إسرائيل تواصل غاراتها… وتشديد في القاهرة على وقف النار وحل الدولتين
عمال إغاثة مصريون يحتفلون بخروج شاحنة مساعدات عبر معبر رفح بعد تفريغ حمولتها في غزة أمس (أ.ف.ب)
- رام الله: كفاح زبون
- القاهرة: فتحية الدخاخني
بعد أسبوعين من حصار محكم فرضته إسرائيل، تمكن قطاع غزة، أمس (السبت)، من التقاط أنفاسه بعض الشيء مع دخول أولى طلائع المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح مع مصر. لكن هذه الانفراجة المحدودة ترافقت مع مؤشرات إلى قرب بدء عملية برية إسرائيلية يروّج لها منذ فترة ويُفترض أنها نوقشت في اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي مساء في مقر القيادة الجنوبية في بئر السبع، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتزامن اجتماع مجلس الحرب مع تقارير عن مقتل عشرات الأشخاص في غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، ومع تحذير جديد أطلقه أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لسكان مدينة غزة، إذ قال لهم إنهم يعيشون «فوق برميل من المتفجرات أعدته (حماس)»، ونصحهم بالتوجه إلى جنوب القطاع. وأضاف أن من يقرر البقاء في منزله من سكان أحياء الدرج وناصر والشيخ رضوان والبلدة القديمة والزيتون، فإن ذلك سيكون «على مسؤوليته الخاصة ويعرض نفسه وأفراد عائلته للخطر». ونصح السكان مجدداً بالتوجه إلى جنوب وادي غزة «حفاظاً على سلامتكم».
وبعد وقت قصير من فتح معبر رفح، صباح السبت، أُعلن عن إعادة إغلاقه بعد مرور 20 شاحنة فقط، كانت تحمل مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة. وحملت الشاحنات الأدوية وإمدادات طبية وكمية محدودة من الأغذية المعلبة، وفق تصريحات فلسطينية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الشاحنات التي مرت دفعة أولى تابعة لـ«الهلال الأحمر المصري»، وتسلمها «الهلال الأحمر الفلسطيني».
وتعطل معبر رفح، الذي يعد المنفذ الرئيسي للدخول والخروج من قطاع غزة، بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً، وشنت ضربات جوية على غزة رداً على هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وتزامن فتح المعبر وإعادة إغلاقه مع قمة عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، شدد فيها الجانب العربي على ضرورة وقف النار والتمسك بحل الدولتين، في حين شدد الأوروبيون على ضرورة حماية المدنيين. لكن الاجتماع انتهى من دون الاتفاق على بيان مشترك.
إلى ذلك، تعرّضت قاعدة عين الأسد، الواقعة في محافظة الأنبار في غرب العراق، التي تضمّ قوات أميركية، لهجوم بطائرة مسيّرة واحدة على الأقلّ، كما أفاد مصدر أمني عراقي وآخر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية، من دون تسجيل سقوط ضحايا أو أضرار. ويأتي الهجوم فيما هدّدت فصائل عراقية موالية لإيران مصالح الولايات المتحدة في العراق على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب مع «حماس». وقال مصدر أمني إن «طائرتين مسيرتين» هاجمتا قاعدة عين الأسد، وفي حين «تمّ اعتراض الأولى وإسقاطها»، فإن «الثانية سقطت بسبب خلل فنّي داخل المعسكر من دون أن تتسبب بأضرار».
وتبنّت «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر قنوات «تلغرام» تابعة لفصائل شيعية موالية لإيران، هجوماً بطائرة مسيّرة على قاعدة عين الأسد، ظهر أمس.