مقالات

( منظمة بريكس وأثرها الأقتصادي والسياسي على العالم )

حسن فليح / محلل سياسي

لاول مرة يشهد العالم تكتلا اقتصاديا قويا بهذا المستوى ليصبح منافسا شديدا ضد الغرب والولايات المتحدة ، حيث ان دول بريكس هي الاكثر نموا اقتصاديا والاكثر نفوسا والاكثر مساحتا في العالم ، لنتعرف كيف تشكلت منظمة بريكس وماهي الدوافع السياسية والاقتصادية لها ، حيث ان البدايات كانت على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول 2006 بنيويورك ، اجتمع لأول مرة وزراء خارجية كل من البرازيل وروسيا والهند والصين، لإعلان بداية تعاون مشترك بين مجموعة دول كانت تسمى بريك وهي البرازيل وروسيا والهند والصين ، وعقدت اول مؤتمر قمة لها عام 2009. وكان أعضاؤها هم الدول اصحاب الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين تحت إسم بريك بداية الامر ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها بريكس ، وتمثّل بريكس الآن 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 بالمئة من سكّان العالم، وأكثر من 16 في المئة من التجارة العالمية ، أصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات ، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى ، التي ابدت رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس من اجل تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون الاقتصادي بين الدول الخمس ، والذي من شأنه أن يسهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية ، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة امريكا،
تشير الإحصائيات التي أعلنت عن مجموعة بريكس اقتصادياً إلى تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية ، باتت بريكس آخذة في الصعود ، خصوصاً بعد حرب أوكرانيا وعدم مشاركة دول المجموعة في العقوبات المفروضة من الغرب على موسكو ، وهو ما يعني مزيداً من الاستقلال والسيادة لهذه الدول التي لا ترغب في العيش بعالم القطب الواحد ، خاصةً بعد الحرب الاوكرانية وما رافقها من إعادة تشكيل نظام عالمي جديد ، ازداد الاهتمام بتكتل بريكس من طرف العديد من الدول في ظل الاتجاه نحو تكتلات جيوسياسية واقتصادية جديدة ، وهذا يأتي برغبة روسيا بالبحث عن شركاء داعمين لها في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية ، تعد مجموعة البريكس قوة مضادة للنظام الذي يهيمن عليه الغرب لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية. وتسعى مجموعة بريكس لإنشاء عالم متعدد الأقطاب وإظهار نفوذ عالمي جديد ليس اقتصاديا فقط بل سياسيا ايظا ، الامر الذي سيجعل العالم امام حرب باردة من نوع جديد لم يعهده العالم من قبل ، حرب ناعمة تعتمد الاقتصاد والتنمية سلاحا بالمواجهة وفرض الارادات .