أكد مسؤول في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن كوريا الشمالية ستواجه تداعيات من الولايات المتحدة ودول أخرى، إذا قدمت أسلحة لروسيا، يمكنها قتل الأبرياء في أوكرانيا.
ووفقاً لما أوردته وكالة أنباء كوريا الجنوبية (يونهاب)، دعا منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، كوريا الشمالية إلى وقف مفاوضاتها مع روسيا بشأن صفقة أسلحة محتملة.
وقال مسؤول مجلس الأمن القومي عندما سُئل عما إذا كانت كوريا الشمالية قد قدمت بالفعل كمية كبيرة من الأسلحة إلى روسيا: “لم نراهم يقدمون أي مساعدة بالجملة للجيش الروسي، ونواصل حث كوريا الشمالية على عدم القيام بذلك”.
وأضاف في مؤتمر صحافي بمركز الصحافة الأجنبية بواشنطن: “لم نر كوريا الشمالية تقدم ذخائر رئيسية للجيش الروسي. لقد رأيناها تقدم بعض الصواريخ وذخائر المدفعية لمجموعة فاغنر. وكان هذا قبل أشهر”.
وكانت بعض التقارير قد أفادت في وقت سابق إن كوريا الشمالية قدمت قذائف مدفعية إلى مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، في أواخر عام 2022.
وتأتي تصريحات كيربي بعد يوم واحد من تحذير مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من أن بيونغ يانغ “ستدفع الثمن” في المجتمع الدولي إذا قدمت أسلحة لروسيا.
وقال كيربي في المؤتمر الصحافي: “أود أن أذكركم أنه قبل أسبوعين فقط، أصدرت وزارة الخزانة عقوبات ضد 3 كيانات شاركت بشكل مباشر في محاولة التوسط في صفقة الأسلحة هذه”.
وألمحت الولايات المتحدة إلى احتمال سفر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا في المستقبل القريب لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن صفقة أسلحة محتملة، مستشهدة بما أسمته “معلومات”، تفيد بأن كيم لديه توقعات في التعامل رفيع المستوى، أو على مستوى القادة مع روسيا.
وجاءت التقارير حول صفقة أسلحة محتملة بين كوريا الشمالية وروسيا في أعقاب زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى بيونغ يانغ في أواخر يوليو (تموز).
وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق إن زيارة شويغو أعقبتها زيارة لنحو 20 مسؤولاً روسيا إلى العاصمة الكورية الشمالية، في إشارة إلى ما أسموه مفاوضات “نشطة” بين البلدين بشأن صفقة أسلحة.
وقال كيربي إن “الولايات المتحدة ليس لديها أي اتصال مباشر مع كوريا الشمالية بشأن هذه القضية”، لكنها لن تخجل من التنديد بأي صفقة أسلحة غير مشروعة بين بيونغ يانغ وموسكو.
وأضاف كيربي ” نحث بيونغ يانغ مجدداً على عدم التورط في عمليات نقل عسكرية مع روسيا وعدم التورط في حرب… جارية على يد روسيا لقتل الأوكرانيين الأبرياء”.
وتابع قائلاً أن الولايات المتحدة لا تشارك حاليا في أي حوار نشط مع حلفائها الرئيسيين بشأن هذه القضية لأنه “لم يتم التوصل إلى اتفاق بين بيونغ يانغ وموسكو فيما يتعلق بالأسلحة”.
وأردف أن الولايات المتحدة لا تزال “تأخذ التزاماتها بموجب المعاهدة على محمل الجد تجاه كل من اليابان وكوريا الجنوبية”.
وعندما سُئل عن سبب انخراط كوريا الشمالية في صفقة أسلحة كهذه مع روسيا، أشار منسق مجلس الأمن القومي إلى أنها لا بد أن تكون تسعى للاستفادة من مثل هذه الصفقة.
وقال “يمكن للمرء أن يفترض، يجب أن يفترض أن بيونغ يانغ ستستفيد”.
وأضاف ” ليس من الواضح بالنسبة لنا بالضبط ما هي الفوائد التي كان السيد كيم يبحث عنها. هل يمكن أن تكون غذاء أو أسلحة وتكنولوجيا متقدمة من روسيا. نحن لا نعرف”، في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي.
زيارة صينية
وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية اليوم الخميس أن وفداً من الحزب الشيوعي والحكومة بالصين برئاسة نائب رئيس الوزراء ليو قوه تشونغ سيزور كوريا الشمالية للمشاركة في الاحتفال بيوم تأسيس البلاد.
وتحتفل كوريا الشمالية بيوم تأسيسها في التاسع من سبتمبر (أيلول)، وتحل هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للمناسبة.
وزار وفد صيني برئاسة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني لي هونغ تشونغ في يوليو (تموز) بيونغ يانغ، وحضر عرضاً عسكرياً لإحياء الذكرى السبعين لنهاية الحرب الكورية، فيما كانت أول زيارة يقوم بها وفد صيني منذ جائحة كوفيد-19.