الكرملين يرد: من الواضح أن واشنطن تعتزم مواصلة تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا «حتى آخر أوكراني»
بلينكن مع زيلينسكي (رويترز)
- كييف: «الشرق الأوسط»
- موسكو: «الشرق الأوسط»
سيقضي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لأول مرة ليل الأربعاء في أوكرانيا التي وصلها أمس في زيارة غير معلنة في بادرة دعم لكييف مع دخول الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على القوات الروسية شهره الرابع دون تحقيق مكاسب كبيرة. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي إن بلينكن سيعلن على الأرجح عن حزمة جديدة من المساعدات الأميركية تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار. وتستغرق زيارة بلينكن يومين. ووصل بلينكن إلى كييف بعد ليلة جديدة من القصف الروسي على هذا البلد، الذي خلّف قتيلاً في منطقة أوديسا (جنوب)، واستهدف أيضاً العاصمة الأوكرانية، حيث استمرّت صافرات الإنذار التابعة للمضادات الجوية ساعتين عند الفجر.
وتعرّضت العاصمة لهجوم روسي استُخدمت فيه «صواريخ كروز» وأخرى «بالستية على الأرجح»، وفق الإدارة العسكرية للمدينة. وتمكّنت من إسقاط جميع الصواريخ، وفق المصدر نفسه. غير أنّ حطام الصواريخ تسبّب في حريق كبير في سوبر ماركت قرب العاصمة، من دون وقوع إصابات، وفق السلطات.
وتأتي زيارته في الوقت الذي أيّد فيه البرلمان الأوكراني الأربعاء بغالبية واسعة تعيين رستم أوميروف، وهو تتري من شبه جزيرة القرم وزيراً للدفاع، وهو منصب رئيسي في المحادثات الرامية إلى تسليح أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ بلينكن «سيُظهر التزام الولايات المتحدة الثابت بسيادة» و«سلامة أراضي» أوكرانيا «في مواجهة العدوان الروسي». وهذه هي زيارته الرابعة للبلاد منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية خلال الرحلة إلى كييف: «نتوقع أن يعلن وزير الخارجية عن تمويل أميركي جديد لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار».
وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عبر تطبيق «تلغرام» الأربعاء مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً، «بينهم طفل»، وإصابة أكثر من 30 شخصاً آخرين جراء قصف روسي لسوق بمدينة كوستيانتينيكفا، شرق أوكرانيا. وأشارت تصريحات سابقة إلى أن حصيلة المصابين بلغت 20 شخصاً.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نبأ الهجوم الروسي وسقوط العديد من القتلى في المدينة الواقعة بمنطقة دونيتسك، وكتب :” سوق عادي. محلات. صيدلية. أشخاص لم يفعلوا شيئا خطأ”.وأضاف زيلينسكي أن عدد الضحايا مرشح للزيادة، ووصف ما حدث بأنه من قبيل «وقاحة الشر”.ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو قصيرا يوضح لحظة الانفجار في الحي الذي يتسم بالحيوية والحركة، كما نشر صورا لواجهات منازل تضررت وبرك دماء على الأرض وقوات طوارئ تقوم بإطفاء ألسنة اللهب.ولا يزال من غير المعروف بعد نوعية القذيفة التي سقطت، وافترضت بعض وسائل الإعلام المحلية أن القذيفة كانت صاروخا طراز إس- 300. وتقع مدينة كوستيانتينيكفا على مسافة لا تزيد عن قرابة 20 كيلومترا من مدينة باخموت التي احتلها الروس منذ شهور قليلة. وتزامن الهجوم مع زيارة بلينكن لكييف. وقال زيلينسكي «يجب هزيمة هذا الشر الروسي في أسرع وقت ممكن”.
قال الكرملين إن من الواضح أن واشنطن تعتزم مواصلة تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا «حتى آخر أوكراني». جاء ذلك ردا على سؤال عن زيارة بلينكن لكييف. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين: «نسمع تصريحات متكررة مفادها أنهم (يقصد الأميركيين) يعتزمون مواصلة مساعدة كييف مهما طال الأمر». وأضاف «بعبارة أخرى، سيواصلون دعم أوكرانيا في ظل حالة الحرب (وسيواصلون) شن الحرب حتى آخر أوكراني، ولن يدخروا أي أموال في سبيل ذلك. هذا تصورنا ومبلغ علمنا. لن يؤثر ذلك على مسار العملية العسكرية الخاصة».
اتهم الكرملين الولايات المتحدة بـ«إبقاء أوكرانيا في حالة حرب»، وأكد أنّ المساعدة الأميركية لا يمكن أن «يكون لها تأثير على نتيجة العملية العسكرية الخاصة»، وهو التعبير الذي تستخدمه روسيا لوصف غزوها.
وسيلتقي الدبلوماسي الأميركي بالرئيس فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا «لمناقشة الهجوم المضاد» الأوكراني الجاري، بالإضافة إلى «إعادة الإعمار» المستقبلي للبلاد، التي كانت من بين أفقر الدول في أوروبا قبل الغزو.
وخلال رحلته في القطار إلى كييف، تحدّث بلينكن أيضاً مع رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن التي ألقت خطاباً أمام البرلمان الأوكراني في الصباح. وشكر الوزير الأميركي فريدريكسن «على القيادة الدنماركية»، وذلك ربطاً بقرار كوبنهاغن الذي أعلنته مع هولندا قبل أسبوعين، بتسليم مقاتلات «إف – 16» إلى أوكرانيا.
وقال مسؤول أميركي، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ واشنطن ستواصل «جهودها» لكي يمتلك الأوكرانيون «ما هم بحاجة إليه في هذه المرحلة من المعركة». وأضاف المسؤول نفسه «إنها معدات ليس فقط للضربات إنما أيضا من أجل تحقيق خرق فعلي لخطوط الدفاع التي أقامها الروس»، مشيراً إلى أن «الدفاع الجوي يبقى من أهم الأولويات». وتابع «حققت القوات الأوكرانية تقدماً لافتاً في الجنوب خصوصا، لكن أيضاً في الشرق في الأيام والأسابيع الماضية. لكنني أرى أن الأهم هو أن نحصل على تقييم حقيقي من الأوكرانيين أنفسهم». ويحقّق الهجوم المضاد تقدّماً صعباً، لكنّ كييف تأمل في أن تكون قريبة من تحقيق اختراق، مع الاستيلاء على قرية روبوتيني في نهاية أغسطس (آب)، وهو ما قد يفتح الطريق إلى الجنوب وشبه جزيرة القرم.
ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم القول إن الهجوم المضاد بطيء وتعرقله تكتيكات ضعيفة، وهي انتقادات أغضبت مسؤولين أوكرانيين ودفعت كوليبا للرد عليهم بالقول «اخرسوا».
واستعادت أوكرانيا أكثر من عشر قرى وتجمعات سكنية صغيرة، لكن تقدم جنودها في المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا أبطأته حقول الألغام والخنادق المحفورة لعدة كيلومترات.https://cdn.jwplayer.com/players/B1u2bBXZ-4ol8ws16.html
والتزم مسؤولون أميركيون الحذر فيما يتعلق بالانتقاد العلني لأساليب الجيش الأوكراني وقالوا الأسبوع الماضي إنهم رصدوا تقدما أوكرانيا ملحوظا في الاثنين والسبعين ساعة الماضية في جنوب شرقي البلاد. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن واشنطن تود أن تجري مناقشة بشأن سير الهجوم مع الأوكرانيين وتقييم احتياجات ميدان المعركة، إضافة إلى أي خطوات ربما تكون مطلوبة لتعزيز أمن الطاقة في أوكرانيا قبل شهور الشتاء. وأضاف «أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو أن نحصل على تقييم حقيقي من الأوكرانيين أنفسهم… نريد أن نرى ونسمع كيف يعتزمون المضي قدما في الأسابيع المقبلة».