العراق: المواطن بدلاً من الصحافة الساخرة

1

رصد بغداد

ميمونة الباسل

النديم

صحيفة النديم (تويتر)+الخطيعود تاريخ الصحافة الهزلية في العراق، إلى بداية القرن العشرين، فقد كانت “مرقعة الهندي” أول جريدة ساخرة في العراق، وصدرت باللغة العربية في البصرة في الـ21 من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1909، إضافةً الى صحيفة “جكه باز” أو “جنه باز”؛ وتعني باللغة التركية “المهذار” أو “الثرثار”، صدرت عام 1911.

لكنّ حذر وسائل الإعلام العراقية المحلية من هذا اللون الساخر وندرته، نتيجة التهديدات الأمنية والهالة القدسية التي أحيطت بالشخصيات الدينية والسياسية، في ظل الأوضاع الراهنة، دفع المواطنين إلى الاضطلاع بهذا الدور عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

“الشعب العراقي شعب سياسي بالدرجة الأولى، لذا فقد أدرك أهمية النقد أو الأدب الساخر”، هكذا يعتبر الصحافي سيف الشمري في حديثه لـ “العربي الجديد”. ويضيف: “لم يعد هناك الكثير من تلك الصحف والمجلات الساخرة في العراق، نتيجة للبطش والاضطهاد والخوف من الاغتيالات التي تستهدف الصحافيين بشكل خاص، ولم يمنع ذلك من ظهور برامج تلفزيونية ناقدة وساخرة، عبر محطات فضائية عراقية، تبث برامجها من خارج العراق، واتخذت تلك البرامج من السخرية والهزل أسلوبا في مناقشة قضايا الحياة والمجتمع والسياسة المزريّة في البلاد”. ويرى أنّ “تلك البرامج غالباً ما تتأثر بالأحزاب أو المُموّل لها”.

اقرأ أيضاً: العراق: جلسة السفير الأميركي تثير سخريةً

أما الصحافية رواء الصائب فتقول لـ “العربي الجديد” إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم تعج بالصفحات السياسية الساخرة، وإن الشعب العراقي لا يخشى ما كان يخشى في السابق، فقد انتزع قيود الخوف، وبات اليوم يجهر بسخريته”. وترى أن “الساخرين الجدد يثيرون بمقالاتهم التي تعالج قضايا العراق بالأسلوب الهزلي الساخر حفيظة المسؤول العراقي، وهذا الأسلوب ليس غريباً عن العراقيين، فهم يعرفونه منذ بداية القرن العشرين، وهو اقرب لقلب المتلقي إذ إن هناك إجماع بين الباحثين والمختصين على أن للصحافة الفكاهية مكانتها المتميزة والمؤثرة، ذلك لما تتركه من أثر فعال في المتلقي، سواء كان مختصا أو متذوقا ومتابعا عابرا”.

كما صدرت في العراق منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى تأسيس جمهورية العراق وسقوط النظام الملكي 1921-1958، عدة جرائد ومجلات هزلية عديدة منها (بابل 1923- والبدائع 1923- المراقب 1923 – النديم- أبو الشمقمق- جحا الرومي 1923- الحقائق 1924- والأدب والهزل 1924- بالك 1925- المداعب 1926- الكرخ 1927- التهذيب وكناس الشوارع 1925- حبزبـوز 1932- صدى الحقائق والناظرة والشباب والمثل 1932- أبو حمد 1933- والقسطاس والعندليب وقرندل 1954- الرياحين والرصافة 1930- الناقد 1929- بالإضافة إلى الفكاهـة 1963- والكشكول وغيرها الكثير من الصحف الهزلية والفكاهة.

وتعرض العديد من الصحف الساخرة للتعطيل في حينها، ومنها جريدة (أبو حمد) وهو شخصية بغدادية حقيقية، وكان يعمل حارسا في محلة حملت اسمه. وقد عطلت الحكومة الجريدة عدة مرات بسبب نقدها القاسي واللاذع، الذي كثيرا ما كان يعرضها للحساب والعقاب. وعلى الرغم من أن الجريدة صدرت عام 1933، إلا أن ما كتبته في طبعاتها تنتقد الوزارات آنذاك، ينطبق إلى حد كبير على ما يعيشه العراق اليوم.

التعليقات معطلة.