” الدواعي الحقيقية لاعلان الحرب من قبل نتنياهو “

1

حسن فليح / محلل سياسي

لاول مرة بعد مرور 50 عاما على حرب العرب مع اسرائيل عام 73 تعلن اسرائيل حالة الحرب اثناء عملية طوفان الاقصى التي تدور رحاها الان ، نتنياهو شخصيا يستفاد سياسيا من حالة اعلان الحرب التي من شأنها تنهي الخلاف الداخلي حول القضايا القانونية بشان التعديل القضائي وكذلك تنهي التظاهرات ضده وضد حزبه من قبل المعارضين لهم ، وان اعلان حالة الحرب تجعل كل الدولة ومؤسساتها تحت سلطته ، وتفعل تحالفات اسرائيل الدولية بالوقوف معها وأبداء المساعدة والمشاركه بتلك الحرب ، وقد شاهدنا وسمعنا ان امريكا وقفت بكل ثقلها العسكري والسياسي مع اسرائيل ودفعت بحاملات طائراتها وبوارجها الحربية لتكون على مقربة من السواحل الاسرائلية بالاضافة الى الجسر الجوي الذي يحمل كافة المساعدات الديمومة تلك الحرب ، ان وقوف امريكا ومن معها الى جانب الكيان الصهيوني له دلالاته وأهدافة السياسية والعسكرية ، الامر الذي يثير السؤال التالي هل الحرب على غزة تلك البلدة الصغيرة تحتاج كل تلك الحشود واعلان حالة الحرب ام ان الامر مبيت لدواعي واسباب اشمل واكبر حجما واكثر سخونة تتعدى حدود غزة؟ كلنا نعلم عبر حروبنا مع الدولة الصهيونية دائما ماتنتهي بضم اراضي عربيةجديدة اليها ، واعلان حالة الحرب هذه المرة هي بمثابة التمهيد لضم اراضي اخرى وربما تشمل غزة نفسها واراضي من لبنان ، وان الاستعداد لهذه الحرب وسعتها ستكون هي الاشمل والاخطر من جميع تلك الحروب التي سبقتها ، وستضع حدا لكل العوامل الا دولتية التي نشأت وترعرعت من جراء تلك الحروب وما بعدها وستنهي السلاح وعناصره واسباب نشأته التي عملت خارج نطاق مفهوم الدولة في جميع اشكالة ومضامينه من ساحة الصراع والتي كان لايران دورا بارزا في تشكيلها بالاعتماد على جهلاء القوم في السياسة من الذين عملوا بالعوامل الطائفية وابتعدوا عن المفاهيم الوطنية واساليب النضال الحقيقية ، من الغباء ان نعتقد ان ايران ستحارب يوما ما الكيان الصهيوني وتكون بمواجهة امريكا من اجل القضية الفلسطينية والقضايا العربية ، لم يحدثنا التاريخ يوما ان الفرس ناصبوا العداء لليهود ذات الميول الصيهونية ، او وقفوا مع العرب في صراعاتهم التاريخية ، ايران بنت اذرعها المسلحة لمصالحها الذاتية ومن اهمها تعطيل الحياة والبنى التحتية للعرب واثارة الفوضى والاستثمار بها وكما هو واقع الحال الان !! ان حربا تدميرية تتعدى غزة ستحل على العرب قريبا جدا ولن تشمل ايران وسيتم تحيدها وافراغ الحرب تماما من مفهومها الديني الذي تسوق له ايران جزافا ، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يريدان ان يردان على روسيا والصين باخطر واهم بقعة على الارض والعمل على تجريدهما تماما من اي نفوذ ومصالح اقتصادية وسياسية مستقبلا ، والتفرد بالمنطقة دون منازع ، وخلق شرق اوسطي جديد خالي من الحروب ومن العوامل ألا دولتية بعد ان انهت مهمتها وانتفاء الحاجة لها ولم يعد مبرر دولي لوجودها بعد الان؟ علما ان تلك العوامل ساهمت وعملت على تهديد السلم الاهلى في مجتمعاتنا وكذلك تهديدها للسلام الدولي وغيبت وافرغت الصراع مع الكيان الصهيوني من محتواه القومي والوطني وكان ذلك مطلبا دوليا نفذته ايران بكل احترافية التي دفعت المجتمع الدولي بغض الطرف عنها وتساهلت معها في كثير من الاحيان !!! ان المراقب لمجريات تلك الحرب يجد اسرائيل لاول مرة تعلن صراحتاً عن عدد قتلها وما اصابها من اضرار من جراء عملية طوفان الاقصى بغية اثارة تعاطف المجتمع الدولي معها وتمهد لما تنوي فعلة بحق المدنيين العزل من السلاح وتوسيع رقعة المواجهة لتشمل اهدافا اخرى تتعدى حدود مدينة غزة التي ستكون بوابة الحرب الشاملة وعلى اكثر من جبهة .

التعليقات معطلة.