدبرت خطة ونجحت وتم طرد الفلاح الى مكان بعيد. ففرحت الابقار واحتفلت في ليلتها و قامت بتنظيم اعمالها و واجباتها بالعدل كلٌّ بحسب وظيفتها. منا قامت بتوزيع الثروات و الطعام بالتساوي. و بعد مرور شهر تقريبا شعرت الابقار بنقص كبير بكميات الحليب فشكت بالخنزير وقررت مراقبته ليلا واعدت لذلك خطة محكمة. غربت الشمس ونصبت الابقار كميناً للخنزير فصدمت به و هو يسرق كميات الحليب !
فسالته: لماذا تسرق؟ الم نقم بتوزيع الثروات بالتساوي ؟
فأجابها : نعم، لكن انا الحيوان الوحيد الذي يستطيع حمايتك من الفلاح و ان تركتك سيعود الفلاح من جديد و تعود الايام السوداء، فقبل يومين سمعت انه يريد الرجوع للمزرعة مع 7 افراد من اصدقائه لكي يأخذ بثأره ويعاود حكمنا من جديد.
فلم يتبقّ خيار للابقار الا القبول والتصديق و السماح للخنزير بأخذ ما يريد و ما يكفيه من الطعام، حتى استمر الحال سنوات عدة وصار الخنزير اكثر ظلما و تعسفا و استغلالا من الفلاح الهارب. و رغم ظلمه الا انّه كان يخيف الابقار بعودة الفلاح في حال تركها الخنزير لوحدها او في حلل عترضت على سرقاته وظلمه.
و بعد مرور عشر سنوات من حكمه و ظلمه مات الخنزير ففرحت الابقار بموته وشعرت بالحرية و احتفلت بذلك، لكن بعد فوات الاوان وقضاء كل حياتها تحت الظلم و العبودية، والصدمة الكبرى التي زادت من حزنها و المها هي اكتشافها ان الفلاح الظالم الهارب متوفى منذ 9 سنوات و ان الخنزير قد قضى السنوات الاخيرة من حياته في خداعها اخافتها من اجل السيطرة عليها وسرقة ثرواتها. شعرت الابقار بمدى سخفها و غبائها و علت و جوهها علامات الخيبة و اليأس.
هذه القصة تنطبق على حالنا،
الفلاح الظالم : هو صدام
والخنزير : هي احزاب اسلامية تخدع الشعب بعودة البعث لكي تستمر بالبقاء، أي لا بديل فاما بعث او احزاب اسلامية!
والقطيع المصدق بهم و الراضي بهم : هم الشعب.

التعليقات معطلة.