حسن فليح /محلل سياسي
كان العالم يترقب زيارة الرئيس الامريكي بايدن لاسرائيل لعلها تفرض حلا سليميا وايقاف الحرب المدمرة على المدنيين من نساء واطفال لاسيما وانها جائت بعد القصف الوحشي لمستشفى المعماداني في غزة ، لكن العالم تفاجئ بموقف بايدن الداعم لاسرائيل وتوجيه التهم للفلسطنيين بالوقوف وراء التفجير !!! واشار ان الحرب ستطول وبذلك قطع الامل بوقفها قريبا ، وقبل زيارة بايدن هذه بيوم واحد وفي للقاء متلفز في برنامج 60 دقيقة ردا على سؤال هل بامكان الولايات المتحدة الحرب على جبهتين ؟ اجاب بايدن “اننا اقوى دوله تاريخيا بالعالم ويمكننا المواجهة على جبهتين” وهنا كان المقصود الحرب في اوكرانيا والحرب المتوقعة في المنطقة ، يبدو ان الرئيس الامريكي جاء محملا بدواعي الحرب وليس بدواعي السلام خاصةً بعد ان تكاملت شروط الحرب واسبابها للولايات المتحدة ومن معها ، يجيز الدستور الامريكي لرئيس الولايات المتحدة أرسال الجيوش لحماية الامريكيين في الخارج وفق المادة الثانية من الدستور وفي حالة فعل الرئيس ودخل الحرب فعليه ان يخطر الكونكرس خلال 48 ساعة كما يمنح الدستور
الرئيس مدة 60 يوم له حق التصرف بحرية قبل موافقة الكونكرس باستخدام القوة العسكرية !! وهنا صار واضحا بعد استكمال الحشود والخطر القائم باستهداف القوات الامريكية بالمنطقة يعطي المبرر القانوني والسياسي باستخدام القوة ، لكن استخدام القوة ضد من هل ضد حماس او ضد حزب الله او ضد الفصائل المسلحة بالعراق ام ضدهم جميعهم ومعهم ايران ؟ ان خيار الحرب ضد الجميع هو الخيار الامثل بالنسبة للولايات المتحدة طالما الهدف بالنسبة لها اكبر حجما من كل هؤلاء وهو تغيير قواعد الاشتباك بالشرق الاوسط وجعله خاليا تماما من النفوذ الروسي والصيني والقضاء على حليفتهم ايران الداعم والحامي لجميع الفصائل بالمنطقة ، بدليل لايمكن القضاء على حماس وايران موجودة وكذلك الامر بالنسبة لحزب الله وبقية الفصائل حيث لايمكن القضاء عليهم بوجود ايران ولايمكن قطع الطريق على النفوذ الروسي الصيني وايران موجودة ، لذلك اصبحت الحرب حتمية بالمنطقة ويبدو لاحل بغير الحرب ؟ هكذا هو الموقف بالنسبة لاسرائيل والادارة الامريكية الديمقراطية والتي تحضى بالدعم لهكذا قرار من قبل معارضيهم من الجمهوريين !! بايدن جاء لاسرائيل ومعه التوافق السياسي داخل امريكا ومعه التخويل القانوني ومعه الاسباب الموجبة الاستراتيجية لخوض الحرب؟ زيارتة كانت بمثابة الاذن وساعة الصفر لتلك الحرب واعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل حين قال في اجتماعه مع مجلس الحرب الاسرائيلي “لديكم كل الوقت والشرعية في غزة” !! قال بعض الوزراء، ومن بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير ديرمر، لبايدن إن “هذا صراع وجودي” بالنسبة لإسرائيل، ليس لأن تل أبيب ستدمر..ولكن لأن هذه الحرب ستحدد بناء الردع الإسرائيلي في المنطقة لبقية الطريق ؟ وتجدر الاشارة ان الرئيس بايدن هو اول رئيس امريكي يزور اسرائيل وهي في حالة الحرب !؟