القصف التركي يحرم مليوني سوري من الماء والكهرباء

1

مسؤول الإدارة الذاتية يستبعد إصلاحاً قريباً للأضرار وإيقاف مراكز تأهيل أشبال “داعش” خشية هجوم التنظيم

عبد الحليم سليمان مراسل 

تعرضت عدد من المحطات الكهربائية لغارات تركية في مناطق مختلفة من شمال شرقي سوريا (اندبندنت عربية)

في اليوم الثالث على التوالي استمرت الغارات التركية باستخدام طائرات مسيرة وقصف مدفعي على مناطق شمال وشرقي سوريا، مع تركزها على مناطق منبج وكوباني والشهباء المتداخلة مع سيطرة الحكومة والمعارضة السورية بريفي الرقة وحلب.javascript:false

وفي ساعات ما بعد الظهر كانت أولى غارات أمس السبت على موقع نفطي قرب مدينة ديريك (المالكية) في أقصى شمال شرقي البلاد، ثم تلاها قصف مدفعي وصاروخي على ريف الرقة الشمالي القريب من مدينة تل أبيض وبلدة عين عيسى.

وبحسب مصادر طبية فإن امرأة فقدت حياتها وأصيب زوجها وطفلاهما الذين نقلوا إلى مشافي عين عيسى لتلقي الإسعافات، كما شهد ريف منبج في ساعات فجر اليوم الأحد قصفاً متبادلاً بين “قسد” وفصائل الجيش الوطني المعارض الذي يدخل هو الآخر على خط المواجهة من بعد تركيا.

كما تعرضت قرى عفرين والشهباء التي يقطنها نازحو عفرين إلى قصف بالأسلحة الثقيلة التركية، عقب إعلان قوات “تحرير عفرين”، وهي قوة عسكرية محلية مقربة من قوات “سوريا الديمقراطية” في المنطقة، عن تنفيذها عملية ضد قاعدة تركية قرب بلدة مارع بريف حلب الشمالي، وأدت بحسب هذه القوات إلى مقتل جندي تركي وإصابة جنديين آخرين.

وكانت القوات ذاتها قد تبنت هجوماً مماثلاً على قاعدة تركية قرب قرية دابق بريف حلب الشمالي في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وأسفرت عن مقتل خمسة جنود أتراك وإصابة تسعة آخرين بجروح خطرة، وفق بيان لها.

مليونان من المتضررين

من جهة أخرى، قالت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا إن الهجمات التركية الأخيرة جعلت أكثر من مليوني إنسان من دون خدمات من قبيل الماء والكهرباء، “إضافة إلى ما يعانونه من قبل من حصار جائر وتأزم للوضع الاقتصادي نتيجة سياسات تركيا تجاه مناطقنا”.

وطالبت الإدارة الذاتية، في بيان صادر عن دائرة العلاقات الخارجية، بضرورة وجود مواقف واضحة داخلية على الصعيد الوطني وخارجياً، مضيفة أن “على القوى التي تحارب الإرهاب، والمجتمع الدولي بجميع مؤسساته، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجهات الحقوقية والإنسانية، إدراك أخطار هذه الحرب التي تؤدي إلى الإضرار بمكاسب شعبنا ضد الإرهاب، وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي، وتدفع للهجرة والتدمير”.

لا كهرباء قريباً

من جهته قال الرئيس المشارك لهيئة الطاقة في إقليم الجزيرة زياد رستم لـ”اندبندنت عربية” إن المنطقة كانت تعاني بالأساس أزمة كهرباء خانقة، والهجمات الأخيرة تسببت في خروج محطة “السويدية” تماماً من الخدمة، وإصلاحها وصيانتها “أمر في غاية الصعوبة”، مشيراً إلى أن المحطة كانت رئيسة في تغذية المنطقة بالكهرباء، خصوصاً في تشغيل آبار النفط ومد عدد من البلدات والمدن الرئيسة بالكهرباء.

وأكد رستم أن الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء كبيرة، وأنهم في مرحلة تقييم الأضرار، و”لا خطط قريبة لحل مشكلة التيار في المنطقة” بسبب تعامل الشركات المصنعة للمحطات الكهربائية رسمياً مع الحكومة السورية، وهو ما يشكل عائقاً أمام وصول قطع الصيانة إلى مناطق الإدارة الذاتية، بحسب قوله.

أطفال “داعش”

من جهة أخرى، أعلن مكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية إيقاف عملية التأهيل في مركزيه الخاصين بإعادة تأهيل اليافعين من تنظيم “داعش”، حيث يقع كلا المركزين (هوري وأوركيش) في منطقة الجزيرة.

وبين المكتب أن الإجراء جاء “حرصاً على سلامة المتخصصين العاملين في هذا المجال حتى إشعار آخر”، وذلك خوفاً من تعرض تلك المراكز لقصف محتمل.

ونوه بيان مكتب العدل والإصلاح بأن للقصف التركي “نتائج سلبية وخطرة للغاية على مراكز الإصلاح والتأهيل، وبخاصة من الناحية الأمنية والخدمية”، وأن ذلك سيشكل فرصة لعناصر تنظيم “داعش” لشن هجمات على مراكز الإصلاح والتأهيل.

التعليقات معطلة.