القوى الشيعية وتحالف الحلبوسي أكبر الفائزين في انتخابات مجالس المحافظات العراقية

1

خلال فرز بطاقات الاقتراع. (أ ف ب)

حملت نتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية، الأولى منذ عقد، دلالات عدّة، وأظهرت نفوذ العشائر وقوة المال في التأثير على المشهد السياسي، وأيضاً في العزوف الكبير عن المشاركة. أُجريت هذه الدورة من انتخابات المجالس في غياب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، والذي يعتبر أنّه يملك أكبر قاعدة جماهيرية في البلاد، ولوحظ كذلك ابتعاد بعض القوى والتيارات المدنية التي منحت بانسحابها فائدة كبيرة للقوى السياسية المقرّبة من إيران والأحزاب السياسية التقليدية الأخرى. وبلغت نسبة المشاركة 41 في المئة، أي ما يعادل 6.6 ملايين ناخب من أصل 16.1 مليوناً يحق لهم التصويت.

وتظهر الأرقام التي أعلنتها مفوضية الانتخابات تراجع الإقبال على انتخابات مجالس المحافظات عما كانته في 2013 وبلغت حينها 51 في المئة، وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في 2021 وبلغت هذه النسبة فيها 44 في المئة. صقور السياسة من السنّة والشيعةتصدّرت قائمة حزب “تقدّم” برئاسة محمد الحلبوسي، الذي أقصي قبل أسابيع من رئاسة البرلمان، أصوات الناخبين في بغداد، إذ أظهرت نتائج العاصمة العراقية “تقدّم” أولاً، ثانياً تحالف “نبني” المقرّب من إيران ويقوده هادي العامري، وثالثاً “دولة القانون” الذي يقوده نوري المالكي، و”السيادة” بقيادة خميس الخنجر رابعاً ثم “قوى الدولة” بقيادة عمار الحكيم وحيدر العبادي. وفي محافظة ذي قار، جاء تحالف “نبني” أولاً ثم “دولة القانون” و”قوى الدولة” ثالثاً. أما في نتائج محافظة المثنى، فحلّ “دولة القانون” أولاً ثم “قوى الدولة” و”نبني” ثالثاً و”أبشر يا عراق” رابعاً. وفي محافظة الأنبار “تقدّم” أولاً و”الأنبار هويتنا” ثانياً وحل “قمم” ثالثاً و”السيادة” رابعاً و”عزم العراق” خامساً. وبيّنت مفوضية الانتخابات أنّ تحالف “تقدّم” في محافظة الأنبار حصل على 145733 صوتاً. وكشفت نتائج محافظة صلاح الدين تقدّم “الجماهير” ثم “تحالف الإطار” فـ”العزم” ثم “تقدّم” وبعدهما “السيادة”. أما نتائج نينوى، فجاءت “نينوى لأهلها” أولاً ثم الديموقراطي الكردستاني، وثالثاً “العقد الوطني” فـ”السيادة” ثم “تقدّم”. في محافظة كربلاء: “إبداع” أولاً ثم “دولة القانون” و”نبني” ثالثاً ثم “أبشر يا عراق” و”إشراقة كانون” خامساً. 

