بواسطة حمدي مالك, مايكل نايتس, كريسبين سميث, أمير الكعبي
- English
عن المؤلفين
حمدي مالك الدكتور حمدي مالك هو زميل مشارك في “معهد واشنطن” ومتخصص في الميليشيات الشيعية. وهو المؤسس المشارك لمنصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. وقد شارك في تأليف دراسة المعهد لعام 2020 “التكريم من دون الاحتواء: مستقبل «الحشد الشعبي» في العراق”. ويتكلم العربية والفارسية.
مايكل نايتس مايكل نايتس هو زميل في برنامج الزمالة “ليفر” في معهد واشنطن ومقره في بوسطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج.
كريسبين سميث كريسبين سميث هو زميل في فريق قانوني معني بشؤون الأمن القومي ومقره في واشنطن. وتركز أبحاثه على قضايا الأمن، وحقوق الإنسان، وقانون النزاعات المسلحة في العراق.أمير الكعبي
أمير الكعبي محلل عراقي لديه عشر سنوات من الخبرة في تحليل الأحداث الأمنية والسياسية في العراق. وهو متخصص في الشؤون السياسية البينية الشيعية وأنشطة الميليشيات المدعومة من إيران.تحليل موجز
Part of a series: Militia Spotlight
or see Part 1: How to Use Militia Spotlight
Part of a series: Tracking International Reactions to the Hamas-Israel War
or see Part 1: International Reactions to the Hamas Attack on Israel
أصبحت عناصر “المقاومة” العراقية أكثر عدوانية في خطاباتها ضد الوجود الأمريكي، مما يشير إلى مستوى جديد من التصعيد ضد القوات الأمريكية كجزء من جهودها لدعم “حماس” في حرب غزة.
مع تكشف الحملة البرية الإسرائيلية في غزة في الأيام الأخيرة، عمد كل شخص من قادة “المقاومة” في العراق إلى تصعيد لهجته في خطاباتهم المناهضة للولايات المتحدة، في إشارة إلى تصعيد فعلي. وينسجم هذا التحوّل مع الموقف الأكثر صرامة الذي يتبعه رعاتهم في إيران.
هل يحدد خامنئي ماهية المعايير؟
في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، وقبل يومين من الموعد المقرر لإلقاء زعيم “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله أول خطاب علني له حول حرب غزة، ألقى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خطابه الخاص الذي أشار فيه إلى الدور المتوخى لفصائل “المقاومة” في جميع أنحاء المنطقة: “هذه الحرب ليست حرباً بين إسرائيل وغزة. إنها حرب بين الباطل والحق، حرب بين القوى المتغطرسة والإيمان” (الشكل 1). ووفقاً لتقييم “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، تمثل هذه الصياغة حثاً لأعضاء “محور المقاومة” الإيراني على تصعيد جهودهم العسكرية، وإن كان ذلك ضمن معايير ستحددها طهران و”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”.
“منظمة بدر”: من نمر من ورق إلى تنظيم صغير شجاع كغُرير العسل
في 30 تشرين الأول/أكتوبر، أصدر هادي العامري، زعيم “منظمة بدر” المدعومة من إيران، بياناً حذر فيه من أنه “حان الوقت لخروج قوات التحالف الدولي من العراق”. وعلى الرغم من أنه طلب من الحكومة العراقية “تحديد جدول زمني جدي ومحدد وقصير الأمد” لخروج هذه القوات، إلا أنه سعى في الوقت نفسه إلى تبرير الهجمات ضد هذه القوات قائلاً: “بعد فترة زمنية من الهدوء، عاد استهداف تواجد القوات الأمريكية في قاعدتي «عين الأسد» و«حرير» من قبل فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وهي ردة فعل طبيعية تجاه انحياز أمريكا وبعض الدول الأوروبية إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب” (الشكل 2).
وتشير هذه التحذيرات إلى أن “المقاومة” تنوي مواصلة هجماتها الأخيرة ضد الأصول الأمريكية في العراق وسوريا. وبالفعل، فسرت وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لـ”المقاومة” تصريح العامري على أنه ضوء أخضر لعناصر “منظمة بدر” للمشاركة في الحملة العسكرية. وذكرت قناة على “تلغرام” تسمى “الحشد الإلكتروني” أن “بيان الأمين العام لبدر الظافرة الحاج هادي العامري اليوم يشكل انعطافة في مواجهة المقاومة الإسلامية في العراق ضد الوجود الأمريكي، وهو إذن واضح لا لبس فيه لمجاهدي المنظمة [بدر] للانخراط في العمل ضد قواعد الاحتلال الأمريكي” (الشكل 3).
ومن النادر جداً أن نسمع العامري يستخدم هذا النوع من اللغة علناً ضد القوات الأمريكية، لكنه فعل ذلك مرتين منذ اندلاع حرب غزة. وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر حذّر قائلاً: “إذا تدخل الأمريكيون في المعركة مع «حماس»، فسوف نهاجم جميع الأهداف الأمريكية”.
وبالفعل، حتى الجماعات الملتزمة بشدة بالعملية السياسية في العراق أصبحت الآن منغمسة في مثل هذا الخطاب. ويشمل ذلك “منظمة بدر”، التي وصفها معهد “تشاتام هاوس” بأنها ميليشيا “ضيقة الأفق” تركز في المقام الأول على الأنشطة السياسية والاقتصادية، وليست ميليشيا “طلائعية” تركز في المقام الأول على أنشطة المقاومة. وفي مثل هذه الأوقات، قد يتفوق التزام “منظمة بدر” بولاية الفقيه – العقيدة التي تمنح السلطة الكاملة للمرشد الأعلى في إيران – على مصالحها الضيقة الأفق.
وتشير التقديرات إلى أن “منظمة بدر” تمتلك أنظمة طائرات بدون طيار وصواريخ نادراً ما تستخدمها ضد القواعد الأمريكية، وقد يتم تفعيلها الآن. ومن المرجح أن تظهر الهجمات المحتملة لـ “منظمة بدر” في سوريا أكثر من العراق. وفي كلتا الحالتين، من المحتمل أن تكون ضربات محدودة تركز على الإشارة إلى التصعيد مع الالتزام بتوجيهات “فيلق القدس” التابع “للحرس الثوري الإيراني”، وبالتالي تقليل خطر وقوع قتلى أمريكيين وتجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى إسقاط “حكومة المقاومة” برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
ويغطي الجزء الثاني من هذا التحليل جماعة “عصائب أهل الحق” بقيادة قيس الخزعلي، و”حركة حزب الله النجباء” بقيادة أكرم الكعبي، وجماعة الواجهة “أصحاب الكهف”.