خطوة قال الجيش إنها ترجع إلى “تهديدات” مرتبطة بالهجوم في أوكرانيا
الجيش الروسي قال إن الجنود في الخدمة سيزيد بنحو 170 ألفاً (رويترز)
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً الجمعة لزيادة عديد القوات العسكرية بنسبة 15 في المئة في خطوة قال الجيش إنها ترجع إلى “تهديدات” مرتبطة بالهجوم في أوكرانيا.
ويأتي المرسوم مع سعي كل من أوكرانيا وروسيا إلى تحقيق مكاسب على الأرض وإعادة حشد قواتهما في النزاع الذي لم يشهد أي تغيير يذكر على الخطوط الأمامية في الأشهر الأخيرة.
وجاء في بيان الجيش أن “الزيادة في القوة الدائمة للجيش ترجع إلى التهديدات المتزايدة لبلادنا والمرتبطة بالعملية العسكرية الخاصة والتوسع المستمر لحلف شمال الأطلسي”.
وأضاف أن عدد الجنود في الخدمة سيزيد بنحو 170 ألفاً، وهذا رد “ملائم” على “النشاط العدائي لتكتل حلف شمال الأطلسي”.
ولفت البيان إلى عدم وجود خطط لإجراء تغييرات على قواعد التجنيد الإلزامي أو تنظيم حملة تعبئة أخرى، وهو إجراء لا يحظى بشعبية وتسبب في هروب جماعي للرجال من روسيا العام الماضي.
وبدلاً من ذلك، ركز الجيش في الأشهر الأخيرة على حملات التجنيد مع وعود بمكافآت مالية مجزية، خاصة في المناطق النائية.
لكن منتقدي الكرملين اعتبروا أن هذا الإجراء يرقى إلى مستوى تعبئة “خفية”، حيث يستمر تجنيد الرجال في الجيش بشكل متقطع.
بمصير منظمة الأمن والتعاون
من جانب آخر، اختتمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قمتها السنوية الجمعة، حيث أعربت روسيا التي تمثلت بوزير خارجيتها سيرغي لافروف عن “لامبالاتها” بمستقبل أكبر منظمة أمنية إقليمية في العالم.
وأثار الهجوم الروسي على أوكرانيا المستمر منذ فبراير (شباط) 2022 انتقادات شديدة من معظم أعضاء المنظمة، في حين قاطعت كييف وحلفاء لها اجتماع هذا العام الذي انعقد في عاصمة مقدونيا الشمالية، احتجاجاً على المشاركة الروسية.
وأعلن بوجاز عثماني، وزير خارجية مقدونيا الشمالية ورئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن نتائج الاجتماع الثلاثين للمجلس الوزاري للمنظمة الذي استمر يومين، قائلاً إنه تم “إنقاذ” المنظمة بانتخاب رئيس جديد لها وتمديد مهام مسؤوليها.
وأضاف عثماني أن الهجوم الروسي “شكل تحدياً لوجود منظمتنا بحد ذاته، وبالتالي فإن نتائج هذا المجلس الوزاري تعتبر رائدة”. ووافقت المنظمة على تولي مالطا رئاسة المنظمة العام المقبل، على رغم رفض موسكو.
وكان لافروف أعرب في سكوبيي عن “لامبالاته” بمصير المنظمة، مضيفاً “تأكدنا من أن زملاءنا الغربيين لم يتعلموا أي دروس من سياستهم الكارثية التي تهدف إلى تدمير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”.
وروسيا إحدى الدول الأعضاء الـ57 في المنظمة التي أنشئت عام 1975 لتسهيل الحوار بين الشرق والغرب. وتمر المنظمة بأخطر أزمة منذ تأسيسها قبل 48 عاماً بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
واعتبر لافروف أن “أوروبا تواصل – بمثابرة يمكن توظيفها بشكل أفضل – القضاء على المنظمة”.
مقاطعة الاجتماع
ودفع حضور لافروف بأوكرانيا ودول البلطيق وبولندا إلى مقاطعة الاجتماع.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على منصة إكس الجمعة “بينما تحاول روسيا تدمير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فإن الدول المشاركة فيها تدعم أوكرانيا بأغلبية ساحقة”.