 وأظهرت النتائج في محافظة ميسان، تقدّم “نبني” أولاً ثم “دولة القانون” ثانياً، بعده “قوى الدولة” تلاها “أجيال” و”قيم” خامساً. وفي البصرة حلّ “تصميم” بقيادة المحافظ الحالي أسعد العيداني أولاً ثم “نبني” فـ”دولة القانون” و”قوى الدولة”. أما في كركوك فقد أظهرت النتائج فوز “قوتنا” أولاً ثم “التحالف العربي” و”تركمان العراق” ثالثاً و”القيادة” رابعاً والديموقراطي الكردستاني خامساً بـ46749 صوتاً. نتائج القادسية (الديوانية): “نبني” أولاً ثم “دولة القانون” تلاها “قيم” ثم “قوى الدولة” فـ”إشراقة كانون”. نتائج بابل: “نبني” أولاً ثم “دولة القانون” ثانياً و”قوى الدولة” ثالثاً، تلاه “إشراقة كانون”.النجف: “نبني” أولاً ثم “دولة القانون” ثانياً و”الوفاء” ثالثاً و”قوى الدولة” رابعاً ثم “أبشر يا عراق”. نتائج واسط: “واسط أجمل” أولاً، “دولة القانون” ثانياً ثم “نبني”، وتحالف “قوى الدولة”. ديالى: تحالف “ديالتنا” أولاً، “تقدّم” ثانياً، ثم تحالف “السيادة”، و”الديموقراطي الكردستاني”. اللوائح الكبرىيقول المحلل السياسي فلاح المشعل تعليقاً على الأرقام، إنّ “نتائج الانتخابات جاءت وفق ما كنا نتوقعه، إذ فازت القوائم الشيعية في المحافظات الشيعية والقوائم السنّية تتصدّر في المدن السنّية، أما محافظة كركوك، فهي تتوزع بين عرب وأكراد وتركمان”. وأضاف لـ”النهار العربي”، أنّ “كل النتائج كانت معروفة مسبقاً خصوصاً في المحافظات التي نجح محافظوها بكسب ثقة الجماهير كما في البصرة وكربلاء والموصل. اما القوائم المدنية واليسارية، فقد بقيت على هامش الأرقام”، لافتاً الى أنّ “هذا يعني تكريساً للمحاصصة ونفوذ العشائر وقوة المال السياسي وتأثيره في كسب الأتباع”. 

 من جهته، يؤكّد الأكاديمي والمراقب السياسي غالب الدعمي لـ”النهار العربي” أنّ “هذه الانتخابات كشفت عن تراجع كبير في جمهور الكتل السياسية التي تصدّرت النتائج في المحافظات الجنوبية خصوصاً والأنبار وغيرها، لكن نسبة المشاركة كانت ضعيفة”.ويضيف أنّ “العزوف عن المشاركة يعدّ مؤشراً خطيراً في النظام الديموقراطي العراقي الحالي، لذا على القوى السياسية المؤثرة دراسة الموضوع”. وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قد أعلنت أنّ نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بلغت 41 في المئة. ويقول رئيس “مركز التفكير السياسي” في العراق إحسان الشمري إنّ نتائج انتخابات مجالس المحافظات كانت متوقّعة بالنسبة للأحزاب التقليدية، إذ إنّ قوى الإطار التنسيقي استفادت كثيراً من غياب منافسها الأكبر، التيار الصدري. أزمة جديدة مرتقبةويضيف في حديث لـ”النهار العربي” أنّ “قوى الإطار التنسيقي الشيعية تلقّت صدمةً كبيرة بعد فوز حزب “تقدم” السنّي، ما دام ثمة صراع بين الأحزاب السنّية والشيعية على هوية بغداد ومكوناتها”، متوقعاً أنّ “هذه النتائج سوف تثير أزمة جديدة بين القوى السياسية التقليدية”. من جهته، رأى الإعلامي حسام الحاج “أنّ القوى السياسية الكبيرة استخدمت المال السياسي في انتخابات مجالس المحافظات، لذا فإنّ النتائج لم تكن مفاجئة، خصوصاً أنّ المنافسة الكبيرة التي تتمثل بالتيار الصدري كانت غائبة”، مؤكّداً أنّ “الناخب العراقي عاقب الأحزاب بعد مقاطعته للانتخابات، والتي تبينت من خلال نسب المشاركة”. وشكّك الحاج بنسبة المشاركة التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي بلغت 41 في المئة، مبيناً أنّ النسبة لم تبلغ الـ27، “وما أعلنته المفوضية هو لحفظ ماء الوجه، وهذا يعطي رسالة واضحة بأنّ الشعب رافض لهذا النظام السياسي في العراق”.

التعليقات معطلة.