مقالات

( يموت المبدعين في المنفى ويعودون لوطنهم موتى )

حسن فليح / محلل سياسي

لا تطرق الباب تدري أنهم رحلوا خذ المفاتيح وارحل أيها الرجل ، بيت من قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد ، ماتوا ومات حلم العودة لوطنهم احياء فقط ، وماتوا ولم يرحلوا باقين بيننا خالدين كالشمس والقمر ، العراق بداء يجف من شعرائه ومطربيه وفنانيه وادبائه ، يبدو ان الوطن اصبح مدفن لهم وطارد لكفاءاته ، بعد ان اصبح غريبا على ابنائه ومخطوفا من سارقية وحراسة، لايصلح لعيش المبدعين من شعراء ومفكرين وعلمائه نجلبهم حينما يموتون في المنفى ويعودون لوطنهم موتى ، لقد توالت علينا الردايا هذه الايام من كل حدب وصوب ، بالامس توفى الله شاعرنا الكبير كريم العراقي واليوم فقدنا صوتا عذبا ياما اطرب مسامعنا والهم مشاعرنا طربا المطرب الكبير ياس خضر وسبقهم الشاعر العظيم مظفر النواب وغيرهم من شعراء ومطربين وممثلين وعلماء وملحنين كبار امثال المرحوم طالب القرغولي ، نقول لهم ستبقون خالدين في اذهان شعبكم ولن ينسى العراقيين الشمس شمسي والعراق عراقي ولن ينسى اطفال العراق اغنية ياشميسة شوية شوية، وكذلك لن ننسى الريل وحمد والبنفسج ، امثالكم لن يموتوا رحلتم عنا جسدا وبقت اعمالكم نبضاً وقلوبنا تذوب لها شغفا كنتم مصدر الهام وعطاء ينبض بالمحبة وتغنيتم بالوطن وبالاحرار والثوار شعرا ولحناً صادقا لعراقنا الاشم ، بالوقت يتكاثر فيه القتلة والسراق وخونة الوطن ، ولم نشاهد احدا تساقط من الاشرار كما تساقط الاخيار في وطني ، ربي اسالك بعزتك وجلالتك هل انت معهم ام معنا ؟ الاشرار يحكمون باسم دين ويستخدمون شعائر الله زورا وبهتانا لك الحمد ربي على كل شيء ونسالك المغفرة والرحمة ، لم يتبقى لدينا شيئا نقدمة عدى ارواحنا تزهق بغير حق في وطن الدم والخذلان ، نستميحك عذرا إلهي ، لقد طفح الكيل في وطن تموت قاماته في الغربى ويذبح به الاحرار والثوار يوميا قبل وبعد كل صلاة ، لن يناسكم من احبكم ، لقد بدأتم مبدعين ومناضلين ونتهيتم خالدين ، الموت لخونة الوطن والشعب .