يبدأ الناخبون المصريون، صباح اليوم، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة المصرية للعام 2024. وتستمر عملية الاقتراع، من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 9 مساءً، في 10085 مقراً انتخابياً في شتى أنحاء الجمهورية، على مدار 3 أيام، أي من يوم 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري إلى 12 منه.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية المصرية 4 مرشحين، وهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحزب المصري الديموقراطي فريد زهران، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر.
وبحسب البيانات التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، فإن عدد من لهم حق التصويت يبلغ قرابة 67 مليون مواطن مصري ممن تجاوزت أعمارهم 18 عاماً. وتجرى عملية التصويت بنظام الاقتراع العام السري المباشر، وفقاً لما نص عليه الدستور المصري.
وقد شارك المصريون في الخارج بالتصويت خلال الفترة من 1 كانون الأول (ديسمبر) الجاري إلى ٣ منه، من خلال نحو 137 لجنة تصويت في السفارات والقنصليات التابعة لبلدهم، في نحو 121 دولة حول العالم.
وتجرى الانتخابات تحت الإشراف القضائي الكامل، بناء على التوصيات التي أنتجها “الحوار الوطني” الذي شارك فيه قوى وشخصيات سياسية تنتمي لاتجاهات فكرية عدة. كما تشارك منظمات ومراقبون محليون ودوليون في متابعة العملية التصويتية على مدار الأيام الثلاثة.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت ينشغل الرأي العام المصري بالحرب التي يشهدها قطاع غزة، ما أثر بشكل واضح على على اهتمامات الناخبين، بل والمرشحين أنفسهم، ووجهها صوب المعاناة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
المشاركة بالتصويت
يقول رئيس مؤسسة “ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان” أيمن عقيل في حديث لـ”النهار العربي”: “دعنا نعترف أن المشاركة في المنطقة العربية ضعيفة، بعيداً عن أي أحداث، لكن لا ريب في أن أحداث غزة شغلت الناس جميعاً، بمن في ذلك المرشحون أنفسهم، الذين تركوا جزءا من حملاتهم الانتخابية، وتبرعوا بجزء من نفقات حملاتهم للمساعدات الإنسانية المقدمة إلى سكان غزة”.
أيمن عقيل رئيس “ماعت” والمتحدث الرسمي باسم ائتلاف “نزاهة”
وأطلقت قوى سياسية وحزبية مصرية دعوات وفعاليات لتشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات، ومنها الحملة التي أطلقتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحت عنوان “نعم للمشاركة”، والحملة التي أطلقها “تكتل الحوار” تحت شعار “شارك”.
كذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، رواجاً لوسوم مثل #انزل_انتخب_صوتك_امانه، و#تحيا_مصر، على موقع التدوينات القصيرة “X” (توتير سابقا)، لدعوة المواطنين للإدلاء بأصواتهم في تلك
متابعة الانتخابات
ويشكل الإشراف القضائي الكامل، ومراقبة منظمات المجتمع المدني للانتخابات عنصراً مهماً في الشفافية والنزاهة التي تحظى بها الاستحقاقات الانتخابية.
وتم الإعلان، أخيراً، عن تشكيل ائتلاف يضم متابعين من 34 دولة تحت اسم “نزاهة” لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية، ويترأس الائتلاف رئيس المجموعة الكبرى للمنظمات غير الحكومية في أفريقيا كوفي كانكام، وهو كذلك رئيس منظمة الزيكا للإغاثة.
ويقول رئيس “ماعت” والمتحدث الرسمي باسم الإتلاف: “سنتابع الانتخابات في 10 محافظات مصرية، ونستهدف 2400 لجنة انتخابية على مستوى الجمهورية”.
ويضيف عقيل: “لقد وفرنا استمارة إلكترونية بها عدد من الأسئلة، يجيب عنها المتابعون، وذلك للتأكد من حرية الانتخابات ونزاهتها. وسوف تنتشر فرقنا في أنحاء مصر، وكل فرقة منها بها متابعون دوليون، ومترجم، ومنسق محلي، يتحركون معاً لزيارة اللجان الانتخابية”.
وأشار المتحدث الرسمي باسم “نزاهة” إلى أن “الائتلاف يغطي قرابة 20 في المئة من اللجان الانتخابية، وهذه نسبة كبيرة، ومتابعونا تم تدريبهم، وتأهيلهم، وتعريفهم بشكل اللجنة الانتخابية، وأعضائها، والصندوق الانتخابي، وكل تلك الأمور”.
رصد الإجراءات والممارسات
ويقول كوفي كانكام في تصريحات خاصة لـ”النهار العربي” إن “الانتخابات تعد جزءاً حيوياً من العمليات الديموقراطية، وحق المشاركة في الترشح للانتخابات بما في ذلك التصويت، هي مسألة جوهرية في الحكومات الديموقراطية القائمة على إرادة الشعب”.
ويضيف: “دورنا كمنظمات مجتمع مدني مشاركة في ائتلاف “نزاهة”، يتمثل في المتابعة والرصد لكافة الإجراءات والممارسات، طبقا للقوانين الدولية لحرية ونزاهة الانتخابات، وذلك خلال سير العملية الانتخابية للانتخابات الرئاسية في مصر 2024، في كل مراحلها، بما في ذلك عملية تصويت الناخبين، وإلى حين إصدار النتائج النهائية، وعقد المؤتمر الصحافي”.
وأشار رئيس “نزاهة” إلى أن الائتلاف زار مقرات حملات المرشحين للانتخابات، وقال: “الائتلاف ملتزم بالقواعد والإجراءات المنظمة لمشاركة منظمات المجتمع المدني في متابعة العمليات الانتخابية التي أقرتها الهيئة الوطنية للانتخابات، وبالصكوك الدولية لحماية حقوق الإنسان ذات الصلة بالمشاركة السياسية”.
توقيتات ومواعيد
بحسب التوقيتات التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات فإن عملية الاقتراع سوف تنتهي يوم 12 كانون الأول الجاري، وتنتهي عملية الفرز، وتسليم المحاضر للجان العامة، وقرارات اللجان العامة بشأن الاعتراضات وجميع المسائل المتعلقة بعملية الاقتراع، وإعلان الحصر العددي للأصوات، يوم 13 من الشهر ذاته، على أن تعلن النتيجة النهائية يوم 18 منه.
وفي حالة الإعادة تبدأ الانتخابات في الخارج خلال الفترة من 5 كانون الثاني (يناير) 2024 إلى 7 منه، وتجرى جولة الإعادة بالداخل خلال الأيام من 8 إلى 10 منه، وتعلن النتيجة النهائية للانتخابات وتنشر في الجريدة الرسمية يوم 16 من الشهر ذاته.