زيلينسكي يزور القوات المقاتلة في شمال شرق البلاد وبايدن يحذر من انقطاع المساعدات ويبحث مع الحلفاء مواصلة الدعم الأميركي لكييف
زيلينسكي قال إنه اجتمع بألوية تقاتل في قطاع كوبيانسك-ليمان في شمال شرق البلاد (رويترز)
قالت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس الثلاثاء إنها أسقطت صاروخاً أوكرانياً قبالة ساحل شبه جزيرة القرم. وقال حاكم محلي عينته روسيا إن أضراراً لحقت بمساكن بسبب سقوط حطام طائرة مسيرة.
وأضافت الوزارة في بيان أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت صاروخاً أوكرانياً من طراز “نبتون” فوق الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود قبالة ساحل شبه جزيرة القرم.
وقال ميخائيل رازفوجييف، الحاكم الذي عينته روسيا لميناء سيفاستوبول، إن حطام الطائرة المسيرة سقط على سطح مبنى سكني، غير أنه لم يوقع إصابات. وتحطمت بعض النوافذ.
وقال رازفوزجييف على “تيليغرام” إن خدمات الطوارئ تبحث كيفية إزالة المواد الناسفة من الموقع.
وكتب قائلاً “متخصصون من خدمات الطوارئ في سيفاستوبول موجودون الآن في الموقع وسيُتخذ قرار بشأن نقل المواد الناسفة… ستظل جميع القوات والخدمات في حالة تأهب قتالي كامل”.
وكثفت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية هجماتها على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
زيلينسكي يزور شمال شرق أوكرانيا
من جانبه، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات التي تقاتل في شمال شرق البلاد أمس الثلاثاء واجتمع مع القادة لمناقشة الوضع في ساحة المعركة في واحدة من أكثر الجبهات احتداماً في الحرب مع روسيا.
ولم يحدد زيلينسكي الموقع الذي زاره بالضبط، لكنه قال إنه اجتمع بألوية تقاتل في قطاع كوبيانسك-ليمان في شمال شرق البلاد، حيث يقول الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تشن هجمات.
وقال الرئيس الأوكراني على موقع إكس ”اجتمعنا مع قادة الألوية والكتائب لمناقشة الوضع في ساحة المعركة والقضايا الملحة والاحتياجات”.
ونشر مكتب الرئيس أيضاً لقطات مصورة يظهر فيها زيلينسكي في أوقات مختلفة أثناء الزيارة وهو يصافح الجنود ويجلس إلى طاولة مع قادة ويستمع إلى إفادة من ضابط. ودأب زيلينسكي على تفقد القوات منذ هجوم موسكو واسع النطاق في فبراير (شباط) 2022.
ومنذ أن بدأت كييف هجوماً مضاداً في الشرق والجنوب قبل أربعة أشهر، حققت القوات الأوكرانية مكاسب تدريجية فحسب، لكن زيلينسكي رفض الانتقادات في الخارج بأن التقدم شابته استراتيجية عسكرية سيئة.
مساعدات كييف
من جانبه، اتصل الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، بقادة دول حليفة للولايات المتحدة لتأكيد استمرار بلاده في دعم أوكرانيا بعد أيام من استثناء المساعدات لكييف من اتفاق في “الكونغرس” الأميركي أتاح تجنب الإغلاق الحكومي في واشنطن.
وقال البيت الأبيض إن “الرئيس بايدن أجرى اتصالاً صباح أمس مع حلفائنا وشركائنا لتنسيق دعمنا المتواصل لأوكرانيا”، شارك فيه قادة كندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبولندا ورومانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إضافة إلى وزيرة الخارجية الفرنسية.
وأعلن “البيت الأبيض” أمس أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية ستنقطع في غضون “بضعة أشهر” ما لم يوافق الجمهوريون المتشددون على حزمة تمويل جديدة لكييف.
أمة لا غنى عنها
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، “الحديث هنا، على الأرجح، عن بضعة أشهر تقريباً”.
وواجه بايدن ضغوطاً لتهدئة مخاوف الحلفاء بعد أن توصل “الكونغرس” الأميركي في اللحظة الأخيرة السبت الماضي إلى اتفاق على الموازنة يتيح تجنب الإغلاق الحكومي، وبقيت المساعدات الجديدة لأوكرانيا خارج هذا الاتفاق بضغط من الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري.
ودعا الديمقراطي بايدن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي، قبل عزله في الساعات الأخيرة من مساء أمس، إلى الإسراع في إقرار مساعدات جديدة، مشدداً على أنه لا يمكن تحت أي ظرف عرقلة المعونة العسكرية الأميركية لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.
وكتب بايدن عبر منصة “إكس” أن “على رئيس مجلس النواب مكارثي والغالبية الجمهورية أن يفوا بوعدهم ويضمنوا إقرار الدعم المطلوب لمساعدة أوكرانيا في دفاعها عن نفسها”.
وتابع “نحن أمة لا غنى عنها في هذا العالم، فلنتصرف على هذا الأساس”، محذراً من أن الوقت ينفد لأن التمويل الحالي شارف على نهايته.
واستغل “الكرملين” التجاذب السياسي الراهن في واشنطن للتصويب على الدعم الغربي لأوكرانيا في الحرب التي بدأت أواخر فبراير (شباط) 2022.
الدعم العبثي المتعب
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس الأول الإثنين إن “التعب من الدعم العبثي تماماً لنظام كييف سيزداد في بلدان مختلفة، لا سيما في الولايات المتحدة”.
وردت نظيرته الأميركية كارين جان بيار بالقول “إذا كان بوتين يعتقد أنه يستطيع الصمود أكثر منا فهو مخطئ”، مضيفة أن هناك تحالفاً غربياً كبيراً يدعم أوكرانيا ضد الهجوم الروسي.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستعلن قريباً مساعدة جديدة للقوات المسلحة الأوكرانية من ضمن موازنة بقيمة 113 مليار دولار سبق أن أقرها “الكونغرس”.
لكن الاتفاق في شأن الإنفاق الحكومي قد يعلق إجراءات إقرار حزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة 6 مليارات دولار.
والولايات المتحدة هي أبرز الداعمين لأوكرانيا في مواجهة روسيا وبفارق كبير عن الدول الغربية الأخرى.
وقدر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أخيراً المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لكييف بزهاء 47 مليار دولار.