حسن فليح / محلل سياسي
بعد مرور اربعين عاما على ذلك المشهد المؤلم الذي حصل عام 1982 بخروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت ومغادرتها الى تونس حين ذاك ، اثر حصار قاسي وقتال شرس تحت القصف وكثافة النيران استمر ثلاثة اشهر على مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية مصحوبا بقطع الماء والكهرباء والغذاء وجميع انواع الامداد ، الامر الذي اجبر المنظمة بالموافقة على الخروج المذل وترك اسلحتهم ! الان تجري مشاورات في اجتماع وزراء خارجية السعودية ومصر والاردن وقطر وفلسطين بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة بلنكن في الاردن ، ربما يتمخض عنه سيناريو حل على غرار ما جرى في عام 82 لمنظمة التحرير في بيروت يسمح لمقاتلي حماس بالخروج من غزة الى الجهات التي يرغبون بها مع ترك اسلحتهم وتسليم خرائط الانفاق لتدميرها مقابل تسليم ارض شمال غزة الى السلطة الفلسطينية مع العمل بمجهود دولي لحل الدولتين ، هكذا تشير بعض التسريبات، على الرغم من صعوبة ذلك وتحقيقة على ارض الواقع على اعتبار ان غزة ليست بيروت وحماس اليوم غير منظمة التحرير الفلسطينية في سابق عهدها عندما كانت في لبنان ، ولكن بعد خطاب حسن نصر الله المخيب لاآمال الفلسطينين في غزة والمطمئن للاسرائيليين ، جعل الموقف لدى حماس صعب جدا وأدركت انها وحدها بالمعركة في حين انها بامس الحاجة لمحور المقاومة الذي تخلى عنها وخذلها بالوقت القاتل !! هكذا بالضبط مثلما حصل مع منظمة التحرير عندما تخلى العرب عن انقاذها عام 82 ، ان سيناريو الحل المتوقع ينقذ الاسرائيليين وحماس معا لان كلاهما يحتاجان للحل السياسي بالوقت الحالي ، بدليل ان الجيش الاسرائيلي ليس بأستطاعتة دخول غزة وحسم الامر عسكريا مع حماس ، وفي حالة دخول غزة سيواجه متاهة الانفاق وشوارعها المليئة بالأنقاض من جراء القصف الامر الذي سيكبّده خسائر كبيرة في صفوف جنوده وهم يخوضون المعارك ضد مقاتلي حماس الذين يتمتعون بأفضلية القتال على أرضهم، في وقت لا تزال أهداف العملية الإسرائيلية مُبهمة وعالية الطموح، وترتكز على تصورات خاطئة بسب جهلها لطبيعة الارض وحرب الانفاق ، اما حماس هي الاخرى تحتاج للحل السياسي للنزاع بعد القناعة التامة بأستحالة الحل بالخيار العسكري خصوصا بعد تجرد شركائها عنها وتخليهم عن الموقف الذي كان منتظرا وخاصة فيما يتعلق الامر بالجبهة اللبنانية الذي جاء خطاب حسن نصر الله ليضع الحد لهذا الامل ليحل محله شعور الخيبة والخذلان امام حركة حماس!! أن تلك الاجواء السياسبة والعسكري المحيطة بواقع الحال لحماس وتخلي الحلفاء عنها سيشجع الاسرائيلين لاحكام طوق الحصار العسكري على حماس ليكون خيارا بديلا عن الاجتياح يتمثل بتكرار نموذج حصار بيروت الغربية عام 82 .