وشدد وزير خارجية مالطا إيان بورغ، الرئيس المقبل للمنظمة، على أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع كانت “شهادة على التزامنا المشترك بمواصلة تعزيز منظمتنا”.
وأضاف للصحافيين “يجب أن نركز على إنهاء الحرب والنزاع. الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا يجب أن تتوقف”.
أوكرانيا: احتجاج سائقي الشاحنات البولنديين على الحدود “كارثي”
وأعربت أوكرانيا الجمعة عن أسفها للتداعيات “الكارثية” لاحتجاج سائقي الشاحنات البولنديين المستمر منذ أسابيع على حدود البلدين حيث تشكلت طوابير طويلة من المركبات.
ويغلق سائقو شاحنات بولنديون منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المعابر الرئيسية مع أوكرانيا الغارقة في الحرب، مطالبين بإعادة فرض تصاريح دخول على منافسيهم الأوكرانيين.
وقال أمين المظالم الأوكراني المعني بحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس في بيان “عرقلة حركة المرور على الحدود بين بولندا وأوكرانيا: الوضع كارثي”. وأضاف “السائقون الأوكرانيون في وضع صعب للغاية لدرجة أنهم يعتزمون الإضراب عن الطعام إذا لم يتحسن الوضع”.
وتشكلت طوابير طويلة على جانبَي الحدود حيث بقي العديد من السائقين عالقين في مركباتهم لأيام في درجات حرارة باردة ومع القليل من الطعام. وقالت كييف الجمعة إن 2100 شاحنة تقريباً منعت على الجانب البولندي من دخول أوكرانيا. وأكد لوبينيتس أنه تواصل مع نظيره البولندي مارسين فياتشيك لكنه لم يتلق رداً بعد.
كما أعلن أن كييف بدأت الاستعداد “لإجلاء السائقين من نقاط المراقبة المعطلة على أراضي بولندا”، من دون إعطاء تفاصيل حول طبيعة التدخل. وأضاف أن أوكرانيا بدأت أيضاً الاستعداد لتزويد السائقين الغذاء والماء والدواء والوقود. وقد فشلت جولتان على الأقل من المحادثات بين كييف وسائقي الشاحنات.
من جانبها، أعلنت وارسو هذا الأسبوع أنها ستجري “عمليات تفتيش مكثفة” للشاحنات الأوكرانية على الطرق المؤدية إلى الحدود في محاولة لتهدئة عمال النقل المحتجين.
واستقبلت بولندا أكثر من مليون لاجئ أوكراني منذ اندلاع الحرب مع روسيا. لكن العلاقات مع أوكرانيا اتخذت منعطفاً سيئاً خلال الانتخابات البرلمانية البولندية في خريف هذا العام، عندما عزز الحزب الحاكم خطابه القومي ودخل في مشاحنات مع كييف.
ومع تدهور الوضع على الحدود البولندية، حذا سائقو الشاحنات السلوفاكيون حذو جيرانهم الشماليين وبدأوا أيضاً إغلاق المعابر مع أوكرانيا. وسمح أعضاء نقابة سائقي الشاحنات السلوفاكية (يوناس) لأربع شاحنات فقط بدخول أوكرانيا كل ساعة من معبر فيسن نيميكي.
وقال نائب رئيس النقابة راستيسلاف كورما لوكالة الصحافة الفرنسية “سنبقى هنا حتى تتخذ خطوات للحد من المنافسة من شركات النقل الأوكرانية”. وأضاف كورما “نريد دعم زملائنا البولنديين”.
وتقول شركات النقل البري البولندية والسلوفاكية إن إلغاء التصاريح أفاد المنافسين الأوكرانيين وأثر بشدة على أرباحها.
وحذرت وكالة الحدود الأوكراني الجمعة من حدوث اضطرابات في حركة البضائع عند معبر فيسن نيميكي، لكنها أكدت أن “حركة المرور غير معطلة بعد دخول سلوفاكيا”.
وقالت عبر وسائل التواصل الاجتماعي “لن تقيد حركة السيارات ولا الحافلات أيضاً”. وجاء الاحتجاج في سلوفاكيا بعدما عطلت الحكومة الجديدة في براتيسلافا في وقت سابق من هذا الشهر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا.