حجي مراد
ذات يوم نظم الشاعر أبو اسحاق الغزي
بيتاً بشكل سؤال فقال :
ما لي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ؟
فأعلنت إحدى الصحف في حينها عن جائزة لمن يستطيع الإجابة على هذا السؤال ، فأجاب بعض الشعراء بأن السبب هو الألم من حرقة النار ، وأجاب آخرون إن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه ، ولكن أحداً لم يحصل على الجائزة ، وما إن بلغ الخبر الشاعر صالح طه حتى أجاب بقوله :
من لم تجانسْه فاحذر تجالسَه
ماضر بالشـمع إلا صحبة الفتلِ
وفاز بالجائزة
ففعلاً إنَّ سبب بكاء الشمع هو وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتـيلة التي ستحترق وتحرقه معها .
وهذا بالضبط ما يبكي الفلسطيين دوماً ، وهذا ما على أسرائيل وأعوانها من زعماء الذل في دول المنطقة أن يفهموه جيداً ، فهم ليسوا من جنس النشاما والصناديد من أبناء فلسطين ، فأنتم يا بني صهيون على باطل ، وليس للباطل أن يصمد مع الحق ، فالباطل لا مكان له بين أبناء فلسطين الأبطال .
قد أخطأ الصهاينة تقديرهم لما أعتقدوا أن نور الحق الفلسطيني قد أنطفىء ، فنور الحق لا ينطفيء أبداً ،،،
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ،،،،
فلابد من أن تصدع أنوار الحق من صدور المجاهدين وتنير الدنيا مجداً وعزاً ، فالأنوار في صدور أصحاب الحق لا تطفئ أبداً ، وكلما لمعت وأشتعلت هذه الأنوار أحرقت كل ما يجاورها من باطل كما حرق الفتيل الشمع .
لكن لماذا مصر والأردن تنفذان حصار على غزة ، مصر تغلق معبر رفح والاردن يغلق جسر الملك اللا حسين ، وبنفس الوقت مطارات مصر والأردن والمجال الجوي لهما كل ذلك يستخدم في أيصال الدعم الى أسرائيل ، والإمارات تحذر سوريا من القيام بدعم الفصائل الفلسطينية ، فهل تطلب الإمارات من سورية أخذ جانب الحياد ، أم أن الإمارات تتعدى ذلك وتطلب من سوريا تقديم الدعم لأسرائيل ، أين الشرفاء من أبناء هذه الأمة ، كأن تحرير فلسطين يلزمه تحرير بعض الدول المجاورة لها ، كانهم صاروا مصداقاً لقول المتنبي أغاية الدين أن تحفوا شواربكم – يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
كذلك فاجئني تصريح لوزيرة الداخلية البريطانية والذي تؤكد فيه عزمها على منع وأزالة كل مظاهر الدعم الشعبي لأبطال غزة ، أين ديمقراطتهم الكاذبة التي يتكلمون عنها ، أليس هم من قالوا أن حق التعبير عن الرأي مصان ومكفول ، أم أن ذلك مختص برأي الباطل فقط والحق عندهم مرفوض ، لتعلم تلك الوزيرة ومن معها أن المجاهدين في غزة يكفيهم رضا الله ، ويكفيهم الدعاء من أحرار هذه الأمة ، فهذه عقيدتهم ، وما هذه المظاهر التي أخافت الوزيرة إلا كلمات حق من أفواه أحرار تلك البلاد ، ويراها المجاهدون بأنها من مظاهر النصر العظيم ، فأبشروا يا أبناء غزة فالنصر حليفكم والجنة مسكنكم أن شاء الله .